- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
محمد مصطفى شاهين يكتب: القدس هي المحور
محمد مصطفى شاهين يكتب: القدس هي المحور
- 1 مايو 2022, 7:34:43 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ونحن في رحاب يوم القدس العالمي والذي يتزامن مع الجمعة الأخيرة من شهر رمضان نجحت المقاومة الفلسطينية بأن تكون الارتكاز الحقيقي في معادلة مواجهة الاحتلال وجرائمه وكان لكتائب القسام وإخوانهم في غرفة العمليات المشتركة دور طليعي في ذلك، ويحظى يوم القدس بأهمية كبيرة لدى محور المقاومة وشعوبها بعد أن تركزت مهمة محور المقاومة في ربط الخطوط الجهادية الرافضة للاحتلال والمراكز الثورية الاسلامية بعضها ببعض و بالعادة يتم تسمية المحور لأنه النقطة التي تتقاطع بها المراكز فكانت القدس هي المحور لأنها النقطة التي تجتمع بها مراكز المقاومة الإسلامية المختلفة في لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن وكل من سار في درب الدفاع عن قضية الإسلام المحورية وهي القدس.
ببساطة وبعيداً عن التعقيدات فإن محور المقاومة يعتبر الدفاع عن القدس أولوية قصوى وهو ما برز جلياً في دعم المقاومة الفلسطينية عبر تاريخ الصراع مع الاحتلال في مختلف المجالات سياسياً ولوجستياً وشعبياً وما خروج الملايين جماهير اليمن ولبنان وطهران وسوريا وباكستان وفلسطين دعماً ونصرة للمسجد الأقصى إلا دليل جديد على صوابية بوصلة المقاومة ،واليوم يمتلك المحور من الإيمان الراسخ والرؤية الرشيدة والقدرات العسكرية والتقنيات الدفاعية ما يمكنه من النجاح في التصدي لهذا السرطان الموجود في قلب الأمة الإسلامية المسمى(إسرائيل) وازالته من خلال توفير المزيد الدعم لفصائل المقاومة والتحرك النوعي والتنسيق المستمر بين قادة المقاومة في الساحات والجبهات ومعرفة نقاط ضعف الاحتلال وما يملك من أدوات وتوظيف تلك المعلومات لتكون ركائز هامة تمكن المقاومة من تنفيذ خططها التكتيكية بالاعتماد على جوهر المعركة القادمة ولا شك أن فلسطين والمقاومة في قطاع غزة تمثل العمود الرئيسي لهذه الخطة الاستراتيجية وخط الدفاع الأول عن القدس وهو ما شاهدناه حقيقة ساطعة في معركة سيف القدس التي لا تزال تداعيات انتصار المقاومة فيها حاضرة وبقوة في معادلة الردع التي فرضتها على الاحتلال.
وكانت كلمة القائد يحيى السنوار أمس حملت رسائل قوة تعبر عن روح المقاومة ومن هذا المبدأ فان القدس حاضرة في محور الصراع والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني وهو ما تابعته المقاومة الفلسطينية خلال شهر رمضان في أحداث القدس وإرسال رسائل لا تحتمل التأخير بأن خطوطها الحمراء ذروة سنامها المسجد الأقصى وهو ما خلق حالة ردع متقدمة في وجدان قادة الاحتلال تمثل في منع المجرمين الصهاينة و الارهابي بن غفير و اتباعه من دخول المسجد.
ولذلك فان نظرة الى واقع الحياة التي تعيشها مدينة القدس والمسجد الأقصى يؤكد لنا عظم هذه المدينة التي لا تزال صامدة في وجه التهويد وجرائم الاحتلال بقوة بعزيمة بانتظار معركة التحرير التي باتت قريبة بعد أن أضاءت معركة سيف القدس الطريق بما حققته من انتصار لا زالت تجلياته بعيدة المدى.
ونستنتج من ذلك توسع الإطار الثوري لقضية القدس وازدياد الالتفاف الإسلامي حول هذه المدينة المقدسة التي تعد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فامتدت في وجدان وعقيدة الأمة كصراع بين الحق والباطل بجذورها التاريخية وظروفها السياسية فمنذ احتلالها ولا زالت التضحيات عميقة ومستمرة في مواجهة الاحتلال وأدواته من التطبيع والتنسيق الأمني، وفي ظل تلك الظروف ارتفعت رايات المقاومة في ساحات المسجد الأقصى وتعالت الهتافات باسم كتائب القسام والقائد محمد الضيف ورموز المقاومة مما مثل تحريراً معنوياً للمسجد الأقصى مقدمة لمعركة وعد الآخرة التي باتت قريبة.