محند أمقران عبدلي يكتب: رميت العرب بعصا السنوار

profile
محند امقران مدير مكتب شمال إفريقيا لموقع 180 تحقيقات
  • clock 25 أكتوبر 2024, 9:41:28 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لازالت حادثة استشهاد السنوار على المباشر ،تثير ردود أفعال متناقضة ،فبين بطولة ووفاء للعهد و مثال حي للقدوة ،إلى عويل و نباح و نقنقة أشباه الساسة و المحللين و الإعلاميين على بلاطوهات البترودولار و سوق النخاسة الاعلامية،

يظهر الفرق شاسعا واسعا بين المساند ،الملتزم و المتضامن و بين المنافق ومن مازال يبني الدساءس وينفث سموم الخيانة . رغم أن القضية برمتها و كما قلت في مقال سابق ،قد بدأت تتخلص تدريجيا من العقدة العربية . 


تلك الدموع والدماء لن تذهب سدى ،محور التضامن أصبح يتجه و يستقر في الغرب القريب من مراكز صنع القرار الداعمة للكيان أو المتحفظة عليه .
أعتقد أن من أول خيوط الأمل في هذه النكبة الثانية ،هو تحرر القضية ممايسمى الدعم العربي ، وقوع الكيان بكل ترسانته في فخ الجبهات السبع ، لازال الأمر عسيرا و منهكا للتساحال ، ضباط يقتلون داخل القرى اللبنانية ،خوف وهلع في الداخل ، طمأنة واهية على مستوى قيادة الأركان على بعد أسابيع من الانتخابات الأمريكية.  
 

عندما يدب الخوف في نفس المتغطرس و ينهكه  البحث عن أشباح حزب الله في الوديان و القرى و عن مجاهدي الكتائب  في المستشفيات و المدارس و محطات المياه فاعلم أن النهاية ستكون أمر من نكسة 1973م.


أظن أن صانع القرار في تل أبيب و في العواصم الداعمة ،يدرك حجم الفاجعة على عائلات الرهاءن ، لم يكن السنوار محاطا بالرهاءن كما كان يزعم المحللون الاستراتيجيون الكسالى ، و هاهي القيادات تمضي و الوضع لا يتغير ، انهاك ما وراءه إنهاك ، تتوجه حركات المقاومة للقيادات الجماعية و هذه خطة جيدة لو أحسنت المقاومة إعادة الهيكلة في وقت قياسي ، هذا ليس جديدا على حركات التحرر الوطني ، ففي هيكلة جبهة التحرير الوطني الجزائرية مثلا  درس و تجربة ،على المقاومة الأخذ بمثل هذه التجارب و المضي قدما باستغلال الدعم في العواصم الغربية و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، و على مستوى شبكة المجتمعات المدنية الحية في أوربا، آسيا و أمريكا الجنوبية . 
 

يبقى غياب السنوار مؤثرا على ساحة المشروع الوطني الفلسطيني ،لما يحمله من معان سامية في الإقبال و الإباء ، و من رمزية سامية في الإيمان بالقضية .

التعليقات (0)