حماس تنعى الشهيد

منظمات حقوقية تحمل الاحتلال مسؤولية استشهاد قيادي فلسطيني معتقل

profile
  • clock 26 يوليو 2024, 12:44:44 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

حملت هيئة الأسرى والمحررين (تابعة للسلطة) و"نادي الأسير الفلسطيني" (حقوقي مقره رام الله) إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل الشيخ أبو عرة، وكذلك المسؤولية عن مصير كافة الأسرى والمعتقلين والذي يبلغ عددهم اليوم أكثر من 9700، علماً أن هذا المعطى لا يشمل كافة أعداد المعتقلين من غزة.

وفي بيان مشترك للهيئة والنادي، اليوم الجمعة، أوضحا أنّ أبو عره وهو قيادي وأسير سابق تعرض للاعتقال مرات عديدة منذ عام 1990، متزوج وأب لسبعة من الأبناء أحدهم معتقل في سجون الاحتلال، وقد بلغت مجموع سنوات اعتقاله نحو 12 عاماً، كما أنه أحد مبعدي مرج الزهور.

واعتبر البيان أنّ الشيخ أبو عره، تعرض لعملية قتل بطيء نُفّذت بحقّه منذ لحظة اعتقاله وذلك بحرمانه من العلاج، والتي تندرج في إطار جرائم حرب الإبادة المستمرة بحقّ شعبنا، وفي إطار عمليات القتل الممنهجة التي ينفذها الاحتلال بقرار سياسي بحقّ الأسرى، وبتحريض علني من وزيرها المتطرف الفاشي (بن غفير)، الذي طالب بقتل الأسرى من إخلال إطلاق النار على رؤوسهم لحل مشكلة الاكتظاظ في السجون.

وتابعت الهيئة والنادي: إنّ "استمرار جرائم الاحتلال بحقّ الأسرى بمستواها الراهن -وغير المسبوق- سيؤدي إلى ارتقاء المزيد من الأسرى، لا سيما أنّ أعداد المرضى والجرحى تضاعف جرّاء جرائم التّعذيب والتجويع والجرائم الطبيّة، وتتعمد إدارة السّجون أنّ تتسبب بإصابة الأسرى بأمراض ومفاقمة معاناة المرضى بهدف قتلهم، علماّ أنّ غالبية من يتم الإفراج عنهم بعد الحرب يعانون من أمراض ومشاكل صحية ونفسية صعبة.

واستشهد منتصف الليلة الفائتة، القيادي الكبير في حركة "حماس" الأسير الشيخ مصطفى محمد أبو عره (63 عامًا) من بلدة عقابا في محافظة طوباس، بعد نقله من سجن (ريمون) إلى مستشفى (سوروكا)، جراء تدهور خطير طرأ على وضعه الصحي، ما يرفع عدد الشهداء الأسرى منذ السابع من أكتوبر إلى 19 أسيرا.

وكانت عائلة الشيخ أبو عرة أطلقت قبل أيام "مناشدة عاجلة" إلى الهيئات القانونية والحقوقية والصحية الخاصة بالأسرى الفلسطينيين وبحقوق الإنسان كافة، لمعرفة وضعه الصحي في سجون الاحتلال بعد وصول أخبار عن تدهور وضعه الصحي ونقله لمستشفى سجن الرملة بحالة صحية خطرة منذ قرابة أسبوع.

وقالت العائلة إن الشيخ مصطفى الذي اعاد الاحتلال اعتقاله في 30 أكتوبر 2023، كان مقررًا له جولة علاجية لأمراض في الدم والجلد، قبيل اعتقاله، إضافة إلى ما يعانيه من أمراض مزمنة في القلب والغضروف وتضخم في الطحال، وأنّ حالته الصحية لا تحتمل المضايقات والإجراءات التعسفية للاحتلال بحق الأسرى.

وقبل اعتقاله كان يعاني أبو عرة من مشاكل صحية صعبة، وكان بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة. ومنذ لحظة اعتقاله، واجه الشيخ أبو عرة كما الأسرى كافة، جرائم وإجراءات غير مسبوقة بمستواها منذ بدء حرب الإبادة، وأبرزها جرائم التّعذيب، والتّجويع، إضافة إلى الجرائم الطبيّة التي شكلت الأسباب المركزية لاستشهاد أسرى ومعتقلين في سجون ومعسكرات الاحتلال.

وباستشهاد المعتقل الشيخ أبو عرة فإنّ عدد الأسرى والمعتقلين الذين ارتقوا بعد السابع من أكتوبر يرتفع إلى (19)، وهم الشهداء الذين أُعلن عن هوياتهم فقط، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من معتقلي غزة الذين ارتقوا في سجونه ومعسكراته، ليشكل عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 (256)، إلى جانب العشرات من الشهداء من معتقلي غزة، ومن تم إعدامهم ميدانيا خلال حرب الإبادة، علماً أنه ومنذ حرب الإبادة سُجل أعلى عدد الشهداء بين صفوف الأسرى منذ عام 1967.

يذكر أن للشهيد ابو عرة ابن معتقل إداري وهو زين الدين ابو عرة، وله شقيق شهيد وهو علام ابو عرة الذي ارتقى في الانتفاضة الأولى.


