- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
مصطفى الصواف يكتب: لا تنتظروا عباس
مصطفى الصواف يكتب: لا تنتظروا عباس
- 6 نوفمبر 2021, 3:25:30 م
- 715
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
من حق حركة المقاومة الأسلامية حماس أن تقدم مبادرة تطرح رؤيتها فيها في كيفية الوصول إلى ما يؤدي إلى حالة توافق وطنية فلسطينية ووحدة حقيقية تستنهض الحالة الفلسطينية وتعزيز وحدة الصف في مواجهة الإحتلال الصهيوني .
وما طرحه السيد إسماعيل هنية رئيس حركة حماس في خطابه الأخير يشكل تصورا حقيقيا للوصول إلى حالة من التوافق الفلسطيني وإحداث نوعا من الشراكة السياسية والوحدة القائمة على الشراكة بين الكل الفلسطيني .
ولكن الواقع الفلسطيني على أرض الواقع يقول أن محمود عباس لازال على موقفه من رفض الوحدة الفلسطينية القائمة على الثوابت الفلسطينية والتي يشكل فيها التحرير والمقاومة عنصرا اساسيا وعودة اللاجئين أيضا عنصرا اساسيا ، والشراكة بين الكل الفلسطيني ، وهذه الأمور مرفوضة من قبل محمود عباس لأن عباس لا يؤمن بالمقاومة ولا يعترف بالعودة للكل الفلسطيني ويؤمن أن (إسرائيل) وجدت لتبقى ، ولذلك يرفض فكرة التحرير لفلسطين ، أما موضوع الشراكة فهو مرفوض عند عباس ،وقس على ذلك كافة القضايا المطروحة في رؤية هنية.
ما طرحته حماس من رؤية للحل أمر يتوافق على مضمونه الكل الفلسطيني بإستثناء محمود عباس الذي يؤمن بحل الدولتين والتعاون مع الاحتلال .
ولذلك أتمنى على حركة حماس أن لا تضيع وقتها مع محمود عباس، وتطرح رؤى يمكن أن يوافق عباس تخالف إتفاق أوسلو، ولكن عليها ان تحاور كل القوة والنخب والمثقفين الفلسطينيين والتوفق على الرؤية التي طرحتها وتؤمن بها وقبول الزيادة أو النقصان ما لم يمس الثوابت الفلسطينية ، وبذلك تضع عباس أمام نفسه وفي نفس الوقت لن يتأثر ولن يتغير، وعلى الكل الفلسطيني تجاوز موقف عباس والتعامل معه على اساس عنصر فاعل في المشروع الوطني الفلسطيني كونه لا يؤمن بما يؤمن به الشعب الفلسطيني، ويؤمن بعكس ما يؤمن به الفلسطيني،ويؤمن بحق المغتصب بالإعتصاب والإعتراف به وتثبت وجوده على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية.
مهم طرح رؤى ومبادرات ولكن علينا ونحن نطرح أن لا نضع في الحسبان محمود عباس والذي لم يقبل إلا بما جاء به أوسلو من إعتراف وتعاون وتنازل عن ٧٨ %من فلسطين التاريخية، ولذلك أي طرح يؤمل منه ان يرى فيه عباس حلا يخالف الإعتراف والتقسيم لن يكتب له النجاح، وعلى حماس أن تتجاوز موقف عباس وموافقته، وتعمل مع الكل الفلسطيني وتقديم رؤية للعالم تقول فيها(هذا ما يريده الشعب الفلسطيني) وإذا اردتم حلا عادلا ومنصفا للشعب الفلسطيني فعليكم الموافقة عليها، وتمكينه من تحقيقها ،وإلا لن يكون هناك حل في الأمد القريب حتى يحقق الرؤية الفلسطينيون بما يؤمنون به.