محمد عبدالقدوس يكتب : الاستبداد السياسي والتقييم الموضوعي

profile
  • clock 9 يونيو 2021, 12:45:36 م
  • eye 1003
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سبع سنوات مرت على النظام القائم في مصر، ويقول أنصار السيسي أنه حقق إنجازات ضخمة خلال تلك الفترة القصيرة. 


وعندي رأي في هذا الموضوع قد يكون مفاجأة لحضرتك ويتمثل في أنه لا يمكن تقييم إنجازات من يحكمنا في ظل أوضاعنا الراهنة! 

وأراهن أنك أعتبرت كلامي يدخل في دنيا العجائب، وتتساءل عن السبب الذي يدفعني إلى هذا القول! ووجهة نظري أن التقييم الموضوعي يتطلب قدرا معقولاً من حرية الرأي تستطيع من خلاله أن تذكر إيجابيات الحاكم وأخطاءه، وهذا غير متوفر حاليا، والنتيجة أنك تجد وجهات نظر متناقضة وعلى طرفي نقيض في تقييم من يحكم مصر حالياً. 

وإذا جئنا إلى أنصار السيسي نجدهم يؤكدون أنه قد حقق إنجازات ضخمة، وبالطبع مفيش أي أخطاء له!! وحتى إذا وجدت فلا يجرؤ أحد منهم ذكرها! فالحاكم في ظل الإستبداد السياسي له عصمة وإنتقاده ممنوع، ويعرض صاحبه للخطر، ويشكك في وطنيته فكل من ينتقد السيسي يبقى خاين وعميل وإخواني، ولذلك تجد أنصاره يتجاهلون أخطاءه، ويرفعون شعار "طناش"! أو قد يحاولون تمييعها وتفسيرها على هواهم، بل تجد من يدافع عنها بلا حياء!! 

وإذا إنتقلنا إلى الطرف الآخر أو المعارضين تجد أنهم لا يستطيعون تقييم الإنجازات التي تحققت! والسبب أنهم يرون بلاوي كبرى في الإستبداد الذي يحكمنا يتمثل في أمرين ..

أولهم السلطات المطلقة للرئيس، وأنه فوق أي مسائلة، ويحكم البلاد بقبضة من حديد، وترتب على ذلك مآسي كثيرة خاصة في الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، كما أن له السيطرة الكاملة على كامل مرافق الدولة، فلا يوجد أي فصل بين السلطات. 

والبلوى الثانية تتمثل في سيطرة الجيش على الحياة المدنية ببلادنا حيث تجده في معظم المرافق الأساسية، وله بزنس في مشروعات مختلفة معظمها خاضعا للجهات السيادية، وحرية الصحافة في أسوأ أوضاعها، وعدد زملاءنا الصحفيين الذين خلف القضبان كبير، ولم يسبق له مثيل في تاريخ مصر! 

وبالله عليك كيف يمكن لهذا الرأي أن يتحدث عن إنجازات السيسي ومشروعاته العملاقة. 

وألخص كلامي بعنوان موضوعي.. التقييم الموضوعي مستحيل في ظل الإستبداد السياسي الذي يحكمنا .. أليس كذلك؟ 

موضوعات قد تهمك:

المعونة الآمريكية وفخ التبعية

صحيفة: وفد من كتائب القسام برئاسة مروان عيسى يصل القاهرة

محمد الروبي : محمود عبدالعزيز النضج على نار هادئة

 

 


التعليقات (0)