- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
محمد عبدالقدوس يكتب : أسئلة ساخنة جدا لجيهان السادات 2
محمد عبدالقدوس يكتب : أسئلة ساخنة جدا لجيهان السادات 2
- 11 يوليو 2021, 1:19:10 م
- 677
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بدأت بالأمس في عرض الحوار الذي أجريته مع سيدتي المرحومة "جيهان السادات" عندما كنت أعمل بالصحافة الورقية، وأراه حوار غير تقليدي لأنه تضمن أسئلة ساخنة جدا لم يسبق أن طرحها عليها أحد من قبل!!
وأستكمل اليوم بقية الحوار..
"الوفاء والأمل المأسوف عليها"
سألتها عن "جمعية الوفاء والأمل" التي كانت ترأسها وأصبحت في خبر كان بعد رحيل "السادات" رحمه الله .. قلت لها: هذا دليل على أن الجمعية أعتمدت عليك وحدك وقامت على أكتافك، يعني "حاجة شخصية" والتبرعات تصل إليها من كل مكان لأن رئيسة الجمعية زوجة الرئيس؟
كان ردها: لا أرى في ذلك إتهاما، بل كانت الناس تتبرع بالداخل والخارج لأنني رئيسة الجمعية، وهذا صحيح، لكن وصفك بأن الجمعية "حاجة شخصية" أعترض عليه .. فهي مسجلة بوزارة الشئون الاجتماعية مثل كل الجمعيات الأخرى .. لكن المشكلة أن أحداً لم يهتم بها أحد بعدما تركتها، وهذا ما أحزنني بالفعل .. ولكن هكذا الدنيا.
"فرانك سيناترا وخوليو"
انتقل حواري معها الى سؤال شائق اخر، وهى التى شجعتنى على ذلك قائلة: هات ما عندك .. واضح أنك صحفي شاطر طالع لوالدك الله يرحمه وكان السادات "بيحبه" قلت لها : في أواخر السبعينيات أقيمت حفلات غنائية لبعض المطربين المشهورين تحت رعايتك عند سفح الأهرامات.
وقبل ان أكمل سؤالي قاطعتني: ود مضايقك ليه؟ هل الغناء حرام؟
قلت لها: لقد استغلها أعداء السادات، واستاء منها الناس في ذلك الوقت لان أوضاع مصر الإقتصادية كانت صعبة ثم تاتي سيدة مصر الأولى لتقيم حفلات ترفيهية دون مراعاة لمشاعر الفقراء والطبقات التي تعاني صعوبة الحياة.
أجابت بهدوئها المعتاد: و إيه رأيك أن هذه الحفلات كانت ايرادتها للجمعيات الخيرية التي ترعى هؤلاء البسطاء الذين تتحدث عنهم، وجمعت هذه الحفلات مبلغا كبيرا و أفضل دعاية للسياحة في مصر على مستوى العالم .. عندما يأتي "فرانك سيناترا" من أمريكا و"خوليو" من إسبانيا للغناء عندنا، وهم من أشهر المطربين العالميين في ذلك الوقت.
السادات في 10 سنوات"
انتقل حواري معها الى موضوع جديد .. سألتها سؤالاً ساخنا آخر: الرئيس الراحل انور السادات الذى عرفناه سنة 1971 رحمه الله مختلف عن السادات الذى عرفناه سنة 1981 ، بصراحة أصبح "زي" فرعون.
توقعت أن تحتج على جملتي الأخيرة تلك، وأن يقع مالا يحمد عقباه، لكنها قالت باستنكار ولكن في حدود : يا شيخ حرام عليك .. دة راجل من صميم الشعب وكان في قلب العمل السياسي قبل الثورة، ودخل السجن، وفصل من الجيش، فكيف تصفه بأنه فرعون؟
قلت لها بعد إتفاقية الصلح مع إسرائيل وصفه يهود العالم كله بأنه أعظم حاكم بالشرق الأوسط وفي تاريخ مصر كلها، واختارته مجلة "تايم" الأمريكية الشهيرة أعظم شخصية، ومن الطبيعي أن يصيبه الغرور، وأن ينظر باحتقار إلى من يعارضونه في بلادنا، بدليل أنه وضعهم جميعاً في السجن بعد ذلك.
أجابت قائلة: لو كانت شخصية الرئيس قد تغيرت لانعكس ذلك على تعاملاته مع أهل بيته أولا، ولكنه ظل كما عرفته دوماً بسيطا ومتواضعا، "ويمكن في الآخر بقى عصبي شوية زيادة" بسبب الضغوط عليه.
لم استسلم لإجابتها، بل قلت لها: يا سيدتي الدليل على صحة ما أقول أن آخر إنتخابات في عهده التي أجريت سنة ١٩٧٩ كانت سيئة جداً، وتم تزويرها بالكامل، وإسقاط كل المعارضين لإتفاقية كامب ديفيد، بعكس إنتخابات سنة ١٩٧٦ التي كانت فيها حرية نسبية.
وكانت إجابتها غير متوقعة بالمرة: أسمع كل الإنتخابات التي جرت منذ عبدالناصر وحتى حسني مبارك لم تكن سليمة، والحزب الحاكم لابد أن يكتسح دوماً.
أكتفيت جدا بهذه الإجابة التي كانت مفاجأة كاملة.