- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
مصطفى الصواف يكتب: يا شباب؛ المستقبل لكم فلا تستعجلوا
مصطفى الصواف يكتب: يا شباب؛ المستقبل لكم فلا تستعجلوا
- 21 سبتمبر 2023, 4:31:04 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الشباب عماد المستقبل، وأمل نهضة المجتمع، ونحن مجتمع غالبية سكانه وأهله من الشباب، فنسبة الشباب داخل المجتمع كبيرة ومبشرة بالخير، وهي تمثل قاعدة المثلث السكاني؛ فالاهتمام بالشباب وتمكينهم واجب على الجميع سواء في البلديات و المؤسسات وجميع الأماكن التي يكون فيها عطاؤهم.
كنت اليوم في لقاء حول انتخابات المجالس الشبابية التي جرت في بلديتي غزة وجباليا، من ثم ألغيت!، خطوة جيدة تمت، لكن دون تحضير كافي وإعداد يبشر بالنجاح - من وجهة نظري -، فعل سبيل المثال عدد أعضاء الجمعية العمومية لمجلس الشباب في بلدية غزة التي يقدر عدد سكانها ما يزيد عن ستمئة ألف مواطن نحو 205 شابًا، فهل يعقل الجمعية العمومية فيها هذا العدد الذي لا يكاد يشكل أي نسبة من عدد الشباب المتوقع في مدينة غزة؛ إذًا، يبدو أن الأمر فيه خلل، الفكرة جيدة لا بأس، ولكنها تمت على عجل غير مفهوم، والنتيجة نظام داخلي غير دقيق وغير واضح، وربما لم يشارك الشباب في وضع بنوده، ثم تمت الانتخابات بعدد أقل من المئتين: أعضاء الجمعية العمومية نفسها على رغم أن باب التسجيل فتح مرة أخرى - حسب القائمين على الأمر - سواء كان الفتح قانوني أو غير قانوني، وكاننا نريد ديكور مجلس وانتهى، والنتيجة إلغاء نتائج الانتخابات. الجلسة التي حضرت معظمها اليوم الخميس في مؤسسة "حشد" لم تكن كما كنت آمل على رغم أن العرض كان جيدًا من أطراف المشكلة جميعًا: بلدية وحكم محلي وشباب، إلا أن البعض مع الأسف افتقد اللباقة في الحديث، وتجاوز حدود المقبول في النقاش وعرض المشكلة.
على العموم نصيحتي للشباب أولًا أن يعمل على كسب الخبرة التي تؤهله للقيادة التي يرغب، وهذا حقه، والمجالس المحلية للشباب واحدة من هذه المحاضن إذا تمت وفق قواعد وممارسات حقيقية لا شكلية؛ وأن لا تكون ديكورا فقط يلحق بالمجالس المحلية، مع ذلك فانتخابات المجالس الشبابية ليست الطريق الأوحد لاكتساب الخبرات، وهذه الخبرة لا تأتي فقط من انتخاب المجالس، وهي كما قال البعض ستكون مجالس صورية لا تأثير لها على أداء البلدية، وربما تكون فقط للاطلاع والمشاهدة وكيفية اتخاذ القرار، وما هي المشاكل التي تعاني منها البلد، ولا أظن أن هذه المجالس بالشكل الحالي هي أمل الشباب أو المكان الذي يمارسوا فيه أدوارهم، وربما دور الشباب سيكون أكبر في التأسيس والمشاركة في المبادرات وجمع الشباب على تنفيذها في المجالات المختلفة من خلال التعاون مع البلديات والجهات ذات العلاقة، هذا هو الدور الأكثر أهمية للشباب الذين هم بحاجة إلى معرفة الجمهور بهم وبعملهم وإمكاناتهم، وهذه المبادرات تكسبهم إلى جانب المعرفة تسليط الإعلام على دورهم وأهميته وأهمية ما يقومون به.
انتخابات المجالس الشبابية بحاجة إلى تمهيد حقيقي غير خجول ومعرفة جمهور الشباب بها، ودعوته للمشاركة الفاعلة فيها حتى يكون المجلس ممثل لكل الشباب وليس لفئة محددة ومحدودة، ثم بعد ذلك نقول إنه مجلس يمثل الشباب، ولذلك علينا أن نكون أكثر وعيًا وترتيبًا حتى يكتب لما نقوم النجاح.
أُلغيت الانتخابات لأسباب إجرائية أو قانونية؛ فهي ليست نهاية المطاف، وعلينا أن نتعلم ونُمتن تجربتنا ويكون الجميع على اطلاع بالخطوة الثانية، وهي خطوة طيبة وكريمة، و علينا أن نمضي بها وندرك أنها لن تمر بسهولة أو أنها ستجد تقبلا من الكثير، ولكن علينا أن نستمر ونمضي في هذه الفكرة حتى النهاية وستنجح وتحقق المراد منها.
اصبروا وتعلموا الصبر وأيضًا تعلموا ما يمكنكم من تجاوز كل العقبات والمعيقات حتى نحقق ما نسعى إليه.