- ℃ 11 تركيا
- 19 نوفمبر 2024
محند أمقران عبدلي يكتب: وجوه من شمال إفريقيا 2. المصارع على جبهة الذاكرة
محند أمقران عبدلي يكتب: وجوه من شمال إفريقيا 2. المصارع على جبهة الذاكرة
- 19 نوفمبر 2024, 3:07:15 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
شخصية الموضوع
من الصعب على أي خبير في مرافقة المشاريع التنموية و الإنسانية ،أن يخرج خالي الوفاض من مخيمات العزة و الكرامة ،أقصد مخيمات اللاجئين الصحراويين المترامية بصحراء تندوف الجزائرية. الخبرة أخذ و عطاء ، تواضع و استلهام ، ملاحظة دقيقة و مراجعة مستدامة ، استشراف و استبصار ، هناك عوامل موضوعية تتدخل في تكوين شخصية الخبير .
يبدو السياق الصحراوي داخل المخيمات بكل أبعاده و تجاذباته أرضا خصبة لكل مهتم بتحصيل المعارف و التجارب التي تتدخل في اكتساب الخبرة و الكفاءة ، فكما كان الفنان محمد سليمان لبات ملهما في عبثيته مبدعا في تجربته الفنية و التزامه المدني و الإجتماعي، هاهو المصارع على جبهة الذاكرة و هو الوصف الذي أطلقه على محمد مولود مولاي لحسن أو اللود كما يلقبه الأصدقاء .
هو من بين الشخصيات الصحراوية المناضلة على جبهات متعددة ، متكاملة ،لعل من أهمها جبهة حفظ الذاكرة الصحراوية . أعتبر نفسي محظوظا جدا بمعرفة اللود ،ملهم كالعديد من الصحراويين و الصحراويات ،رغم إكراهات اللجوء و شح الحياة اليومية . إلتزامه أمام المجتمع لا يتهلهل و لا يتزعزع ،بل إلتزام واع وذكي و مسؤول . أن ترفع تحدي حفظ الذاكرة الثقافية،السياسية الصحراوية في ظل اللجوء و في فترة حساسة جدا تمر بها القضية الصحراوية فهذا أمر ليس بالهين بتاتا.
يسعى المصارع اللود للتعريف بالقضية الصحراوية داخل المخيمات بمناسبة التظاهرات المختلفة و الملتقيات التضامنية ، يمتلك معرضا متنقلا يجمع بين الصورة و الوثيقة و المادة الحرفية الحية ، نعم حية بفضل إرادة هذا المصارع . طريقة تنشيطه تجمع بين المقاربة التربوية و التوعوية بضرورة الإنتباه لموضوع الذاكرة الصحراوية و كتابة التاريخ الصحراوي .
المعرض ماهو إلا وسيلة للود لمحاولة التعريف بالقضية و تنوع السياق الصحراوي و تجذره بل تفرده كذلك ، فهو سياق نضالي ملتزم و متواصل بين الأجيال.
إكتشفت شعراء و حكماء و حرفيين و موسيقيين و نساء صحراويات مناضلات بفضل اللود فهو موسوعة حية . لم أتوانى لحظة واحدة في طلب المشورة و المعرفة و العلم بالشأن الصحراوي منه، هو كريم محب لكل مهتم بالشأن الصحراوي ،مبادر كذلك . أتذكر جيدا أول مرة اتفقنا على مبادرة تشجيع المطالعة و المقروءية في مخيمات اللاجئين الصحراويين وربطها بتشجيع المطالعة في بعض القرى الجبلية لمنطقة القبائل الجزائرية، كانت تجربة ماتعة ،نحتفي بها للعام الثالث على التوالي . و الآن نسعى لمبادرة تشجيع الكتابة و النشر حول مواضيع تهم الشأن الصحراوي .
يبقى مشروع اللود ،التأسيس لمكتبة و مركز موارد بحثية و توثيقية لكل مهتم بالبحث و الكتابة حول الشأن الصحراوي مثيرا للإهتمام. لعل صوته يلقى صدى لدى المنظمات الإنسانية و المتدخلين في العمل الإنساني في مخيمات اللاجئين الصحراويين .
ولا يزال صديقنا مصارعا على جبهة الذاكرة ،عارضا،منشطا،جوالا بمعرضه المتنقل بين المخيمات و المدن الجزائرية كالعاصمة و بجاية و باتنة و تيزي وزو .
و لا زال السعي نحو مشروع حفظ الذاكرة الصحراوية من خلال مركز الموارد و البحث في مرحلة طلب التمويل للانطلاق .
مسعى اللود تطوعي و تجربته في هذا المجال في حاجة للعناية و التثمين.
شكرا لك أيها المصارع .