تكبير الخط تصغير الخط

طفلتي الحبيبة لم تتجاوز الرابعة من عمرها بعد، سمعتها الليلة الماضية تدندن مع نفسها “فري فري بالستاين فري فري بالستاين" كنت في غرفة المكتب وهي بغرفتها فرحت جدا جدا بهذه الكلمات المخلصة البريئة من طفلتي الجميلة.

اقتربت منها وأنا لا أعرف إن كانت ستدرك ما سأقوله لها أم لا فهي بالكاد بلغت الشهر الثامن بعد سنتها الثالثة، ولكنها تتلعثم قليلا في التحدث إلا أنها تحاول أن تدرك كل ما يدور حولها.

هدى يا حبيبتي فلسطين والأقصى هي قضيتك الأزلية يا محبوبتي كما كانت قضية أبيك وجدك وجد جدك، فاكرة يا هدى البورتريه اللي اشتريته ليكي ومرسوم فيه المسجد الاقصى وعلم فلسطين ذو الألوان “أخضر - أحمر_ أسود- أبيض”.. مهما حاولوا يا طفلتي أن يفهموك أن الدنيا تغيرت وأن الصهاينة جيراننا وبيننا وبينهم معاهدة سلام.. مهما قالوا لك أن المعاهدة المشؤومة جعلت حرب أكتوبر 1973 هي آخر الحروب بيننا وبينهم.

لا تصدقيهم يا طفلتي فهؤلاء الصهاينة لازالوا يقتلون أخواتك.. يقتلون أهلك.. يتآمرون على وطنك بل والأدهى يا طفلتي أنهم يستخدمون أناس منا في تحقيق أهدافهم التوسعية المجرمة على حساب شعب أعزل، خذله الجميع يا ابنتي.. هزمهم العرب والمسلمين قبل أن تقتلهم إسرائيل.. خذلهم المجتمع الدولي الكاذب الكذاب الذي ما فتئ يتحدث ويدندن عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ويغض الطرف عن جريمة إبادة جماعية تقع بثا مباشرا أمام العالم أجمع.

كانوا يقولون لنا ونحن صغار إن القدس قضيتنا وفلسطين أرضنا ولكن أهلها هم من باعوا أرضهم لليهود، لا تصدقي هذا يا طفلتي الناس هناك يقاومون يقاتلون يصبرون على جرائم أقذر أهل الأرض.

من النهر إلى البحر جميعها أرض فلسطينيا ابنتي.. الصهاينة يا طفلتي أعداؤنا يريدون استئصالونا.. لا تصدقي يا حبيبتي أبدا أنهم جيران أو أصحاب سلام.. هم أعداء.. أعداء إلى يوم الدين وسننتصر عليهم وسنصلي يوما ما في بيت المقدس دون تأشيرات دون معيقات وهذا هو حلم أبيك يا طفلتي فليكن حلمك أنت وأبنائك أيضا.