مصطفى رجب :ذكريات بطعم الكرنب العربي

profile
  • clock 25 يوليو 2021, 9:08:42 م
  • eye 1085
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في العام الجامعي 2004/2005عملت أستاذا زائرا للدراسات العليا بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك التي تقع في مدينة ( إربد ) الجميلة شمالي الأردن ، وكان من بين طلابي الذين يدرسون في مرحلة الماجستير عدد من الفلسطينيين ، كنت أطلب منهم أن ياتوني من حين لآخر بكتب المدارس المقررة في الأراضي المحتلة ، وجاؤوني بكثير منها ، سواء تلك المقررة على التلاميذ اليهود في المدارس الصهيونية والمكتوبة بالعبرية ، أو تلك المكتوبة بالعربية والمقررة على المدارس العربية التي يدرس بها الفلسطينيون الباقون في بلدهم من عام النكبة 1948 . وبعد اطلاعي على تلك المناهج لم أعد أستغرب هذه القسوة البالغة التي نراها في عيون الجنود الصهاينة حين يهجمون على الفلسطينيين من الكبار والأطفال والنساء . فهذه القسوة وهذا العنف وهذه الروح غير الإنسانية نتاج نظام تربوي شديد العنصرية ، يتربى فيه التلاميذ على الحقد والكراهية وقسوة القلوب بلا حدود . 

وفي الوقت نفسه طلبت إسرائيل من نظام السادات تخليص المناهج التعليمية المصرية من أية مادة تعليمية تحض على كراهية ( الآخر ) !!! – أي العدو الصهيوني – وقد استجيب لهذا الطلب بحماس شديد وتم حذف كل ما يعكر صفو ( الآخر ) لكن الآخر هذا لم يخلص مناهجه من أي مظهر من مظاهر العداء .

وقد صدر لي سنتئذ كتاب ( التعليم المتعالي : دراسة في أيديولوجية العنف في التعليم الصهيوني ) وألحقت في آخره ترجمة لما يسمى ب( القاموس الجديد للصهيونية ) وهو في هذا الكتاب ينشر لأول مرة بالعربية .

وفي كتابهما ( التوجهات العنصرية في المناهج الاسرائيلية ) رصد الباحثان السوريان : خليل السواحري و سمير سمعان عددا من مظاهر العنصرية الصهيونية في الكتب الدراسية الإسرائيلية منها على سبيل المثال :

كتاب (اليهودية بين المسيحية والإسلام) صدر عام 1973 عن مركز المناهج الدراسية/ وزارة المعارف والثقافة الإسرائيلية ـ القدس/ للصف السابع الابتدائي.

هذا الكتاب نموذج صارخ لتشويه الدعوة والفتوحات الإسلامية، حيث وصفها الكتاب بأنها حرب إبادة وفناء، ورد في الصفحة(29):

"إن التعاليم التي انطلقت من شبه الجزيرة العربية أوجدت وأيقظت قلقاً عميقاً في القلوب، لقد قاد "محمد" حرب إبادة لجميع الشعوب والقبائل التي لم تتقبل تعاليمه، فأباد قسماً كبيراً من اليهود في الجزيرة العربية".

وفي الصفحة (44)، "إن البرابرة ممثلي إحدى التيارات الإسلامية الحاقدة وضعوا اليهود في قرطبة أمام الخيار الصعب، إما الطرد أو الإبادة".

* سلسلة كتب شعب إسرائيل/ للصف السابع تأليف (ب. إحيا) و(م. هرباز) صدر عام 1972.

عرض المؤلفان في الصفحة (50) صورة لمسجد وبجانبه الجيش الإسلامي، وفي أسفل الصورة شعار الحرب عند المسلمين، وهو عبارة عن سيفين يقع في وسطهما من الأعلى هلال، ثم يعلق المؤلفان على هذه الصورة الواردة بقولهما: "الإسلام دين المحاربين".

ورد في الصفحة (225) أن بني قريظة وُضعوا من قبل جماعة (محمد) مدة 225 يوماً في منطقة معزولة حتى اضطر هؤلاء اليهود إلى الاستسلام، فكان مصيرهم مظلماً، أسوأ من مصير إخوانهم من بني قينقاع وبني النضير. فأسر المسلمون جميع الرجال الذين بلغ عددهم (600) وذبحوا بطريقة مفزعة جداً، واستمرت عملية القتل طيلة تلك الليلة حتى الفجر، ثم ألقيت جثث القتلى في الآبار التي حفرت خصيصاً لهذا الغرض، أما الأطفال والنساء فقد بيعوا كالعبيد والإماء.

* كتاب "إسرائيل والشعوب". للمؤلفين يعقوب كاتس وموشيه هرشكو صدر عام 1972/ عن قسم المناهج والكتب المدرسية/ وزارة المعارف والثقافة الإسرائيلية.

ورد في الصفحة (18): "إن العرب، أفراداً وجماعات، هم مجرد قبائل رحل يقيمون في الصحراء، يعتمدون في رزقهم على النهب والأشغال الوضيعة", وفي الصفحة (19) ورد: "إن النبي "محمد" بذل جهداً مضنياً لمطابقة ومماثلة دينه مع العادات اليهودية، فقد أمر أتباعه بصيام يوم الغفران، والتوجه في الصلاة نحو القدس. ومع كل هذا كان أبناء الطائفة اليهودية يعرفون أن محمداً ما جاء ليتبع ناموس التوراة والوصايا، وأن دينه يختلف عن دين اليهود في كل تفاصيله، لذلك رفض اليهود التخلي عن عقيدتهم، فسخروا منه بسبب ضآلة معرفته بشؤون التوراة والوصايا، وعندما أدرك (محمد) أن اليهود لن ينجذبوا إليه ولا إلى عقيدته، قرر أن يفرض عليهم قبول دينه عنوة أو طردهم من المدن التي يقطنونها. وحين أدرك (محمد) أن اليهود لن يستجيبوا لـه بالانضمام إلى دينه، توقف عن محاكاتهم وتقليدهم، ومن ثم قرر توجيه المسلمين أثناء الصلاة نحو مكة، وبدل أن يقوم أتباعه بصيام يوم الغفران لليهود، فرض عليهم صيام شهر رمضان، كما أن موعد صلاة الجماعة تحول من السبت إلى…

التعليقات (0)