- ℃ 11 تركيا
- 26 ديسمبر 2024
نصر القفاص يكتب :وما مصر إلا "كومباوند" كبير!!
نصر القفاص يكتب :وما مصر إلا "كومباوند" كبير!!
- 3 مايو 2021, 12:02:45 م
- 1241
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إستمتعت بقراءة كتاب "الجيش المصرى البرى والبحرى" الذى أسسه "محمد على.. صاغ الكتاب الأمير "عمر طوسون" فذكر تفاصيل دقيقة,
ومعلومات غزيرة حول رؤية حاكم مصر منذ كان العام 1805.. أهم ما لفت نظرى أن المؤلف "عمر طوسون" إقترح عام 1924 الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس وبناء الجيش المصرى..
ولم يجد الاقتراح من يلتفت إليه أو يهتم به.. فقد كانت مصر فى هذه اللحظة تحت الاحتلال البريطانى, الذى قام بحل الجيش عشية احتلاله البلاد عام 1882.. ولأننى وجدت اقترابنا من مرور مائتى عام على بناء وتأسيس الجيش,
فقد رأيت التنبيه إلى أهمية مثل هذا الاحتفال.. فهى مناسبة تستحق الإعداد الجيد لها, بإعداد كتيبات عن قصة بناء هذا الجيش والتحديات التى واجهته..
وكذلك حكاية الحروب التى خاضها - مضطرا - باعتباره جيش لا يذهب للحرب.. لكنه جيش يخوض الحروب دفاعا عن حدود مصر وشعبها..
كما أنه الجيش الذى تأسست على ضفافه نهضة مصر الصناعية والزراعية والعلمية والثقافية.. يمكن أن يقوم على الإعداد لهذا الاحتفال العشرات من أساتذة التاريخ,
والمئات من مثقفى القوات المسلحة المتقاعدين ومعهم ما تبقى من مفكرين يعانون تجاهلا مريبا!!
الملايين من شباب مصر وشيوخها لا يعرفون أن اللبنة الأولى لبناء الجيش المصرى كانت فى أقصى صعيد مصر - أسوان - ولا يعرفون أن إعداد الدفعات الأولى من الجنود المدربين نظاميا تم فى "منفلوط"!!
والملايين لا يعرفون أن البحرية المصرية تم بناءها فى الإسكندرية, حتى وصلت إلى حد منافسة.. بل والتفوق على البحرية الفرنسية والبريطانية..
ولا يعرفون أن أبناء مصر بسواعدهم وعقولهم, كانوا هم صناع هذا المجد الذى تربصت به القوى العظمى مع الدولة العثمانية - تركيا - حتى فرضوا علينا إتفاقية عام 1840..
ثم استمر التربص بالجيش, حتى احتلال مصر.. وبعد الاستقلال الصورى عام 1922 كان ممنوعا التحدث فى شأن الجيش المصرى.. لدرجة أنه كانت هناك أزمة معروفة باسم "أزمة الجيش" عام 1927..
حتى كانت معاهدة 1936 التى فتحت أبواب الكلية الحربية, لأبناء الطبقة الوسطى.. وداخل هذه الكلية تكون تنظيم "الضباط الأحرار" الذين حرروا مصر من الاستعمار, وأعادوا بناء الجيش وتسليحه..
ثم كانت ملاحم التنمية التى يتجاهلها ويسخر منها "خدم الملكية والاستعمار" وصولا إلى ما نعرفه من حروب حديثة يتم ذكرها لاغتيال سيرة واسم أهم قادة القرن العشرين - جمال عبد الناصر
- رغم معرفتنا وتأكدنا أن الحروب التى خاضتها مصر فى زمنه, كانت كلها دفاعا عن مصر.. وشخصية مصر.
إعتقادى أن الاحتفال بمرور مائتى عام على بناء وتأسيس الجيش المصرى, سيكون مناسبة لتعليم نوابنا.. إذا جاز أن لنا نواب.. وستعلم الوزراء تاريخ هذا الوطن فى سنواته الحديثة..
كما ستعلمهم معنى وقيمة هذا الشعب "صانع المعجزات" كلما صادف قيادة واعية.. وقد تفاجئهم معلومة بسيطة تقول أن إعلان إتمام بناء قاعدة أساس الجيش كانت فى شهر يناير!!
وسيقرأون ماذا كتب خبراء هذا الزمان عن مصر وشعبها, الذى يتجرأ عليه أولئك الذين يعانون من "التبوء اللاإرادى" باحتلال مناصب أكبر منهم ومن قدراتهم العقلية والذهنية بكثير!!
عن رؤيته للصناعة البحرية فى الإسكندرية.. كتب المارشال "مارمون", فى مذكراته ما يدهشك.. وهو بالمناسبة أحد أهم قادة البحرية الفرنسية وأحد قادة الحملة على مصر..
ثم عاد لزيارتها بدعوة من "محمد على" عام 1834, فقال: "شاهدت معجزة فوق الإدراك.. فقد كان لا يوجد بساحل الإسكندرية حتى عام 1828 غير ساحل قحل لا يقع البصر فيه على شىء..
وإذا بى أجد الساحل نفسه بعدها بست سنوات حافلا بكل شىء.. يحتضن دار صناعة عظيمة.. أحواض سفن ومصانع ومخازن مذهلة لكافة الصناعات..
