محمد عبد القدوس يكتب : رأيي في ناصر لا يرضى عنه خصومه ولا أنصاره

profile
  • clock 1 أكتوبر 2021, 12:40:11 م
  • eye 536
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أراهن أن عنوان مقالي لفت نظرك وحضرتك تتساءل: إزاي رأيي في الزعيم الراحل لا يرضى عنه أحد .. فهو غير مقبول من أعداءه ولا أنصاره .. يعني كل المتناقضات ضده، وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب!! 

وأسارع إلى شرح وجهة نظري قبل أن يتحول كلامي إلى فزورة!! 


وأقول أن "ناصر" رحمه الله له إيجابيات عديدة، وهذا الكلام بالطبع يرفضه كل من يكرهه وتضرر منه!! 

ولكن والحق يقال أن قائد ثورة ٢٣ يوليو إنحاز إلى الفقراء وفعل الكثير من أجلهم، وهل ينسى أحد إنجازاته وعلى رأسها السد العالي، وتحويل مصر إلى دولة صناعية، والحياد الإيجابي وقيادة الأمة العربية، وكانت بلادي في عهده لها مكانة مرموقة بين دول العالم. 


وناصر له أخطاءه الفادحة، وهذا الكلام بالطبع يؤدي إلى زعل أنصاره!! وفي يقيني أنه المسئول الأول عن كارثة عام ١٩٦٧، ومازلنا نعاني من مرارتها وآثارها حتى اليوم! 

فهو قد "حسب الحرب غلط" بما قام به من مناورات سياسية، ودخلت بلادنا المعركة وجزء من قواتنا في اليمن!! وهو يتحمل مسئولية كبرى في الهزيمة العسكرية بإعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكشف ما جرى بلاوي النظام السياسي الذي يحكمنا، فهو قائم على الإستبداد السياسي، وفي عهده نمت مراكز القوى، ولا أحد يستطيع معارضتها، فالصحافة الحرة لا وجود لها بعدما تم تأميمها، والإعلام الحر في خبر كان! ولا وجود للمعارضة، فكل من يعارض  وراء الشمس، وهناك إنتهاكات صارخة في السجون، والولاء قبل الكفاءة في المناصب الأساسية، أو أهل الثقة أولا. 

وبعد البلوى الكبرى التي وقعت حاول "ناصر" إصلاح أخطاءه الجسيمة، وأصدر بيان ٣٠ مارس عام ١٩٦٨ بعد الإحتجاجات الشعبية التي قامت، ولكن كل ما تضمنه هذا الإعلان ظل مجرد حبر على ورق، وعمل على إعادة بناء جيش مصر العظيم الذي كان ضحية للأوضاع القائمة والسياسات الخاطئة، وخاض حرب الإستنزاف، لكن القدر لم يمهله فرحل إلى ربه وهو في أوائل الخمسينات من عمره، وجاء خليفته الرئيس الراحل "أنور السادات" ليطيح بنظام "ناصر" كله، وقاد مصر إلى نصر أكتوبر، وعادت الرأسمالية من جديد في عهد الإنفتاح، وكانت قد تضررت بشدة أيام الإشتراكية، ووقع ظلم صارخ على العديد من الأغنياء الشرفاء، لكن للأسف كان هذا الإنفتاح "سداح مداح" دون ضابط أو رابط! وتغيرت بلادي من جديد بدرجة ١٨٠ درجة، عجائب.


كلمات دليلية
التعليقات (0)