- ℃ 11 تركيا
- 13 نوفمبر 2024
مستشار سابق لنتنياهو: كي ننتصر في “معركة الاستقلال” يجب أن نفرض سيادتنا على الحرم القدسي
مستشار سابق لنتنياهو: كي ننتصر في “معركة الاستقلال” يجب أن نفرض سيادتنا على الحرم القدسي
- 22 ديسمبر 2022, 9:27:48 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الناصرة: “القدس العربي”: تزامناً مع تبليغ بنيامين نتنياهو، رئيس حزب “الليكود”، رئيسَ إسرائيل يتسحاق هرتسوغ بأنه نجح في تشكيل حكومة، دعا مستشار سابق لنتنياهو لفرض سيادة الاحتلال على الحرم القدسي الشريف. وقال أليكس سلسكي، وهو كذلك عضو في إدارة الهستدروت الصهيوني العالمي، ومحاضر في أكاديمية هداسا، وعضو في برنامج الانتصار اليهودي، إن الأهمية الكبيرة للحرم القدسي هي أكبر بكثير من أن تكون موضوعاً دينياً تاريخياً. إنها أهمية وطنية.
ويشدّد، في مقال تنشره صحيفة المستوطنين “مكور ريشون”، على أن الحرم القدسي الشريف مصدر قوة وعظمة، وهو رمز للفلسطينيين ومؤيديهم ما داموا يعتبرون أنهم أصحابه، ولو من خلال هيئة الأوقاف الأردنية. ولتبرير دعوته المنافية للقانون الدولي، يتابع: «هم أصحاب الحرم بالمعنى الحرفي للكلمة. هم يعتقدون أننا ضعفاء ومؤقّتون».
وينوه المستشار الصهيوني إلى أن الفلسطينيين مقتنعون بأن الحرم القدسي الشريف مهم بالنسبة للإسرائيليين، مثلما هو مهم بالنسبة للفلسطينيين. ويقول إنه، في هذه الأثناء، يواصل الإسرائيليون الاختلاف على الحرم القدسي الشريف في ما بينهم، ويعتبر أن هذا جدل فقهي وسياسي، المتوّرطون فيه لا يفهمون الضرر الهائل لهذا الجدل، كما لا يفهمون أهمية الصعود إلى الحرم من أجل تعزيز الهوية القومية، والعلاقة مع البلاد والقدس وتعزيز روح الانتصار في حرب استقلالنا الذي لم يُنجز بعد.
ويقول إنه صعد إلى الحرم للمرة الأولى قبل بضعة أيام، كجزء من مجموعة يهودية بإشراف حركة “الحرم القدسي في يدنا” (حركة تشجع على زيارات اليهود إلى الحرم القدسي وتشرف عليها)، وإنه كان له شرف الانضمام إلى البروفيسور دانيال بايبس، المستشرق والخبير في الشرق الأوسط، وأحد المؤرخين والكتّاب المعروفين في الولايات المتحدة. ويتابع: «خلال الزيارة، شعرت بأن هويتي اليهودية القومية والتقليدية حصلت على زخم قوي. رأيت أدّلة على أننا كنا موجودين هنا قبل آلاف الأعوام، ولقد ربطني هذا الشعور بالبلاد وبالقدس أكثر من أي مكان آخر».
في المقابل، يوضح أنه شعر بالإهانة، معللاً ذلك بالقول: «كنا برفقة عناصر الشرطة كما لو أننا أسرى، ولم يُسمَح لنا بالتوقف، أو الابتعاد بضعة أمتار. شعرت مجدداً بما شعرت به عندما وصلت إلى البلاد قبل قرابة 30 عاماً، الولد اليهودي الضعيف القادم من الاتحاد السوفياتي، والمستعد لتلقّي الضربات من أجل البقاء». زاعماً أن هذا كله حدث على مسافة ربع ساعة من بيته في القدس، وعلى بُعد ثوانٍ من “حائط المبكى” (حائط البراق)، ودقائق من مقرَّيْ الكنيست والحكومة، وقيادة الشرطة في الدولة اليهودية ذات السيادة.
