- ℃ 11 تركيا
- 13 نوفمبر 2024
مصطفى ابراهيم يكتب: عن مواجهة حكومة الاحتلال الفاشية
مصطفى ابراهيم يكتب: عن مواجهة حكومة الاحتلال الفاشية
- 31 ديسمبر 2022, 5:41:01 ص
- 290
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في الوقت الذي تعيش فيه الساحة الفلسطينية حال من الجدل والنقاش في الشارع الفلسطيني، حول التسريبات المنسوبة لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ويسمع فيها صوت الوزير تهجمه على الرئيس عباس، ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج.
كل ذلك يأتي قبل أيام من تنصيب زعيم اليمين الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رئيساً للحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفاً وتضم اليهود اليمينيين المتدينين الحريديم والصهيونية الدينية الفاشية.
ما يثير الرعب من نشر التسريبات، أنها تعبر عن حال من غياب المسؤولية الوطنية والأخلاقية، والضبابية وعدم اليققين والشرذمة وتعميق الانقسام في صفوف حركة فتح والصراع على الخلافة، وما بعد الرئيس محمود عباس. وما يثير العجب والسخرية الشعارات المرفوعة من قبل النخبة السياسية الحاكمة، والتصريحات حول الاستعداد ووضع خطة وطنية لإفشال ومواجهة الطغمة اليمنية الفاشية في دول الاحتلال وسياستها العنصرية والعدوانية ضد الفلسطينيين كما تم افشال صفقة القرن!
وثيقة الخطوط العريضة لعصابة اليمين الفاشي، وسياسات وتطلعات وتوجهات اليمين المتطرف الفاشي، هي التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، وأن للشعب اليهودي حق حصري وغير قابل للتقويض على كل مناطق أرض إسرائيل. والعمل على دفع وتطور الاستيطان في جميع أنحاء أرض إسرائيل، في الجليل والنقب والجولان ويهودا والسامرة" الضفة الغربية.
هذا تعبير واضح عن الفوقية اليهودية والعنصرية وتعزيز الفصل العنصري، وأحقية اليهود في كل أرض فلسطين التاريخية، ومزيد من المستوطنات ومصادرة الأراضي والمنازل في الضفة الغربية المحتلة وقمع الفلسطينيين وتعميق الاضطهاد والتمييز العنصري، والعمل على تعزيز مكانة القدس كاملة كعاصمة لإسرائيل، من خلال هدم البيوت ومصادرة أراضي المقدسيين.
قبل مغادرته منصبه أجرى وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس اتصالاً هاتفياً مع الرئيس محمود عباس لمناقشة التعاون الأمني بين إسرائيل والفلسطينيين، والتشديد على العلاقات المهمة بين دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية وضرورة الحفاظ على قناة اتصال وتنسيق مفتوحة.
أي معنى لهذا الاتصال، والعلاقات المهمة بين دولة الاحتلال، وقيادة شعب يعاني الاحتلال ونظام استعماري استيطاني مستمر في استكمال مشروعه على حساب الفلسطينيين والتنكر لحقوهم.
غانتس أحد رموز أركان الحكومة السابقة، والتي ارتكبت المجاز بحق الفلسطينيين، وهو المسؤول الأول عن استشهاد أكثر من 175 شهيداً خلال العام 2022، والمصادقة على بناء الاف الوحدات الاستيطانية، ورفض وحكومته أي تقدم على المستوى السياسي، ما يميز حكومة غانتس بينت لبيد، أنها قدمت نفسها للمجتمع الدولي كحكومة تسعى للسلام وبخطاب أكثر حكمة وأقل صراخاً ومختلف عن العصابة الفاشية الجديدة.
عن أي خطة وافشال ومواجهة أفكار وتوجهات العصابة الفاشية، والمواصلة والاستمرار في النضال من أجل تحقيق آمال شعبنا حتى تحقيق النصر، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعن أي جاهزية لمواجهة السياسات العدوانية عبر تكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية وتعزيز المقاومة الشعبية، وكيف؟
ما يثير القلق ليس فقط تمكن زعيم الليكود بنيامين نتنياهو والائتلاف، من تشكيل الحكومة وثيقة الخطوط العريضة للحكومة الإسرائيلية، بقدر ما هو عليه حال الفلسطينيين من شرذمة وخلافات، وحروب داخلية الجميع فيها مهزوم.
الفترة القادمة مخاطرها مرعبة، والتحديات ثقال وجسام، ولدى شعبنا الفلسطيني القدرة على مواجهتها، والتجارب السابقة تثبت ذلك، وهذه فرصة واختبار الجدارة، وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني وعمقه العربي من خلال التواصل مع القوى الحية في الدول العربية، وتحشيد الفلسطينيين، ومواجهة المخاطر مع الفلسطينيين أنفسهم، لمواجهة دولة الاحتلال على المستوى الدولي.
بإمكان الفلسطينيين النجاح وخوض معاركه بإرادة صلبة، كما يخوض معاركه منذ نحو قرن من الزمن، بالعمل المشترك والوحدة والصمود، بدون شعارات رنانة، والتخلي عن المصالح الخاصة.