- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
مصطفى السعيد يكتب :نقاط القوة والضعف في الكيان والفلسطينيين
مصطفى السعيد يكتب :نقاط القوة والضعف في الكيان والفلسطينيين
- 14 مايو 2021, 1:01:33 ص
- 785
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فارق الإمكانيات كبير جدا بين الكيان والفلسطينيين، فالكيان مدجج بأحدث الأسلحة في العالم، ويمتلك أحدث تكنولوجيا التنصت والرصد،
وكذلك يمتلك قنابل نووية من كل الأحجام، أما أهم نقاط الضعف فعدم وجود عمق استراتيجي، ويتركز السكان في المنطقة المحصورة بين تل أبيب وعسقلان وحيفا ويافا،
وجميعها في مرمى الصواريخ الفلسطينية، أما الأخطر فهو عجز الكيان عن تحمل الخسائر البشرية والإقتصادية، فالقلب الصناعي والتجاري به استثمارات ومنشآت باهظة الثمن،
ومجرد تعطلها لساعات وليس أيام تكلفه الكثير، حتى أن إطلاق صاروخ واحد مضاد الصواريخ ثمنه 150 ألأف دولار، بينما صواريخ المقاومة بآلاف قليلة،
ولهذا يعتمد الكيان على الحرب الخاطفة والضربات السريعة والعنيفة جدا والمركزة لإحداث "الصدمة والرعب"،
وإذا لم تحقق الحرب أهدافها في أيام قليلة تخسر الحرب وتسعى إلى إيقافها، ولا تحتمل إسرائيل خسارة جولة واحدة (كما قال بن جوريون) فالخسارة الأولى ستكون الأخيرة.
وإذا كانت نقاط الضعف كثيرة في الجانب الفلسطيني، أهمها أنه محاصر برا وبحرا وجوا وليس لديه طائرات أو سفن أو دبابات أو منظومة دفاع جوي،
فلديه ثلاثة عوامل قوة أولها الصواريخ التي أصبح يصنعها بدعم سوري وإيراني، والتي تطورت في السنوات الأخيرة، والقليل منها دقيق إلى حد ما،
لكنها تنظلق في زخات تحقق هدفين، الأولى صعوبة إسقاطها جميعا، والثاني إصابة الهدف، أما ثاني عوامل القوة فهي شبكة الأنفاق التي تطوت أيضا،
مستفيدة من تجارب وخبرات جنوب لبنان، وتحيد إلى حد كبير من قدرات الطيران والمدفعية والصواريخ الإسرائيلية في ضرب الأهداف العسكرية،
وتسهل تنقل المقاتلين بعيدا عن طائرات التجسس التي لا تفارق سماء غزة، أما العامل الأهم
فهو القدرة الفلسطينية على التضحية وتحمل الخسائر سواء كانت في الأرواح أو المنشآت محدودة القيمة مقارنة بالكيان،
ولهذا يمكنهم تحمل حرب طويلة، بل إن الوقت في صالحهم عادة. والكيان شبه يائس من القدرة على إلحاق هزيمة في غزة،
التي أذهلت الكيان وسددت له ضربات موجعة في قلبه وهزت صورته، وفرضت قواعد اشتباك جديدة، لهذا كل ما يطمح إليه نتنياهو فهو ارتكاب عملية قتل لعدد كبير،
بينهم بعض الرموز والقيادات العسكرية أو السياسية ، مستخدما تفوق الكيان المخابراتي والتجسسي ليظهر وكأنه حقق شيئا ما،
لكن تداعيات الهزيمة الإسرائيلية في معركة الأقصى وغزة سيكون لها آثار قوية على الصعيدين العسكري والسياسي.