“نحن محرومون بسبب ضعفنا”
داعياً الإسرائيليين لوقف خلافاتهم على الحرم القدسي الشريف، سياسياً ودينياً، يوضح أن المنع الفقهي اليهودي من الصعود إلى الحرم القدسي يجب أن يأخذ في الحسبان الأهمية الوطنية لهذا الموقع التراثي، وليس فقط أهميته الدينية. ويتابع: «يجب أن يعرف أعداؤنا أن الحرم القدسي الشريف مهم بالنسبة إلينا كيهود. كما يجب على العالم أن يعرف أنه مهم بالنسبة إلينا جميعاً، نحن اليمين واليسار والحريديم والمتدينين والتقليديين والعلمانيين، تماماً مثل “حائط المبكى” وقلعة متسادا». مدعياً أن المسيحيين والمسلمين أيضا في كل أنحاء العالم يريدون أن يكون الحرم مهماً بالنسبة لليهود لأنهم هم أيضاً يتعرضون لـ «الإهانة، لكن بنسبة أقل من اليهود، فهم يريدون ممارسة حرية العبادة، وهم محرومون منها بسبب ضعفنا».
في محاولة لتشجيع صناع القرار بتبني دعوته الخطيرة، يقول أليكس سلسكي إنه، علاوة على ذلك، لا توجد مشكلة مكان في الحرم القدسي الشريف: «الجزء الأكبر منه خالٍ. ولا توجد مشكلة لوجستية في السماح بحرية العبادة للمسيحيين في الحرم، من دون مضايقة المسلمين، ومن دون المسّ بمكانة أماكنهم المقدسة».
شعرت بالإهانة والهلع
مجافياً الحقيقة، يقول المستشار الصهيوني إن هيئة الأوقاف قد بدأت في الفترة الأخيرة بالطلب من السياح ارتداء ملابس محتشمة تقدمها لهم، عبارة عن ثوب مع خطوط صفراء، زاعماً أن اللون الأصفر هو لون اليهود في الدول الإسلامية، وهو رمز مكانتهم الدونية كأهل “ذمة”. ويمضي في مزاعمه، متجاهلاً المعاملة الحسنة لليهود في الدول العربية الإسلامية تاريخياً: «لقد أُجبر اليهود على ارتداء الرقعة الصفراء، كدليل على مكانتهم المتدنية منذ القرن الثالث عشر في إسبانيا، وفي دول أوروبية أُخرى، وليس من قبيل الصدفة أن يتبنى النازيون هذه العادة. الآن، يعودون إليها هنا في قلب القدس، وفي المكان الأكثر قدسية لنا. شعرت بالهلع، ولم أصدق ما رأته عيناي». ويخلص للقول: «نُقسم في ذكرى المحرقة في كل عام في “حائط المبكى” (حائط البراق) بأن هذا “لن يتكرر”، على بُعد عدة أمتار، هناك مَن يخيط رقعة صفراء جديدة لنا، ينظر إلينا من فوق، ويسخر منا».
وتزداد مثل هذه الدعوات الصهيوينة خطورة في ظل تسلّم وشيك لرئيس حزب “القوة اليهودية”، المستوطن المتطرف إيتمار بن غفير حقيبة “الأمن الوطني”، وهو الذي وعد، قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بفتح الحرم القدسي الشريف للصلامة أمام اليهود. وكانت هذه الوعود في لبّ حملته الانتخابية التي علل فيها فتح الحرم القدسي لليهود للصلاة بالقول إنه يعمل بذلك من أجل منع التمييز وتحقيق المساواة، مشيراً لقدرة المسلمين على الصلاة في الحرم وحائط البراق الذي يعتبره “حائط المبكى”. وعلى خلفية ذلك تحذّر أوساط إسرائيلية مختلفة من مغبة التورط بمثل هذه الخطوة، لأنها ستشعل ناراً تتعدى حدود البلاد.
بن غفير وسموتريتش غير ملائمين لكنهما أفضل من البديل
في سياق متصل قال نجل رئيس حكومة إسرائيل الراحل، جلعاد أرئيل شارون، عضو في حزب “الليكود” إن بن غفير، وكذلك باتسلئيل سموتريتش، الذي سيشغل وزارتين، غير ملائمين، لكنهما أفضل من البديل.
في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، قال شارون: «أنا ليكودي، وفخور بذلك، وأقول ما أفكر فيه. وهناك ما يكفي من الأحزاب الديكتاتورية كي لا أعبّر عن رأيي المستقل. المفاوضات لتشكيل الائتلاف تجري بصورة غير ناجحة. شركاؤنا من أحزاب اليمين الذين صرخوا طوال عام ونصف العام، من دون كلل، وقالوا إنه يجب استبدال الحكومة، كشفوا بعد الانتخابات عن شهية كبيرة جداً. يبدو أنهم ارتبكوا ونسوا مَن الذي حصل على 32 مقعداً من أصل 64. في مواجهة هذا الضغط غير المسؤول، تراجع الليكود».
