مصطفى إبراهيم يكتب: حماس تطبق قول الله تعالى : ليغيظ بهم الكفار

profile
مصطفي إبراهيم رئيس التحرير التنفيذي لموقع 180 تحقيقات ورئيس تحرير موقع 180ترك
  • clock 25 يناير 2025, 10:30:32 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كتب – مصطفى إبراهيم رئيس التحرير التنفيذي لموقع 180 تحقيقات 

رغم أن تفسير الآية السابقة يول إن الكفار المذكورين في هذه الآية هم الفلاحون أو المزارعون الذين يغطون البذور في الأرض لكي تنبت ، ولكن هذا لا يمنعنا أن نأخذ بالمعنى المتعارف عليه  لكلمة الكفار بأنهم غير المؤمنين بالله أو غير المؤمنين بوحدانية الله تعالى .. وقد مارست حركة حماس أقصى درجات الحرب النفسية  والإغاظة والإذلال للعدو الصهيوني في تسليم الأسيرات الأربع الذي تم اليوم . 

وجاء مشهد تسليم الدفعة الثانية من الأسيرات الصهيونيات  الأربع  في الدفعة الثانية لتسليم الأسرى   ضمن اتفاقية وقف إطلاق النار،  وحمل المشهد المتميز من قبل قادة حماس، و وأرسلت الحركة رسائل قوية إلى قادة الكيان الصهيوني ، كان ذلك عبر إلباس قادة حماس الأسيرات الأربع الملابس العسكرية التي تم أسرهن بها ، ليحمل ذلك رمزية أن الأسيرات عسكريات  وتم اسرهن من قواعد عسكرية صهيونية وفي ذلك إذلال وإغاظة  .

وثاني تلك الرسائل أن الأسيرات اأربع قدموا الشكر لحماس على حسن المعاملة وعلى الأكل والشرب وعلى العناية بهن " وهن يرتدين الزي العسكري لجيش الاحتلال   ،  وثالث تلك الرسائل هي أن  حراس حماس المرافقين للأسرات الأربع  كانوا  يحملون بنادق "تافور" التي غنمتها المقاومة في هجوم السابع من أكتوبر،  وهي البنادق التي لا تسلم إلا إلى النخبة لكن تلك النخبة تم مهاجمتها وقتلها، أو أسرها وغنمت المقاومة سلاحهن ، وفي تلك الإشارة إغاظة وإذلال للاحتلال أيضاً  .

ورابع تلك الرسائل  التي أرسلتها المقاومة للصهاينة  هي  الهدايا الرمزية  التي سملتها المقاومة للأسيرات الأربع  وهذه الهدايا هي خريطة فلسطين وكتيب عن القضية بالإضافة إلى كوفية فلسطينية،  ورابع هذه الرسائل  هي الحالة النفسية والبدنية العالية للأسيرات الأربع ، وضحكهن وتهلل قسمات وجهة  في الحفل الذي أعد لتسليمهن ، وهو ما يثبت أنهن لم يتعرضن لا للتعذيب ولا للاعتداء، بل على العكس من ذلك أن إحدى الأسيرات الأربع كانت مصابة في يدها وتم علاجها على يد المقاومة، والأسيرات الأربع لوحن وأشرن بأيديهن للجمهور المحتشد لمشاهدة عملية التسليم، كما  أشاروا بالإبهام وهي علامة   تحقيق الهدف .

 وخامس تلك الرسائل تلك الرسائل هو اختيار ميدان فلسطين لكي يتم التسليم فيه، وبحضور طوابير طويلة لمقاتلي حماس وفي ذلك تحد  للاحتلال الذي يقول إنه ليس هناك ما يسمى بفلسطين ،  وأنه قضى على حماس،  ويضاف إلى ما سبق  المواكب الطويلة لمقاتلي حماس " التي ادعى جيش الاحتلال القضاء عليهم"،  والحضور الجماهيري الطاغي  من شعب قطاع غزة وسادس ،  هي منصة التسليم التي تم  اختيار الديكورات الخاصة بها بعناية وكتبت عليها عبارات بالعبرية لكي يفهمها الشعب الصهيوني  . 

تلك الرسائل أشعلت غضب الكيان الصهيوني ، بل غضبوا منذ تسلم الدفعة الأولى للرهائن وطلبوا عدم تكرارها، لكن المقاومة أصرت على تكرارها وأرسلت الرسائل السابقة من خلال عملية التسليم ..  وعلق إعلام الاحتلال على ذلك وركزت قناة 12 العبرية على تفاصيل العرض، إذ قالت: "حماس استغلت لحظة تسليم المجندات لنقل رسائل دعائية، ونصبت منصة وسط الميدان ووضعت عليها رموزًا لجيش الاحتلال وجهاز الأمن العام (الشاباك)، إلى جانب عنوان باللغة العبرية.. الصهيونية لن تنتصر" ، وذلك بعدما ظهر أفراد في حماس على منصة تسليم 4صهيونيات  ، في ميدان فلسطين بمدينة غزة، وهم يحملون بنادق" تافور" سيطروا عليها من نخبة جيش الاحتلال.

ونقل موقع "والا" العبري، عن مصدر عسكري إسرائيلي، لم يسمه، قوله: "اختارت حماس خلال إطلاق سراح المجندات أن تضم مقاتليها من وحدة النخبة وهم يحملون بنادق "تافور" التابعة لنخبة جيش الاحتلال الإسرائيلي".

ووفقًا للمصدر الصهيوني: "فإن هذه البنادق تم الاستيلاء عليها على الأرجح في هجوم 7 أكتوبر 2023".

