- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
محمد عبد القدوس يكتب : في ذكرى مولد محمد الغزالي شاهدت معجزة من عند ربنا
محمد عبد القدوس يكتب : في ذكرى مولد محمد الغزالي شاهدت معجزة من عند ربنا
- 23 سبتمبر 2021, 12:17:23 م
- 2815
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الإمام محمد الغزالي من أبرز علماء الإسلام في القرن العشرين ، وتأثيره كبير على ملايين المسلمين ، وأنا شخصيا كنت تلميذا مقربا منه وعرفت الحياة الزوجية السعيدة عندما تزوجت أبنته .
سألته قبل وفاته عن يوم لا ينساه في حياته ؟ توقعت بالطبع أن يحدثني عن يوم وهو يمارس عمله في الدعوة الإسلامية داعيا إلى الإيمان بالله بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد أستمر في هذا المجال نصف قرن من الزمان أو أكثر ! وفوجئت بما لم أكن أتوقعه! حدثني عن واقعة حدثت له وهو طالب في كلية أصول الدين ومحورها والده رحمه الله وقال: في هذا اليوم شاهدت معجزة من عند ربنا.
ويشرح ما جرى قائلا : عندما كنت طالبا في الأزهر الشريف لا أنسى اليوم الذي تلقيت فيه استدعاء عاجلا من أسرتي التي تقطن في قرية "نكلاالعنب" ! وسافرت على الفور وأنا اتوجس خوفا! وعندما وصلت رأيت المحل التجاري الذي تملكه أسرتي مغلقا وهو مخصص لبيع احتياجات أهالي البلدة، فازدادت مخاوفي، وأسرعت إلى منزلنا ورأيت ابي يصرخ من مغص كلوي أصيب به، وقد أعطاه الطبيب بعض الأقراص المخدرة، لكن الآلام أشتدت وبدا أن الأمر في حاجة إلى عملية جراحية.
وتركت المنزل وعدت إلى المحل الذي هو مصدر رزقنا، ووقفت مكان أبي أعمل وأنا خبير بذلك لأنني كنت أساعده أيام الأجازة الصيفية. ومضت عدة أيام واسرتنا تبحث عما يمكن عمله لشفاء رب الأسرة.. فأجور الأطباء والعملية الجراحية فوق الطاقة كما أن الجراحة غير مأمونة العواقب، فقد مات عم لي من جراحة مشابهة.
وحاصرني غم ثقيل، ولجأت إلى الله أدعوه بألحاح، وكنت في المحل عندما جاء رجل يشتري بعض الأغذية ولما قدمتها له قال في صوت حزين ومنكسر: ليس معي مال الآن! أنا مفلس وأقسم بالله أنه صادق.. فقلت له : خذ بضاعتك أنها هدية مني لك! وأنصرف الرجل غير مصدق ما سمع.
أما أنا فذهبت إلى ركن في المحل وناديت ربي: يا رب إن نبي الإسلام قال لنا: داووا مرضاكم بالصدقة ، فاسألك أن تشفي أبي بهذه الصدقة، وجلست أبكي وبعد ما يقرب من ساعة سمعت من يناديني من البيت وكان قريبا فذهبت على عجل وقد طاش صوابي، وفوجئت بأبي يستقبلني قائلا : نزلت هذه الحصاة مني، وكانت أكبر قليلا من حبة الفول.. لا أدري ما حدث لقد شفيت! وهكذا استجاب ربي لدعائي بأسرع مما توقعت..
وصدق الله العظيم :"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان".