- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
هادي جلو مرعي يكتب : إن شاء الله تذوقوا ملح اليهود
هادي جلو مرعي يكتب : إن شاء الله تذوقوا ملح اليهود
- 15 ديسمبر 2021, 9:03:21 م
- 498
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وخلق الإنسان على عجل، وهكذا هو دائما لاينتفع من معرفته بالنتائج، ولايعرف النار إلا بعد أن تكتوي بها يداه، وتتجلى معرفته بها حين يصرخ متألما يبحث عن السكينة والطمأنينة ويتخلص من الوجع القاتل الذي لم يكن يبالي به حتى دهاه،
دهى الله الدهر من داه دهاني
ما على الجرح أبكي إذ بسهم رماني
إنما أبكي على السهم إذ سيلقى
من الدهر كسرا كما لقاني
يطبع بعض العرب ذلا وخنوعا وهزيمة، وترفض الشعوب ذلك التطبيع، وتمقته، لكنها تتعرض الى ضغوط إعلامية وسياسية وإقتصادية، عدا عن كونها تعيش في بلدان تتحكم فيها قيادات هي من تقرر دون ان تلتفت الى موقف الشعوب التي عليها إما أن تؤيد، أوتختار الصمت، وليس لها من خيار، واما من اراد المضي بملء الإرادة مع هذا الموقف من الشعوب والنخب فعليه أن يستعد لدفع الثمن الباهظ عاجلا أو آجلا، وفي وقت لن يطول إنتظاره،حيث لانغفل أن هناك من النخب والمثقفين من شاه عقله، أو إختار العاجل على الآجل، او إنه لايتحمل المعاناة والتضحيات والحرمان، وربما تمكن منه اليأس والإحباط، فإنزاح جهة المطبعين المنهزمين والمنكسرين الذين لايملكون الإرادة الكافية التي تقهر الصعاب والتحدبات.
الفنانة الفلسطينية رائدة طه تحدثت بتفاؤل وأمل عن مستقبل القضية الفلسطينية، وصبر وصمود الشعب الفلسطيني العظيم، ونوهت الى إن المطبعين لايعرفون طبع اليهود، أو بتجاهلون مايعرفون لأسباب عدة لاتمثل عذرا، ولامسوغا لهم، فاليهود قرارهم التمدد، وتدمير الخصوم من العرب والقضاء عليهم، وحملهم على الهزيمة الكاملة، والقضاء على أي مقاومة كانت، والإستيلاء على المزيد من الأراضي، والإبقاء على ميزة التفوق العسكري والإقتصادي والصناعي، مع الإستمرار في إستراتيجية ثابتة تتعلق بتدمير أي قوة مقابلة، أو مناوئة،
أو رافضة للهيمنة والإحتلال، وأشارت الى أهمية أن يذوق هولاء ملح اليهود ليعرفوا الحقيقة، وتعني سلوك الغاصب المحتل وطمعه َجشعه وعدوانيته، وإنه لايتوقف عند فكرة السلام التي هي خدعة لايجب أن تنطلي على من قراوا التاريخ وتعلموا منه أن المحتل لاأمان له، ولامستقبل معه، ولاشراكة تربطنا به، فهو يؤمن بالقضاء علينا، والإستيلاء على كل شيء.
عندما يذوق هولاء ملح اليهود قد يكون فات الإوان حينها، ولايكون لهم من عذر أمام شعوبهم التي تحملت منهم فوقيتهم وطغبانهم، وفوق ذلك قراراتهم المنفصلة عن تطلعاتها، التي يتخذونها وفقا لمصالحهم الخاصة، ولضمان بقائهم في السلطة تحت حماية من سيتخلى عنهم، كما سيتخلى إبليس عن الذين إتبعوه في الدنيا، وكان وليهم وزعيمهم الى جهنم وبئس المصير.