- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
مصطفى الصواف يكتب: لا تقولوا وداعا بل إلى لقاء
مصطفى الصواف يكتب: لا تقولوا وداعا بل إلى لقاء
- 22 فبراير 2023, 3:41:56 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عشرة شهداء في مجزرة صهيونية جديدة صباح اليوم الأربعاء 22/2/2023 في البلدة القديمة في مدينة نابلس وعدد من الإصابات يزيد عن خمسين إصابة بعضها خطير، الأمر الذي قد يزيد من عدد الشهداء بينهم المقاومان حسام اسليم ومحمد الجنيدي وعدد من كبار السن والأطفال والشباب.
جريمة يجب عدم السكوت عنها، جريمة ما كان لها أن تكون لولا المعلومات التي قدمت للاحتلال من خلال التعاون الأمني الذي كشف عن منفذي عملية شمرون والتي كان من بينهم حسام اسليم، ومعلومة حسام اسليم وتواجده في المكان الذي استشهد فيه بعد الاشتباك الذي وقع مع قوات الاحتلال كان دون شك مقدم من أجهزة أمنية كشفت عن منفذي العملية وأبلغت الاحتلال عن تواجدهم فكان التعاون على أشده بين أجهزة السلطة وقوات الاحتلال التي جهزت نفسها لاقتحام البلدة القديمة في نابلس وحاصرت البناية التي تواجد فيها الشهيدان اسليم والجنيدي بعد أن اعتلى قناصة الاحتلال بيوت المواطنين المحيطة في البناية التي تواجدا فيها.
جريمة صهيونية تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال نفذت بدم بارد وبالتعاون مع أجهزة السلطة.
هذا العدد الكبير من الاصابات يؤكد على مشاركة الكل الفلسطيني في نابلس وخاصة البلدة لقديمة في التصدي لهذا الاقتحام الصهيوني والذي لم يكن لولا حالة الوعي التي عليها أهلنا في الضفة الذين أخذوا على عاتقهم حماية المقاومة والمقاومين بصدورهم العارية غير عابهين بما يقوم به به الاحتلال من قتل خاصة أن كثير من الإصابات كانت تستهدف في الجزء العلوي من الجسم وهي إصابات قاتلة أرادها الاحتلال .
الاحتلال يظن ان ايقاع هذا العدد الكبير من الشهداء قد يشكل رادعا للشباب عن الالتحاق بالمقاومين، ويحد من عمل المقاومة في الضفة الغربية والتي باتت تشكل ساحة المواجهة الحقيقية مع العدو، وباتت تنتشر في ربوع الضفة الغربية وتضم المئات من المقاومين الذين يتوقع أن يزدادوا عددا ويتسع عملهم جغرافيا؛ لتصبح المقاومة عنصرا مهما عند الفلسطينين في الضفة الغربية.
مجزرة اليوم تؤكد للمرة المليون أن هذا العدو لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة، وأنه يسعى إلى القضاء على الفلسطيني مقاوم كان أو مواطن عادي، طفل أو إمراة أو عجوز، وهذه سياسة يعمل عليها العدو الفاشي المجرم، ولكن لن يكون له ذلك وسيذيقه الفلسطيني الويلات حتى يضعه أمام خيارين؛ إما الرحيل عن الأرض أو القتل، وعليه أن يختار.
مجزرة نابلس اليوم تقول بشكل واضح لكل القوى والفصائل الفلسطينية يجب أن ينتهي زمن الشجب والاستنكار، وعلى الجميع العمل على مواجهة هذا العدو بكل ما لديه من قوة، ونقولها أن على قوى المقاومة أن تكون صريحة مع أبناء شعبها وتعلنها مدوية في وجه المحتل، ولكن على أن لا تكون مقاومة عشوائية بلا تخطيط، وظني أن المقاومة باتت اليوم عملا منظما مدروسا ويخطط له بعد حالة اليقظة التي هي عليها، وأن دخولها على خط المواجهة لن يكون ردة فعل بلا عمل مخطط له بعد مراقبة أوضاع العدو وأن قرار المواجهة يبدو انه اقترب أكثر مما هو متوقع.
الكل ينتظر ماذا ستكون عليه الأحوال بعد مجزرة نابلس، وعلى الضفة أن تقول كلمتها التي لم تقلها بعد رغم العمليات البطولية التي تنفذ كل يوم بل كل ساعة والتي تمهد لما هو قادم، ونأمل أن لا يطول ويكون ردا مزلزلا، وستكون المقاومة في غزة الداعم والمدافع عنكم ولكن تحركوا جميعا.
الخيانة لم يعد لها مكان والتعاون الأمني بات مرفوضا والمتعاونون باتوا مكشوفين ومواجهتهم بات ضرورية ولم يعد المواطن مخدوعا وأصبح أكثر معرفة بما يدور، وعلى الجميع أن يأخذ العبرة ويتراجع عن عمالته وتعاونه مع الاحتلال وإلا سيكون العقاب عظيم والانتقام أعظم .
عودوا إلى حضن شعبكم واصحوا من غفلتكم وكفوا عن تعاونكم مع عدونا وعدوكم وإلا فالحساب قد اقترب .