- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
هادي جلو مرعي يكتب: الكهرباء في الكتب المقدسة
هادي جلو مرعي يكتب: الكهرباء في الكتب المقدسة
- 18 نوفمبر 2021, 8:13:09 م
- 579
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يتحدثون عن الحروب الحديثة التي تعتمد التقنيات والمعلومات والأفكار الجديدة، ويقارنونها مع الحروب التقليدية التي تعتمد آليات وأفكار وخطط وأسلحة قديمة لاتتناسب وروح العصرنة، ويضربون مثلا بعقلية الضباط الإنجليز الذين دفعوا الجنود الهنود الى المحرقة في مواجهة الجيوش الألمانية في الحرب العالمية الأولى، وكيف واجهوا الموت بكيفيات متعددة، فالألمان كان يطلقون الغازات السامة نحوهم، وينطلق وابل الرصاص كذلك وبكثافة ويمزق أجسادهم المرهقة، بينما كان البرد والمطر يجمد أطرافهم دون ان يعبأ بهم أحد فبينما كان الألمان يبتكرون أساليب الحروب الحديثة، كان الهنود يقتلون بطريقة تقليدية تلائم عقلية عواجيز الجيش البريطاني الذي يزج في حروبه أبناء المستعمرات المساكين.
الكيان الإسرائيلي الذي قام على أسطورة توراتية فوض بموجبها الرب اليهود أن يحرقوا بيوت الأغيار، ويجرفون اشجار زيتونهم وبساتينهم، ويصادرون حيوانتهم ومحاصيلهم، ويقتلون رجالهم، هذا الكيان قام بتحديث بياناته التوراتية وأساطيره العتيقة، ولم تعد البيوت والزروع والقتل تكفي لإشباع شهوته للدمار، فتحول الى إجراءات حديثة مع تعشيقها بإجراءات قديمة، كالقتل، وهدم البيوت ومصادرة الاراضي والإعتقال التعسفي، فصار يبتكر أساليب جديدة قديمة كبناء المزيد من المستوطنات، وقطع إمدادات الطعام والماء والكهرباء، وغلق المعابر، ووقف تسليم أموال الضرائب، والتضييق على الفلسطينيين ليضمنوا إضعافهم، والتنكيل بهم، وإستنزاف قواهم.
آخر ماإبتدعه العقل الصهيوني القلق من النهايات، ومآلات الصراع مع هذا الشعب الصامد أن قام بقطع التيار الكهربائي عن مناطق مختلفة بدعوى تراكم الديون المستحقة لشركات الكهرباء المنتجة والموزعة للطاقة، وهي ليست المرة الأولى التي تعمل فيها حكومة الإحتلال على محاربة الشعب الفلسطيني في أسباب القوت اليومية، وتقنين الإجراءات الخاصة بالعمل، وتوريد المنتجات الزراعية والصناعية، والسماح بمرور العمال الى مواقع عملهم بغية إرهاقهم، ومنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية، وهي أساليب إعتادها المحتلون، مثلما تعودها الفلسطينيون، وصاروا يبتكرون أساليب أخرى لمواجهتها، وتقليل ضررها، وإذا مامارسوا أساليبهم تلك، فعليهم أن يتذكروا أنهم لن يتمكنوا من التضييق على حقيقة زوال إحتلالهم لهذه الأرض التي تنفرهم، وتأبى أن تستسيغ وجودهم غير القانوني، وعدوانهم على أصحاب الأرض الحقيقيين والأصلاء.