- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
معهد دراسات الأمن القومي: وقف إطلاق النار في الشمال فرصة لإعادة صوغ قواعد اللعبة
معهد دراسات الأمن القومي: وقف إطلاق النار في الشمال فرصة لإعادة صوغ قواعد اللعبة
- 29 نوفمبر 2024, 5:50:09 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أورنا مزراحي - معهد دراسات الأمن القومي
بعد نحو 13 شهراً على القتال العنيف بين إسرائيل وحزب الله، وافق الكابينيت الأمني السياسي على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. لم تتكشف بنود الاتفاق بالكامل، لكنها تضمنت التفاهمات التالية: وقف إطلاق النار مدة 60 يوماً، يجري خلالها، بالتدريج، انسحاب حزب الله من جنوبي نهر الليطاني، وخروج القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني، ودخول تدريجي للجيش اللبناني (الذي سيزيد عدده)، وتعزيز قوة اليونيفيل. وحتى الآن، هذه المبادىء لا تختلف في جوهرها عن القرار 1701 المُقر في سنة 2006.
يكمن الفارق في إضافتين مهمتين يمكنهما أن تجعلا الاتفاق أكثر فاعليةً من الاتفاق السابق: إنشاء آلية رقابة دولية بقيادة أميركية للتبليغ بشأن الخروقات، أي إعادة انتشار حزب الله جنوبي الليطاني وتعزيز قواته في شماله. والأهم من ذلك، موافقة أميركية مرفقة برسالة جانبية تقرّ بحق "الدفاع عن النفس" الذي يسمح لإسرائيل بحُرية العمل ومهاجمة الأراضي اللبنانية، في حال وجود تهديد مباشر، أو خرق لم تعالجه الآليات الموضوعة.
حزب الله، بعد الضربة القاسية التي تلقاها، والانتقادات الداخلية الواسعة النطاق ضده، والحاجة إلى ترميم مكانته العسكرية والسياسية، بالإضافة إلى الدعم الإيراني لوقف الحرب، أمور كلها دفعته إلى خرق تعهُّده المحافظة على الارتباط مع غزة وقبول الاتفاق، على الرغم من التنازلات الكبيرة التي ينطوي عليها.
مخاوف المعارضين للاتفاق واضحة، وبينهم قسم من سكان الشمال. ويمكن أن نفهم عدم الثقة بالقدرة على تطبيق الاتفاق بصورة فاعلة. الاتفاق الحالي، مثل كل اتفاق، يشمل تنازلات، وهو في الأغلب، لا يقدم رداً قاطعاً على مختلف التحديات.
مع ذلك، وفي ظل الإنجازات العسكرية التي نجحت إسرائيل في تحقيقها حيال حزب الله، فإن إيجابيات قبول الاتفاق أكثر من سلبياته: الفصل بين الساحات أبقى "حماس" من دون دعم حزب الله؛ تحويل الاهتمام إلى إيران؛ انتعاش قوات الجيش الإسرائيلي المنهكة؛ تجديد مخازن العتاد العسكري الذي تقلص. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي وقف الحرب في لبنان إلى خلق زخم جديد يمكن أن يساعد على إحياء صفقة المخطوفين في غزة، ويؤدي إلى تخفيف العبء الاقتصادي، ويقلل من الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل في الساحتين الدولية والإقليمية.
ومع ذلك، فإن الديناميات التي ستنشأ في المستقبل القريب في هذا المجال هي التي ستعطي مغزى حقيقي للاتفاق وتحدد الوقائع. في غضون ذلك، من المهم ألّا تتغاضى إسرائيل، مثلما فعلت في الماضي، عن التهديدات المباشرة، وعن الخروقات غير المعالجة التي يقوم بها حزب الله، وألّا تتردد في استخدام القوة في مواجهة الحزب عند الحاجة. إظهار التصميم الإسرائيلي على التطبيق العسكري الفعال أمر ضروري من أجل صوغ قواعد لعبة جديدة بين إسرائيل ولبنان، وهذه المرة، قواعد تفيد إسرائيل، وتردع لبنان.