- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
نضال محمد وتد يكتب: الشهادة الإسرائيلية لصالح بوتين
نضال محمد وتد يكتب: الشهادة الإسرائيلية لصالح بوتين
- 12 مارس 2022, 8:00:57 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فجأة وخلال ساعات، تبدّل المشهد الإسرائيلي والدعائي بكل ما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، وحقيقة "مبادرة الوساطة الإسرائيلية" لإنهاء النزاع، بعد أن كانت إسرائيل قد صمتت منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، باستثناء تصريح بائس بعد أيام من بدء الحرب عبّرت فيه الخارجية الإسرائيلية عن أملها بإنهاء النزاع، وعرضت فيه إسرائيل نفسها وسيطًا إذا طُلب منها ذلك، وهو ما حدث لاحقًا.
في بداية الوساطة، وسفر رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، السبت الماضي، إلى روسيا للقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، شكّكت وسائل الإعلام الإسرائيلية برواية بينيت أنه يقوم بدوره بمباركة وطلب الأصدقاء والمعسكر الغربي. وحذرت من خطورة المجازفة على إسرائيل، لتتبدل الرواية الإسرائيلية، مساء الثلاثاء تحديدًا، وتكشف حقيقة الوساطة الإسرائيلية والدور الذي أنيط ببينيت.
هذه الشهادة من "وسيط محايد"، لا تترك مجالًا لكون هذا الوسيط غير محايد، بل منحاز للطرف الروسي، وهي خدمة كبيرة تقدّمها إسرائيل لبوتين أمام الغرب، سواء كانت ردًا لجميل موسكو معها في فتح الأجواء السورية أمام غاراتها، أم سلفة ستقبض مقابلها لاحقًا.
بغضّ النظر عن الاعتبارات الإسرائيلية المعروفة والمعلنة، لاتخاذ الاحتلال الإسرائيلي "موقفًا محايدًا" معلنًا من الأزمة، كتعبير عن سياسة الاحتلال ورغبته بعدم إغضاب روسيا، فقد تبيّن عمليًا مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء، وفق ما نشرته الصحف الإسرائيلية، أن دولة الاحتلال تقف عمليًا في صف روسيا.
كما تبيّن أن بينيت، الذي كُلف من الدول الغربية (وبينها طبعًا الولايات المتحدة) بأن ينقل لبوتين تساؤلات الدول الغربية عما يريده، وحدود الاتفاق والحل الذي يراه، عاد ونقل الرد الروسي مرفقًا بشهادة حسن سلوك لبوتين، تبرئه من "جنون العظمة" أو التهور في تحركه العسكري.
ويكفي أن ننقل مجددًا ما قاله موقع "يديعوت" في هذا السياق، مساء الثلاثاء، وكررته بصيغ متقاربة الصحف الورقية صباح الأربعاء: "الشعور في الجانب الإسرائيلي أن بوتين يعرف بالتأكيد ما سيفعل لمواجهة كل سيناريو محتمل. وهو لا يبدو مشوشًا أو متفاجئًا ولا هلعًا، بل على العكس من ذلك واثق جدًا بنفسه ويعرف ما يريد. فالرئيس الروسي ملتصق بتوجهه الأساسي بأن الماكينة العسكرية الروسية ستكسر في نهاية المطاف كل المقاومة الأوكرانية. وبنظر بوتين فإن التأخير في التقدم العسكري نابع من رغبته بأن يرى ما ستتمخض عنه المفاوضات".
هذه الشهادة من "وسيط محايد"، لا تترك مجالًا لكون هذا الوسيط غير محايد، بل منحاز للطرف الروسي، وهي خدمة كبيرة تقدّمها إسرائيل لبوتين أمام الغرب، سواء كانت ردًا لجميل موسكو معها في فتح الأجواء السورية أمام غاراتها، أم سلفة ستقبض مقابلها لاحقًا.