- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
مصطفى السعيد يكتب : كامب ديفيد وراء أزمة السد
مصطفى السعيد يكتب : كامب ديفيد وراء أزمة السد
- 8 أبريل 2021, 3:42:32 م
- 965
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كامب ديفيد مكمن داء السد الأثيوبي وباب التطبيع وتوغل إسرائيل
كانت إتفاقية كامب ديفيد التي وقعها السادات مع إسرائيل عام 1978 الباب الواسع لتوغل إسرائيل في أفريقيا والمنطقة، مقابل تراجع الدور المصري، فقد كانت كل أفريقيا تقاطع إسرائيل تعبيرا عن تضامنها مع مصر، ليحطم السادات جدار الحصار حول إسرائيل، ويطلق لها العنان، حتى أن توغلها لم يقتصر على أقريقيا وإنما امتد إلى الكثير من الدول العربية، حتى الممالك العربية التابعة للولايات المتحدة التي لم تكن تجرؤ قبل كامب ديفيد على إقامة علاقة مع الكيان أصبحب تتفاخر بتبعيتها، حتى وصلنا إلى هذا الوضع البائس الذي ننفذ فيه شروط صندوق النقد، ونهدم أعمدة قوتنا الذاتية مقابل القليل من المساعدات الخارجية السامة والمشروطة، لنصبح أضعف من أن نقول لا، ويضيق علينا الخناق وتحاصرنا إسرائيل، وتثير القلاقل من حولنا .. سد النهضة الأثيوبي أحد تلك الثمار المرة لاتفاقية كامب ديفيد، ونتيجة تقزم الدور المصري والهيمنة الإسرائيلية في القارة الأفريقية والساحة العربية، ولن تكون آخر حصاد تلك الثمار السامة، طالما واصلنا الطريق في مسار إتفاقية العار والخيبة الكبرى، وجعلتنا نصطف خلف الخصوم، أو تحت رحمتهم، وتتعمق الهيمنة والتوغل، ويكفي أن نأخذ العبرة من مصير مبارك الذي سار على نهج كامب ديفيد فوجد الشروط تصبح أكثر قسوة، بل أصعب من أن يتحملها، وها هو ملك الأردن يواجه مصيرا مشابها، رغم كل ما قدمه من خدمات للأمريكان والكيان، فطريق التنازلات لا نهاية له، وقائمة الشروط تطول، والوعود بالرخاء تتبدد، والطوق يضيق على الرقاب، ولا سبيل إلى النجاة إلا بالتحرر من طوق التبعية، مهما كان شاقا وعسيرا، لأنه أقل كلفة من السير في طريق الندامة، الذي لا يؤدي إلا لطريق "اللي يروح ما يرجعش".