- ℃ 11 تركيا
- 8 يناير 2025
مصطفى إبراهيم يكتب: الحرب تعبير عن الروح العسكرية للوسط – يسار
مصطفى إبراهيم يكتب: الحرب تعبير عن الروح العسكرية للوسط – يسار
- 7 يناير 2025, 10:23:40 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عندما تعبر الحرب عن الروح العسكرية للوسط – يسار العلماني، فإن الروح العسكرية العلمانية والعقلانية، وليس الخلاصية، تسيطر على السياسة أكثر مما مضى. وشكل إدارة إسرائيل للحرب لا يختلف جوهريًا عن الشكل الذي أدارت فيه حروبًا في الماضي.
في مقال نُشر في صحيفة هآرتس في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، كتب الباحث في العلاقات بين الجيش والمجتمع في إسرائيل، البروفيسور ياغيل ليفي، أن هذه المخاوف ليست مفندة، ولكن صورة الوضع أكثر تعقيدًا بكثير. وأوضح أن طواقم سلاح الجو والاستخبارات ومنفذي خطط الذكاء الاصطناعي ليسوا خلاصيين، وهم ليسوا من أنصار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بكل تأكيد. ومن الناحية الاجتماعية، هم جزء من نواة الوسط – يسار الصلبة، لكنهم أيضًا المسؤولون عن حجم القتل غير المسبوق للفلسطينيين في قطاع غزة.
في الأسابيع الأولى لحرب الإبادة الجماعية، برز لدى بعضهم الحماس تجاه القتل وغريزة الانتقام، وفق ما كشفت التحقيقات. فشهوة الانتقام ليست حكرًا على الحريديين – القوميين أو (اليهود) الشرقيين.
ويقول ليفي إن أهداف الحرب غير الواقعية والمعزولة عن أي منطق سياسي، لكنها تخلو من شحنة خلاصية، تبناها الوسط – يسار بحماس شديد، ومثقفوه أيضًا، الذين شدتهم لازمة "القضاء على حماس". فلماذا نتذمر عندما يقود نتنياهو الجيش بمنهجية لتحقيق هذه الغاية، حتى لو كان ذلك يعني حربًا لا تنتهي؟
حتى الصحافة المكتوبة والإلكترونية، سارت بشكل أعمى خلف ما وُصف بأنه أهداف الحرب، وحرصت على تجاهل أحجام القتل والدمار في صفوف الفلسطينيين. وكما تثبت تقاريرها، فهي ليست خلاصية. كما أن مؤسسات ليبرالية بارزة، التي تمتنع عن ذكر المعاناة في غزة، لا تعمل انطلاقًا من منطلقات خلاصية.
على سبيل المثال، منظّر الحرب وصاحب خطة الجنرالات وفكرة تجويع الغزيين، الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، وهو من أبرز من يمنحون الشرعية للحرب، لا ينتمي إلى الجمهور الخلاصي. وخطته لتشديد الحصار على غزة لا تهدف بالطبع إلى شق طريق للعودة إلى "غوش قطيف" في غزة التي تم إخلاؤها في العام 2005، بل يمثل تيارًا هامًا في الروح العسكرية العلمانية الإسرائيلية.
كما أن إرهاب المستوطنين الخلاصيين في الضفة الغربية نشأ في السنوات التي كان فيها سموتريتش وبن غفير بعيدين جدًا عن مواقع التأثير في الحكم. وليس الخلاصيون أيضًا هم الذين وعظوا بالتصعيد في لبنان أو الذين طلبوا التوقف لفترة قصيرة والبحث في تبعاته. ومفهوم الضربة العسكرية بمعزل عن منطق سياسي هو جزء من DNA المفهوم الأمني الإسرائيلي، الذي بموجبه تؤدي القدرة إلى الفعل العسكري وليس المنطق السياسي. والتصعيد قاده الجيش بدون ضغوط من الكابينت اليميني.
كما أن الإعجاب بالقدرات التكنولوجية الكبيرة للجيش ينطوي على بُعد لاهوتي، لكنه ليس خلاصيًا. وهل رئيس المعارضة يائير لبيد ويائير غولان، نائب رئيس هيئة الأركان السابق، ورئيس حزب الوطنيين، اللذان تنافسا في معارضتهما لوقف إطلاق النار، خلاصيان أو من أنصار نتنياهو؟ كذلك، المطالبون بالرد على إيران ليسوا خلاصيين.
هذه الحرب ليست خلاصية، كما أنها ليست مدفوعة فقط بمصالح نتنياهو السياسية، كما تدعي المعارضة ووسائل الإعلام الإسرائيلية. وهي ليست مجرد استجابة لإملاءات اليمين المتطرف الخلاصي في حكومته أو توجهاته للحفاظ على حكمه.
بل إن الحرب مغروسة عميقًا في الثقافة السياسية الإسرائيلية العلمانية، رغم أنها أصبحت أكثر تطرفًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وبيأسها، تقوم "القبيلة البيضاء" بطقوس تطهير لإزالة المسؤولية عن نتائج الحرب، الأخلاقية والإستراتيجية. لكنها يجب أن تحاسب نفسها على الدماء التي سُفكت وما تزال تُسفك.