رأيت عمالا يصعب عدهم وحصرهم, يتمتعون بمهارات خاصة فى كافة صناعات البحرية.. يمارسون أعمالهم بدقة ونظام واضحين".. ويستطرد المارشال "مارمون" قائلا: "هذه النتائج العظيمة,
تمت بسرعة فائقة فى بلد ليس فيه خشب ولا حديد ولا نحاس ولا صناع ولا ملاحون ولا ضباط بحريون.. هؤلاء لا يملكون ما يمكنهم من إعداد أكبر أساطيل البحرية فى كل العصور.. أدركت أن الفضل فى ذلك يرجع إلى الإرادة الحديدية والإدارة الحاسمة".
على هامش الاحتفال بمرور مائتى عام على تأسيس الجيش المصرى, قد يتعلم "الأراجوزات" شيئا يكتبونه أو يقولونه على الشاشات!! سيتعلم الذين يمارسون إبداع التصفيق تحت قبة البرلمان أن أزمة مصر, ليست فى شعبها..
بل فى مسئوليها الذين يتم انتقاءهم وفق قاعدة "الولاء" على طريقة "الطاعة العمياء" التى صاغها زعيم أكبر تنظيم عصابى فى العصر الحديث واسمه جماعة "الإخوان"!!
وسيعرف هؤلاء أن مؤسس البحرية المصرية الحديثة واسمه "مسيو سريزى" قال: "للمصرى كفة راجحة, وهو بنشاطه ونباهته وغيرته ولين عريكته وطاعته..
قابل للتشكل بأى شكل يراد منه.. لذلك أصبح هؤلاء الرجال الذين أتوا بهم من بلاد الريف عمالا يتقنون الصنعة التى اختيروا لها فى هذا الزمن القصير..
فقد عرفتهم صناعا مهرة يتميزون بدقة عجيبة, وهم لم يتعلموا لأكثر من عامين.. فالعامل الأوروبى من أى جنسية كان لا يمكن أن يصل إلى هذه الدرجة المدهشة.. خاصة إذا كان من بين الفلاحين كما هو الحال مع هؤلاء العمال المصريين"
تلك هى المعانى التى أقصدها من احتفال أدعو إليه.. وأعلن براءتى مقدما إذا تم الإقدام على الخطوة للتصفيق والرقص, أو قول كلام تجيده "الببغاوات"!! فنحن نعيش لحظة أخطر مما يتصورها عقل..
نواجه تحدى وجود ومؤامرة تتجاوز حدودها كل المؤامرات التى واجهت مصر.. لأن موضوع "سد أثيوبيا" إذا انتهى وفق ما تم التخطيط له.. ستكون مصر فعل ماض بكل معنى الكلمة..
فهذا وطن يحتمل حدوث أخطاء ويتحمل حتى الكوارث.. لكنه سينتهى إذا وصلنا إلى عبارة "كانت مصر هبة النيل" وأقسم أننى بكيت حين وجدتنى مضطرا لكتابة هذه العبارة!!
أستطيع أن أتحمل "هرتلة" العبث بمواعيد الأعياد الوطنية, كما فعل "الباشمهندس" رئيس الوزراء.. وأستطيع أن أصمت مذهولا حين أتابع وزير دولة, تتم عملية التشهير به..
وعفوا إذا قلت "شرشحته" من رجال دولة حتى استقالته!!.. رغم أننى لا أتفق مع الوزير السابق وكنت سباقا فى انتقاده.. وأملك التعبير بدهشة على ما قاله وزير النقل والمواصلات أمام من يزعمون أنهم أعضاء "مجلس النواب"
خاصة إذا حدث ذلك بعد رفض من يزعمون أنهم "شيوخ" لقانون التعليم الذى تطرحه الحكومة.. وللحقيقة أننى كظمت غيظى عندما سمعت الدكتور "مصطفى مدبولى" يعبث بتاريخ مصر فى حضور الرئيس..
والقائمة تطول من وقائع وأحداث جعلتنى أرى "العجب العجاب" على مدى عامين مضيا!! وما أمسك عن الخوض فيه, رغم يقينى أنه معلومات.. كثير..
لكننى أهرب للتاريخ لأحافظ على تفاؤلى وثقتى فى المستقبل, باعتبار أن فى التاريخ فخر وعز.. كما فيه انكسارات وآلام.
مصر الحديثة قامت على أكتاف "الجيش" بداية من "عابدين" الذى يحمل اسمه حيا وقصرا.. و"محرم بك" الذى يزين اسمه ضاحية فى الإسكندرية..
وكذلك "راغب باشا" ويعرف اسمه دون دراية بتاريخه كثير من أهلنا فى الإسكندرية.. وإذا كنا نتذكر "عمر مكرم" بمسجد باسمه فى وسط القاهرة, فهو "زعيم مصر الأول" كما يدلنا التاريخ..
هذا غير المئات والآلاف من رموز هذه الأمة, والملايين من الذين صنعوا مجدها من أولاد الفلاحين.. وأخشى أن نصدق "رجال المال" الذين أمسكوا الوطن من رقبته,
ويقدمون لنا إعلانات مساعدة الفقراء و"الكومباوندات" كما لو كانوا يريدون أن يسخروا منا بصوت "يوسف بك وهبى" ليقولوا: "وما مصر إلا كومباوند كبير"!!
موضوعات قد تهمك :
نصر القفاص يكتب : لا تبصقوا لأعلى
نصر القفاص يكتب :إقبضوا على الدكتور "طه حسين"!!
نصر القفاص يكتب..فعل فاضح فى الشارع السياسى!!
نصر القفاص يكتب : رسالة إلى أيمن منصور ندا
نصر القفاص يكتب : أزمة أيمن منصور والشاعر زكي عمر
محمد عبد القدوس يكتب : البابا شنودة