- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية بسوريا في ورطة.. متهمة بإهدار الأموال وتقديم هدايا لمسؤولين بنظام الأسد
مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية بسوريا في ورطة.. متهمة بإهدار الأموال وتقديم هدايا لمسؤولين بنظام الأسد
- 20 أكتوبر 2022, 3:57:50 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وجَّه موظفو مكتب منظمة الصحة العالمية في سوريا اتهامات لمديرة المكتب، أكجمال مختوموفا، بإهدار أموال المنظمة وتقديم الهدايا لمسؤولي نظام الأسد، وانتهاك قواعد الوكالة الخاصة بكورونا خلال تفشي الجائحة في البلاد وعقد اجتماعات سرية مع الجيش الروسي، بحسب ما كشف تحقيق نشرته وكالة أسوشيتد برس، الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
إذ أظهرت أكثر من 100 وثيقة ورسائل ومواد أخرى سرية حصلت عليها أسوشيتد برس أن مسؤولي منظمة الصحة العالمية أخبروا المحققين أن ممثلة المنظمة في سوريا ارتكبت مخالفات جسيمة، وضغطت على موظفيها لتوقيع اتفاقات مع سياسيين بارزين في الحكومة السورية وأساءت إنفاق أموال المنظمة والجهات المانحة.
وكانت الشكاوى التي تلقتها المنظمة من عشرات الموظفين سبباً في فتح واحد من أكبر التحقيقات الداخلية لمنظمة الصحة العالمية منذ سنوات، والتي شارك فيها في بعض الأحيان أكثر من 20 محققاً، في حين أكدت منظمة الصحة العالمية في بيان أن التحقيقات لا تزال جارية، ووصفتها بأنها "طويلة ومعقدة"، رافضة التعليق على مخالفات مختوموفا، متذرعة بقضايا السرية وحماية الموظفين.
ميزانية المنظمة في سوريا
وبلغت ميزانية مكتب منظمة الصحة العالمية في سوريا حوالي 115 مليون دولار العام الماضي لمواجهة الأوضاع الصحية في بلد تمزقه الحرب، ويعيش قرابة 90 في المئة من سكانه في فقر مدقع، ويحتاج أكثر من نصفهم إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بحسب ما ورد في الوثائق.
وخلال الأشهر الماضية، قضى محققو منظمة الصحة العالمية للتحقيق في المخالفات، بما في ذلك الحفل الذي أقامته مختوموفا للإشادة بإنجازاتها الخاصة على نفقة وكالة الأمم المتحدة، وتقديمها خدمات "لكبار السياسيين في سوريا، بالإضافة إلى عقد اجتماعات سرية مع الجيش الروسي، في انتهاك لحيادية منظمة الصحة العالمية كمنظمة تابعة للأمم المتحدة".
"انتهاكات حقوقية لا حصر لها"
وفي إحدى الوثائق التي أرسلت إلى المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مايو/أيار الماضي، قال موظف مقيم في سوريا إن مختوموفا قامت بتعيين أقارب مسؤولين حكوميين غير أكفاء، بينهم بعض المتهمين بارتكاب "انتهاكات حقوقية لا حصر لها".
وفي مايو/أيار الماضي، أصدر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق البحر الأبيض المتوسط قراراً بتعيين قائم بأعمال المنظمة في سوريا ليحل محل مختوموفا، بعد إعفائها من منصبها، لكنها لا تزال مدرجة كممثلة للوكالة في سوريا في دليل موظفيها.
ونقل محققو أسوشيتد برس عن العديد من موظفي المنظمة في سوريا أن مختوموفا فشلت في إدراك مدى خطورة الجائحة في سوريا وعرضت حياة الملايين للخطر.
إذ شكا ما لا يقل عن خمسة من موظفي المنظمة للمحققين من انتهاك مختوموفا قواعد مكافحة كورونا الخاصة بمنظمة الصحة العالمية، وقالوا إنها لم تشجع العمل عبر الإنترنت، وحضرت إلى المكتب بعد إصابتها بكوفيد وعقدت اجتماعات بدون كمامة، واتهمها أربعة بنقل العدوى لآخرين.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2020، خلال السنة الأولى للجائحة، أصدرت مختوموفا تعليمات لموظفي مكتب سوريا لتعلم رقصة فلاش موب التي تم الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي لحدث الأمم المتحدة في نهاية العام.
إساءة أموال المانحين
كما تثير الوثائق الداخلية ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل أيضاً مخاوف جدية بشأن استخدام أموال منظمة الصحة العالمية تحت قيادة مختوموفا، حيث يزعم الموظفون أنها أساءت إنفاق أموال المانحين المحدودة التي تهدف إلى مساعدة أكثر من 12 مليون سوري يعيشون أوضاعاً بالغة الصعوبة وفي حاجة ماسة إلى المساعدات الصحية.
ومن بين الحوادث أيضاً التي يجري التحقيق فيها حفل نظمته مختوموفا في مايو/أيار الماضي، عندما حصلت على جائزة من جامعة تافتس، جامعتها الأم. وأقيم الحفل في فندق فورسيزونز بدمشق، وتضمنت قائمة الضيوف حوالي 50 ضيفاً، في الوقت الذي لم يتجاوز فيه عدد المواطنين السوريين الحاصلين على جرعة واحدة من لقاح مضاد لكورونا 1 في المئة.
فيما أثار مسؤولون آخرون في منظمة الصحة العالمية مخاوف بشأن إدارة مختوموفا لأموال المنظمة، قائلين إنها متورطة في العديد من العقود المثيرة للريبة، بما في ذلك اتفاق النقل الذي منحت بموجبه عدة ملايين من الدولارات لمورد تربطها به علاقات شخصية.
هدايا لمسؤولين بنظام الأسد
كما شكا ما لا يقل عن خمسة موظفين على الأقل من استخدام مختوموفا أموال منظمة الصحة العالمية لشراء هدايا لوزارة الصحة وغيرها، بينها "خوادم وأجهزة كمبيوتر محمولة متطورة" وعملات ذهبية وسيارات. ولم تكن أسوشيتد برس في وضع يسمح لها بتأكيد مزاعمهم.
إذ قال العديد من موظفي مكتب المنظمة في سوريا إنهم تعرضوا لضغوط لإبرام اتفاق بشأن الإمدادات الأساسية مثل الوقود مع كبار أعضاء الحكومة السورية.
وتأتي الاتهامات بشأن الممثل الأعلى لمنظمة الصحة العالمية في سوريا بعد شكاوى متعددة لسوء السلوك في السنوات الأخيرة، بينها الاعتداء الجنسي في الكونغو والسلوك العنصري من قبل مسؤول بارز في منظمة الصحة العالمية في غرب المحيط الهادئ.
وأشار خافيير غوزمان، مدير الصحة العالمية في مركز التنمية العالمية بواشنطن، إلى أن التهم الأخيرة المتعلقة بمختوموفا من منظمة الصحة العالمية "تثير قلقا بالغا" ولا يتوقع أن تكون استثناء.
وتابع غوزمان: "من الواضح أن هذه مشكلة منهجية. هذه الادعاءات لا تحدث فقط في أحد مكاتب منظمة الصحة العالمية ولكن في مناطق متعددة".
كما دعا غوزمان منظمة الصحة العالمية إلى نشر التقرير الخاص بالتحقيق مع مختوموفا ومكتب سوريا.
إلى ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إن تقارير التحقيق "لا تكون في العادة وثائق عامة"، لكن "البيانات المجمعة" ستتاح للجمهور.