وينضم شارون للانتقادات الصادرة ضد نتنياهو من داخل حزبه “الليكود” بقوله إنه بدلاً من أن يضرب نتنياهو على الطاولة ويقول لكل الشركاء إن ابتزازهم مرفوض، خسر “الليكود” وزارة تلو الوزارة. وفي وصف حالة الليكود بعد توزيع الغنائم على بقية الأحزاب يتابع متسائلاً: «سيبقى عناصرنا الجيّدون من دون مهمات، أو سيحصلون على وزارات مقصوصة الأجنحة والصلاحيات. وزير المال لمدة عامين، ثم مناوبة، وزير الداخلية لعامين، وزير للصحة، وزير آخر في وزارة الأمن، ووزير آخر في وزارة المال والتعليم.. ما هذا الجنون؟ هل بهذه الطريقة نصل إلى الاستقرار؟ وهل هكذا نحقق فرض سلطة القانون؟».
ظروف سياسية قاهرة
ويوضح أن لن تتم صناعة أيديولوجيا من الظروف السياسية القاهرة، منوهاً أن باتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير ليسا ملائميْن. ويشير لكونهما قد تورطا في جرائم إرهابية: «يبدو أنه أُلقي القبض على سموتريتش وفي حوزته 700 ليتر من الوقود، وهو لم يكن يحملها لمساعدة صديق له كان بحاجة إليها. إنه يتعامل مع “الشاباك” كعدو للدولة، وهو نفسه اتُّهم بالتخطيط لهجوم». ويضيف: «إذا كان علينا أن نختار مَن نصدّق، فأنا أصدّق الأشخاص الطيبين في الشاباك، الذين يخدمون الدولة ويدافعون عنها على مرّ السنوات، وليس أنصاف المراوغين. مَن كان هدفاً للشاباك ليس جديراً بأن يكون في وزارة الأمن، هذا من دون أن نتحدث عن “مسيرة البهائم” المخجلة التي قادها سموتريتش للسخرية من المثليين ومسيراتهم التقليدية. باختصار، الرجل غير ملائم».
وعن إيتمار بن غفير، المدان بالإرهاب، وبعشرات التهم الجنائية، وعلق في صدر بيته صورة سفاح مذبحة الخليل في 1994 باروخ غولدشتاين، يقول، بسخرية، إن بن غفير سبق وادعى انه أنزل صورة باروخ غولدشتاين. ويتابع شارون: «في أفضل الحالات، هذه ديماغوجيا، ويمكن الاعتقاد أن المسألة تتعلق بالديكور في منزله. غولدشتاين قتل 29 شخصاً في الحرم الإبراهيمي في الخليل، وجرح 125، لكن هذه المسألة تتعلق بالفلسطينيين وليس بنا».
ويقول إن «أيّ جدل بشأن إزالة الصورة عن حائط الصالون ليس مهماً، السؤال لماذا هذه الصورة موجودة هنا؟ هل كل الذين قُتلوا في الحرم الإبراهيمي كانوا “مخربين”؟ وهل البريء ذهب بجريرة الشرير؟ هذا ليس أسلوب إبراهيم، والدنا المدفون في هذا المكان».
المحرض على رموز الدولة صار وزيراً
ويخلص شارون إلى القول: «عندما أُدخل والدي أريئيل شارون إلى المستشفى، احتفل بن غفير وأقام حفلة شواء لحوم انتقاماً منه لفك الارتباط عن غزة. عندما قمع بطلٌ إسرائيلي “الإرهاب” الفلسطيني في عملية “السور الواقي” وحرر مستوطنات الشمال من تهديد “المخربين” في سنة 1982 (الغزو الإسرائيلي للبنان) واجتاز قناة السويس في الخمسينيات، وأصيب بجروح بالغة في اللطرون، عندما حاول خرق الحصار المفروض على القدس في حرب 1948، وفي جسده آثار رصاصات مصرية وأردنية، فإن بن غفير الرجل الذي لم يرتدِ ملابس عسكرية، ولم يخاطر بشيء من أجل الدولة، احتفل ويحتفل».
ويتساءل: «عن آفي ماعوز، ليس هناك ما يستحق الكلام. من أجل مَن نخضع في المفاوضات، ولماذا؟ ما هو البديل من هذا التفويض الوحيد الظلامي؟».
موضحا أنه: «ليس كل الليكوديين راضين عن الأسلوب الذي جرت فيه المفاوضات الائتلافية. ومع ذلك، بعد أن قلنا كل شيء، يجب أن ندرك أن الانحطاط له درجات، والذين يحضنون “الإرهابيين” والشهداء و”سائر مؤيدي الإرهاب”، هم أسوأ بكثير من هؤلاء الذين تحدثنا عنهم. أتمنى التوفيق للحكومة، ولنا جميعاً».