وقالت قناة 12 العبرية: "شوهدت مواكب طويلة لمقاتلي حماس تتدفق إلى الميدان في ساعات الصباح"، مضيفة: "استثمرت حماس موارد كبيرة في تصميم الساحة، بهدف نقل رسالة السيطرة والتفوق".

وعلّقت: "يشير الإعداد والديكور المختار بعناية، من حيث الرموز الإسرائيلية والنقوش العبرية، إلى جهد مخطط له من قبل حماس لتحويل حفل إطلاق سراح المجندات المحتجزات إلى عرض دعائي".

وكذلك، وصف موقع "إكسبرس" العبري، ظهور عناصر المقاومة إلى جانب الأسيرات المحتجزات وهم يحملون سلاح تافور الخاص، بأنه "إهانة" لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وخلال التسليم، خرجت المجندات المحتجزات الأربع إلى المنصة وهن يرتدين الزي العسكري، وعند وصولهن تم اصطحابهن إلى المسرح، حيث أمسكن بأيدي بعضهن وابتسمن ولوحن بأيديهن.

فيما قالت القناة الرابعة عشرة العبرية  إن جيشهم قال إنه قضى على قوة حماس، لكن الطوابير الطويلة لمقاتلي الحركة يثبت عكس ذلك، بل ويؤكد أن حماس  تسيطر سلطويا و عسكريا على القطاع، ومتجذرة فيه .

وتجدر الإشارة إلى أن الأسيرات لدى حماس ينطبق عليم قاعدة متلازمة هلسنكي" ،و هي الحادثة التي وقعت في العاصمة الفنلندية عام 1973، حيث تمت مهاجمة بنك من قبل لصوص، وتم أسر موظفي وعملا البنك  لعدة أيام ، ثم اضطر المهاجمون للاستسلام ، وتم القبض عليهم، ومحاكمتهم وطن الرهائن أبدوا تعاطفاً مع مختطفيهم، ودافعوا عنهم ووكلوا محامون للدفاع عن العصابة ، التي هاجمت البنك واحتجزت هذه الرهائن، وهو ما فسره علماء علم النفس بأن الرهينة يعتبر عدم قتله أو عدم الاعتداء عليه وعدم إهانته هو منحة وإحسان وفضل ممن يحتجز هذه الرهائن  ويدين الرهينة  بالفضل له، ويعجب المحتجز بمن يحتجزه ويتعلق به إذا لم يقتله وإذا لم يعتد  عليه .. لكن حماس أرسلت رسالة للعالم أجمع بانها تحسن معاملة الأسرى ولا تسيء إليهم، وأنها ليست متوحشة مثلما يكذب عليها الإعلام الصهيوني والموالين له 

ونأتي إلى الإشادة بحلقة ماخفي أعظم التي قدمها الإعلامي اللامع تامر المسحال ليلة أمس على قناة الجزيرة، والتي حملت تأكيداً لما ذكرته في مقالي السابق في هذا الموقع والتي كانت بعنوان " السابع من أكتوبر ومنع اجتثاث حماس"، ووردت في الحلقة  تصريحات لقادة حماس  بأنه وصلتهم معلومات بخطة صهيونية للقضاء على قادة ومقاتلي المقاومة ،  عبر هجوم جوي كبير وهجوم بري كاسح   لجيش الاحتلال، وتم التصديق على الخطة في اجتماع للحكومة الصهيونية برئاسة نتنياهو في الأول من أكتوبر أي قبل الهجوم  بستة أيام فقط، وأن هذا الاجتماع هو كان شرارة البدء لتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر.

ومن أجمل ما حملته الحلقة هو الاختراق الرهيب الذي استطاعت حماس أن تفعله في أجهزة الاحتلال، ومعرفتها بنواياه، وتحركاته ، واجتماعاته  ومناقشاته وخططه، وأيضاً الأداء الرائع  لمقاتلي المقاومة  في هجوم السابع من أكتوبر، وقضائهم على وحدة حماس في جيش الاحتلال في ساعات محدودة  ، وهو  يظهر ضعف وتهاوي واهتراء جيش الاحتلال .

ومن أجمل ما جاء في الحلقة أيضاً هو المشاهد الحية للشهيد البطل يحيى السنوار وهو يتجول "متلفعاً ببطانية متواضعة "، بين الجنود وفي الصفوف الأولى للمعركة، وهذه المعلومة علمتها من صديق لي الذي أكد ذلك لي وال إن ادة حماس كانوا يطالبونه بالتوقف عن ذلك وعدم المخاطرة بنفسه ، ولكنه لم يطيعهم، وظل على هذه الحال حتى لي الله شهيداً مقبلاً غير مدبر ، رحمه الله وتقبل منه .   

كما ورد في الحلقة ايضاً الشعور الرهيب بالصدمة من قبل قادة الاحتلال، وقد عبر مستشار سابق لجيش الاحتلال بأنه كان في استوديو "لقناة عبرية" لا يصدق الفيديوهات التي تعرض للهجوم و أنه كان يمسك برأسه تعجباً وانبهاراً مما فعله  مقاتلو المقاومة، وأضاف أنه يظن أن قادة المقاومة أنفسهم فوجئوا من النجاح الكبير الذي حقوه، وذلك يثبت كما قلت ضعف واهتراء جيش الاحتلال مقارنة بقوة وعزيمة وصلابة مقاتلي المقاومة  . . أسال الله تعالى أن ينصر المقاومة وأن يخلصنا الله من الصهاينة وأذنابهم وأتباعهم .  

التعليقات (0)