سيرة ذاتية


ولد مصطفى محمد سعيد أبو عرة في بلدة عقابا في محافظة جنين في الثامن والعشرين من إبريل عام 1961، وهو متزوج ولديه ستة أولاد وبنتان. درس المرحلة الأساسية في مدرسة عقابا، والثانوية في مدرسة طوباس الثانوية، حيث حصل منها على الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1981، ونال درجة البكالوريوس في أصول الدين والدعوة من الجامعة الأردنية عام 1984. عمل إمامًا وخطيبًا في حي المدينة الرياضية في عمان بين عامي (1982-1984)، وإمامًا وخطيبًا لمسجد تابع لعرب الشبلي في الداخل المحتل لعدة أشهر عام 1986، وإمامًا وخطيبًا في مسجد صير في جنين عام 1987 لمدة سنة، ثمَّ عمل في تجارة الملابس بين عامي (1988-1991)، ثمَّ عُيِّن واعظًا وخطيبًا في محافظة جنين بعقد من رابطة العالم الإسلامي بين عامي (1992-1996)، وانتقل بعدها للعمل مديرًا لمكتب زكاة جنين لعدة أشهر، وعمل بعدها مدرسًا للتربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم، كما عمل مأذونًا شرعيًا بين عامي (1999-2018).

بدأ أبو عرة حياته متدينًا، وانتمى لجماعة الإخوان المسلمين أثناء دراسته الجامعية، وشارك في نشاطاتها الطلابية التوعوية والدعوية، وبعد عودته إلى فلسطين عام 1985 مارس العمل الدعوي والتربوي والاجتماعي مع الإخوان المسلمين، والتحق بحركة حماس فور تأسيسها، وأسس فرعها في بلدة عقابا، وشارك في إعداد وتنفيذ العديد من فاعليتها في عقابا ومحافظة جنين، وكان عضوًا في لجنة طوارئ شكلتها الحركة لمتابعة العمل الدعوي والحركي في المحافظة بين عامي ( 1996-1998)، كما أنَّه انخرط في العمل المؤسساتي؛ فكان رئيسًا للجمعية العلمية الثقافية في عقابا في تسعينيات القرن الماضي، وعضوًا في جمعية البر والإحسان في جنين ورئيسًا لمكتبها بين عامي (2000-2007)، ومديرًا لمكتب رابطة علماء فلسطين في محافظة جنين لعدة سنوات.

انتخب رئيسًا لمجلس شورى حركة حماس في محافظة جنين لدورتين متتابعتين (1998-2007)، وانتخب عضوًا في بلدية عقابا عن قائمة الإصلاح والتغيير المحسوبة على حركة حماس في انتخابات عام 2005، وأصبح رئيسًا للبلدية عام 2007.

عانى أبو عرة أثناء مسيرته النضالية؛ فقد منعه الاحتلال من السفر منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، ومنعه من دخول الأراضي المحتلة عام 1948 منذ عام 1986، واستدعته مخابراته عدة مرات، واعتقلته قوات الاحتلال أول مرة عام 1990، ثمَّ توالت اعتقالاته، وتعرض خلالها لتحقيق قاسٍ، وأبعدته إلى مرج الزهور أواخر عام 1992، واغتالت شقيقه علان (من كوادر كتائب القسام) عام 1996 بالقرب من بلدة الجلمة قضاء جنين. وعرقلت عمله رئيسًا للبلدية، واعتقلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية عدة مرات، آخرها في مثل هذا الشهر من العام الماضي.

حماس تنعى الشهيد

نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" القيادي الأسير الشيخ مصطفى أبو عرة، وحملت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن اغتياله عبر الإهمال الطبي المتعمد".

وزفت الحركة في بيان لها، تلقته "قدس برس"، فجر اليوم الجمعة، إلى "جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم وأحرار أمتنا العربية والإسلامية: القيادي الشيخ مصطفى محمد أبو عره (63 عامًا) من بلدة (عقابا) بطوباس، بعد نقله من سجن (ريمون) إلى مستشفى (سوروكا)، جراء تدهور وضعه الصحي بعد معاناته الطويلة مع المرض والإهمال الطبي المتعمد الذي تعرض له في سجون الاحتلال، في عملية اغتيال جبانة جديدة، تضاف لسجل الاحتلال الإجرامي بحق أسرانا".

وأضافت: إن "حركة حماس إذ تعزي عائلة الشهيد، لتعدُ الأسرى بالحرية القريبة والخلاص من سجون الظلم، والإهمال الطبي والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرضون لها على مدار الساعة، والتي تضاعفت وتصاعدت في ظل قرارات الحكومية الصهيونية الحالية".

وأشارت إلى أن "القيادي الشيخ أبو عرة، والذي يحمل سجلاً وطنياً ودعوياً واجتماعياً حافلاً على مدار سنين عمره التي قضاها جهداً وجهاداً وتضحيةً وعطاء؛ وتعرض فيها للملاحقة والإبعاد إلى مرج الزهور والاعتقال من قبل الاحتلال لمرات عديدة بلغت أكثر من 12 عاماً؛ وها هو اليوم يرتقي بعد عملية قتل بطيء نُفّذت بحقّه منذ لحظة اعتقاله وحرمانه من العلاج".

وأكدت "حماس" على أن "هذه الجريمة النكراء تندرج في إطار حرب الإبادة المستمرة، وفي إطار عمليات القتل الممنهجة التي ينفذها الاحتلال بقرار سياسي، وبتحريض علني من وزراء الحكومة النازية، والتي تنادي بقتل الأسرى والتخلص منهم".

ودعت "كل المجاهدين، والذين رباهم الشيخ الشهيد، لتصويب الرصاص والعبوات المتفجرة نحو الاحتلال جنودا ومستوطنين انتقاما لدماء الشهيد وشهداء شعبنا الأبرار".

التعليقات (0)