- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
محمد عبد المجيد : خواطر عن إسرائيل!
محمد عبد المجيد : خواطر عن إسرائيل!
- 12 مايو 2021, 12:08:12 ص
- 868
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أول مرة أكتب في صحيفة نرويجية ( آفتينبوسطن) بلغة نرويجية ركيكة كانت عام 1979 أي بعد وصولي إلى أوسلو بعامين.
اتهمت رئيس قسم الاستعلامات بالسفارة الإسرائيلية أنه كاذب لأنه كتب مقالا عن منظمة التحرير الفلسطينية، وقلت بأن الإرهاب الحقيقي هو دولة إسرائيل.
ردّ عليّ، كوهين رئيس قسم الاستعلامات، في نفس الصحيفة زاعما أن محمد عبد المجيد إرهابي يدعم منظمة إرهابية، فلما أرسلت ردّي لم تقبله الصحيفة بحجة أن الموضوع تم إقفاله،
رغم أن حقي في الرد الثالث محفوظ، لكن في نهاية السبعينيات كان انتقاد إسرائيل أم الجرائم.
صديق فلسطيني كان يعمل بفرز البريد في أوسلو، اتصل بي ليشكرني. السبب أنه شاهد مظروفات بها مجلة (طائر الشمال)
موجهة إلى الزميل جاك خزمو رئيس تحرير مجلة البيادر السياسي والعنوان ( عن طريق إسرائيل ) وراق له كثيرًا أنني لم أكتب ( إسرائيل )!
لو قاطعت كل منتجات إسرائيل فلا أقاطع الكتاب أو الصحيفة، لذا اشتـــركت في ( جيروزاليم بوست )، فمقاطعتي لما تدفع به مطابع صهيونية خسارة لي.
عندما كان مجدي ابني(36 عاما) في الثامنة من عُمره جاءني مستنكرا وهو يقول: أراك قد أنهيت مقاطعتك لاسرائيل، أليس كذلك؟
نفيت ذلك تماما؛ فأخرج لي آلة موسيقية( لعبة) مكتوب عليها بخط صغير جدا وغير واضح: مصنوعة في اسرائيل! اعتذرت لمجدي أنني لم أنتبه لهذا.
وكبر مجدي وأصبحت لديه وزميل له أشهر فرقة موسيقية في النرويج. اصطدم مع رئيسة الوزراء عندما اتهمها بالجُبن لأنها وصفت وفاة آريل شارون بأنها خسارة لرجل دولة كبير. رفضتْ الاعتذار،
ورفض مجدي التنازل ووقفت الصحف اليمينية مع رئيسة الوزراء( حوالي 800 تعليق ضد مجدي في صحيفة يمينية واحدة) وانتهت المخاصمة بعد طلب مكتبها تذكرة لحفل موسيقي لمجدي وزميله شيراك.
في نهاية الثمانينات اتصل مسؤول بالسفارة الإسرائيلية ورغب في الاشتراك بمئة دولار في مجلة (طائر الشمال)، لكنني رفضت. وأبلغته عن طريق آخر بأنني سأرسلها للسفارة مجانا، ولم أرسلها!
كانت فكرتي أن المئة دولار ستدخل قسم الحسابات، ومعها اسمي. وبعد عدة أعوام تصبح كأنها مساهمة في المجلة. وبعد ربع قرن سيأتي من يقول بأنها كانت أجرًا على تعاون، وبعد نصف قرن يقرأ أحد أحفادي عن دعم مالي صهيوني لجده!
لو عُقد مؤتمر مصالحة كل يوم فأنا سأظل العربي الوحيد الذي يعتبر مقاطعة اسرائيل روحَ الايمان في صدري، فالاحتلال يظل استعمارًا ولو بعد مئة عام.
أول مرة أشاهدة شركة الخطوط الجوية الاسرائيلية(العال) في لندن كانت في يوليو 1972، ووقفت أمامها متخشبا ولم أصدّق أن الاحتلال على مبعدة أمتار مني.
المقاطعة شرف؛ على الأقل عندما تضع رأسك على الوسادة قبل النوم وتستدعي ضميرك لتحاوره، فيهنئك!
قاطعت محلات مكدونالدز لأكثر من عشرين عاما لأنها تدعم إسرائيل سنويا، وقاطعت محلات ماركس آند سبنسر لنفس الفترة خاصة خلال اقامتي في لندن لدعمها للاحتلال الصهيوني.
من عام 1977 إلى عام 1990 اشتركت أو قمت بمظاهرات في أوسلو ضد الاحتلال ال..هيوني لفلسطين أو الاعتداء على لبنان،
وعندما غضبت على أحبابي الفلسطينيين بسبب دعمهم لاحتلال صدام حسين للكويت.. وطنهم المضيف، لم تتأثر مقاطعتي أو أتعاطف مع الكيان الصهيوني.
عندما يمر أحد أبنائي أو أحفادي أمام قبري في يوم ما سيقول لمن معه: هنا يرقد رجل ظل مقاطعا لكيان الاحتلال الصهيوني منذ مهده إلى لحْدِه!