- ℃ 11 تركيا
- 19 نوفمبر 2024
"نيويورك تايمز" تدعو بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي لهذه الأسباب
"نيويورك تايمز" تدعو بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي لهذه الأسباب
- 29 يونيو 2024, 3:03:32 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
دعت هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية العريقة، الجمعة، الرئيس جو بايدن إلى الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض، غداة مناظرته مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب.
وكتبت الصحيفة في افتتاحية نشرت مساء الجمعة: "بايدن كان رئيسا مثيرا للإعجاب. في ظل قيادته، ازدهرت الأمة وبدأت في معالجة سلسلة تحديات طويلة الأمد، وبدأت الجروح التي فتحها ترامب في الالتئام. لكن أعظم خدمة عامة يمكن أن يؤديها بايدن الآن، هي أن يعلن أنه لن يستمر في الترشح لإعادة انتخابه".
في المقابل أكد بايدن، الجمعة، عزمه على مواصلة خوض السباق الرئاسي، رغم أدائه السيئ في المناظرة أمام ترامب.
وقال بايدن أمام تجمع لأنصاره في ولاية كارولاينا الشمالية: "لم أعد أسير بسهولة كما كنت أفعل سابقا، لم أعد أتكلم بطلاقة كما كنت أفعل سابقا، لم أعد أناظر بالجودة السابقة نفسها، لكنني أعلم كيفية قول الحقيقة".
وأضاف: "أعلم الصواب من الخطأ. أعلم كيفية تأدية هذه المهمة. أعلم كيفية إنجاز الأمور. أعلم، كما يعلم ملايين الأمريكيين، أنك حين تسقط فإنك تنهض مجددا".
وتحدثت وسائل الإعلام الأمريكية عن "ذعر" حقيقي خلّفته المناظرة في صفوف الديمقراطيين، قبل أربعة أشهر من الانتخابات، وقبل نحو ستة أسابيع من المؤتمر المفترض أن يُنصَّب فيه الرئيس الأمريكي مرشّحا رسميا للحزب.
لكن حاليا، لم تُعبّر أي شخصية وازنة في الحزب الديمقراطي عن هذا الشعور علنا.
"أكبر عدد من الأكاذيب"
وبدا، الجمعة، في كارولاينا الشمالية أن بايدن يقول الكلمات التي شاء أنصاره أن يقولها خلال المناظرة، لكنه لم يتمكن من ذلك.
وتابع الرئيس الأمريكي: "هل شاهدتُم ترامب الليلة الفائتة؟ أعتقد أنه حقق رقما قياسيا جديدا لأكبر عدد من الأكاذيب في مناظرة واحدة".
وقال أيضا: "لم أكُن لأترشّح مجددا لو لم أكُن مؤمنا من كل قلبي بأنّني قادر على تأدية هذه المهمة".
وشدد بايدن أن "ترامب أكبر تهديد لهذه الأمّة. إنّه تهديد لحرّيتنا. إنّه تهديد لديمقراطيّتنا. إنّه حرفيا تهديد لكلّ شيء تدافع عنه أمريكا".
ولتبيان مدى سوء الوضع إثر المناظرة، تكفي المقالة اللاذعة لتوماس فريدمان الذي يطرح نفسه "صديقا" للرئيس الأمريكي، الصادرة الجمعة في صحيفة "نيويورك تايمز".
كتب فريدمان أنّ بايدن "رجل طيّب، رئيس جيّد، لكنّه ليس في وضع يسمح له بالترشّح لولاية ثانية"، كاشفا أنه "بكى" لدى رؤيته الرئيس الديمقراطي البالغ 81 عاما، الذي بدا منهكا في بعض الأحيان، ومتلعثما خلال مناظرة استمرت 90 دقيقة أمام كاميرات شبكة "سي أن أن" الإخباريّة.
وكتبت ماريا شرايفر، ابنة شقيقة جون كينيدي، الرئيس الأمريكي الذي اغتيل عام 1963، وحليفة بايدن، على منصة "إكس": "قلبي مفطور".
مخاطر سياسية
وعاد ترامب أيضا إلى الحملة الانتخابية، الجمعة، وخاطب تجمعا حاشدا في فيرجينيا حيث شن هجماته المألوفة على بايدن.
وقال ترامب: "الأمر لا يتعلّق بعمره، بل بكفاءته".
وأضاف: "السؤال الذي يجب على كل ناخب طرحه على نفسه اليوم، ليس إذا كان جو بايدن يستطيع النجاة من أداء مناظرة مدتها 90 دقيقة، لكن إذا كان بإمكان أمريكا البقاء أربع سنوات أخرى تحت حكم المحتال جو بايدن".
وتابع ترامب: "يقول كثير من الناس؛ إنه بعد أداء الليلة الماضية، سيترك جو بايدن السباق. لكن في الحقيقة أنا لا أصدّق ذلك؛ لأنه يحقق في استطلاعات الرأي نتائج أفضل من أي من الديمقراطيين الآخرين الذين يتحدثون عنهم".
يرى محللون أن اختيار الديمقراطيين بديلا من بايدن سينطوي على مخاطر سياسية عدة، وسيتعين على بايدن أن يقرر بنفسه الانسحاب لإفساح المجال أمام مرشح آخر قبل مؤتمر الحزب.
والمرشّحة الأبرز للحلول محله هي نائبته كامالا هاريس التي دافعت بإخلاص عن أدائه، الخميس، مع اعترافها بأنّ انطلاقته كانت "صعبة".
أما رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، فأكّد أنّ بايدن "ليس قادرا على أن يكون رئيسا، ولا يمتعنا قول ذلك؛ لأنّ الأمر خطير جدا".
إذا قرّر بايدن الانسحاب، سيجتمع الديمقراطيون في آب/ أغسطس في شيكاغو في ما يُعرف بالمؤتمر "المفتوح"، حيث سيعاد خلط الأوراق، ولا سيما أصوات المندوبين الذين صوّتوا للرئيس.
وسيكون هذا السيناريو غير مسبوق منذ عام 1968، حين تعيّن على الحزب إيجاد بديل من الرئيس ليندون جونسون، بعد أن سحب الأخير ترشّحه في خضم حرب فيتنام.
وتم ترشيح نائب الرئيس حينها هوبرت همفري، الذي خسر الانتخابات أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.