- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
معهد روسي: التحالف الصيني الإيراني يستهدف نظاما عالميا بديلا
معهد روسي: التحالف الصيني الإيراني يستهدف نظاما عالميا بديلا
- 24 فبراير 2023, 8:31:00 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"تتمسك كل من الصين وإيران بسياسات خارجية مستقلة، وتدافعان بحزم عن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية في المناسبات الدولية، وتحافظان على المصالح المشتركة للدول النامية، وهذا يفضي إلى تعزيز التعددية القطبية والتنمية المتنوعة للعالم".
هكذا يشير تحليل لمعهد "التوقعات الشرقية الجديدة" ومقرها موسكو، إلى أن العلاقة بين البلدين تسير في إطار تحالف ناشئ من أجل نظام عالمي بديل بقيادة الصين وروسيا.
ويدلل التقرير على ذلك بالزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الصين، والتي وصفت بـ"المهمة".
وأجرى رئيسي زيارة إلى بكين منتصف الشهر الجاري، التقى خلالها نظيره الصيني شي جين بينغ، وبحث معه تنفيذ الوثيقة الإستراتيجية التي وقّعتها طهران وبكين عام 2021 لمدة 25 عاما، إلى جانب القضايا التي يصفها الإعلام الإيراني بأنها ذات اهتمام مشترك.
وفي زيارته التي استغرقت 3 أيام، التقي رئيسي والوفد المرافق له كبار المسؤولين الصينيين لتفعيل المعاهدات السابقة، والتوقيع على اتفاقيات جديدة، إلى جانب الاجتماع برجال أعمال صينيين وإيرانيين مقيمين في الصين.
يقول التحليل: "تعكس العلاقات العميقة بين الصين وإيران انخراط بكين المتزايد مع الشرق الأوسط بشكل عام".
وتعد الصين بالفعل أكبر شريك تجاري في العالم العربي منذ عام 2020، حيث تجاوز حجم التجارة الثنائية 330 مليار دولار أمريكي في عام 2021.
وفي عام 2021، وقعت الصين شراكة استراتيجية شاملة مع إيران، ولكن منذ ذلك الحين، وقعت بكين اتفاقيات مماثلة مع 12 دولة أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي هذا السياق، والحديث للتحليل "لا ينبغي أن يُنظر إلى علاقات الصين مع إيران على أنها أكثر أهمية من العلاقات العامة للصين مع جيران إيران في المنطقة".
ولكن، كما هو الحال، فإن علاقات الصين مع إيران هي بالفعل غير عادية من حيث أنها تقع في مركز التحالف من أجل نظام عالمي بديل.
ويتابع التحليل: "العلاقات بين الصين وإيران أكثر من مجرد علاقات ثنائية.. في الواقع، هذه هي الطريقة التي ترى بها بكين هذه العلاقات".
وتعليقًا على زيارة رئيسي، قالت جلوبال تايمز الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني، إن "سياسة إيران تجاه الشرق هي انعكاس لتحول إيران الحاسم بعيدًا عن الغرب لبناء تحالفات مع قوى عالمية غير غربية لها هياكل سياسية مماثلة إيران ، مثل روسيا والصين ".
هذا التعليق حسب التحليل "مهم بقدر ما يشير إلى تلاقي الأنظمة السياسية غير الغربية ضد هيمنة الغرب على السياسة العالمية، منذ نهاية الحرب الباردة على وجه الخصوص".
ويضيف: "لا يقتصر هذا التلاقي على الصين وإيران، ففي الواقع، تحول تفاعل إيران مع روسيا بالفعل إلى مجال سياسات النظام العالمي الجديد البديل".
وفي يناير/كانون الثاني 2023، ربطت موسكو وطهران أنظمتهما المصرفية والمالية، وهي خطوة تتحدى العقوبات الأمريكية على إيران وروسيا التي أجبرت كلا البلدين على الخروج من خدمة "سويفت" المالية.
ولا يقتصر هذا التعاون على القطاع المصرفي فحسب.
وبصرف النظر عن التحالف المتنامي من الناحية العسكرية، تُظهر البيانات الرسمية من إيران أن روسيا هي أيضًا واحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في إيران.
ومثل الصين، ينبع تفاعل روسيا مع إيران من فهم أن لإيران دورًا حيويًا تلعبه في تعزيز كتلة غير غربية في العالم.
ويتابع التحليل: "حقيقة أن إيران تقاوم الولايات المتحدة منذ عقود أمر منطقي للغاية لكل من موسكو وبكين، ومع مواجهة روسيا لقوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، ومواجهة الصين للولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ، تكمل المقاومة الإيرانية النشطة للولايات المتحدة المثلث".
ويزيد: "لن يكون من الخطأ القول إن كلاً من روسيا والصين يجدان نفسيهما اليوم على نفس الأرضية التي كانت إيران تقف فيها منذ عدة سنوات حتى الآن.. لذلك من المنطقي لكل من روسيا والصين تشكيل علاقاتهما مع إيران بطريقة لديها القدرة على تغيير قواعد اللعبة لصالحهما".
لذلك، والحديث للتحليل، "بهدف توطيد تحالف من أجل نظام عالمي جديد بديل، تحرص كل من الصين وإيران على توجيه علاقاتهما بطرق تتجنب نقاط الخلاف، وعلى رأسها علاقات الصين مع دول الخليج، خصوم إيران الإقليميين".
ويشير التحليل إلى أن الرئيس الصيني تجنب خلال بيانه مع نظيره الإيراني أي إشارة إلى الخليج، مما يوضح كيف أن كل من إيران والصين، مدركتين للأهمية الحاسمة لعلاقاتهما التي لها آثار بعيدة وخارج المنطقة نفسها.
وبذلك، ترى الصين نفسها تواجه التهديد التي تواجهها إيران، وأن هناك مجالا كبيرا لكلا البلدين للتركيز على الحد الأدنى من الأرضية المشتركة بدلاً من أي نقاط خلاف".
ويختتم التحليل بالقول: "يفهم كلاهما أن تحالفهما المرتبط بروسيا بشكل منفصل وجماعي، أمر حيوي لبقائهما في مواجهة الولايات المتحدة".