تكبير الخط تصغير الخط

ذكر المدعو كولومبوس عدد من الحجج حول طوفان الأقصى وجعل من الثلاثي العربي (السعودية والأردن ومصر) وغيرهم هم الضحية وفي دائرة المظلومية وحمل مسؤولية التبعات التي تحدث الان المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة والرد عليه على النحو الآتي :

يقول أن السعودية والأردن ومصر لم يشعلوا أحداث 7 أكتوبر لكنهم تحملوا تبعاتها، بينما إيران وحماس هم من أشعلوا النار ووقفوا متفرجين على تهجير أهل غزة!

حقيقة عندما أشعلت المقاومة الفلسطينية ومحورها طوفان الأقصى، قلتم عن حماس أنها إرهابية وأن 7 أكتوبر عمل إرهابي وهذا ليس افتراء ولا جناية عليكم بل وسائل الإعلام لديكم وصحفكم كـ"عكاظ" ومؤثرين في مواقع التواصل قالوا هذا الكلام.

فكيف تصنفون المقاومة إرهابية من الأساس؟ وفعلها ضد الكيان الصهيوني عمل إرهابي؟ وأنهم سبب معاناة الفلسطيني في غزة؟ كيف يسوغ العقل والمنطق أن يكون المدافع عن أرضه ووطنه ضد المعتدي والمحتل هو الإرهابي؟ وهو يدمر وطنه وشعبه بالدفاع عن أرضه وعرضه خصوصا أنه صمد ويقاتل ضد الكيان الصهيوني وأمريكا وأدواتها طوال 460 يوما؟!

الأمر الآخر، ما هي التبعات التي تحملتها (السعودية والأردن ومصر) ولم تتحملها المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة؟

هل تبعات العرب السياسية في قضية التهجير هي نفس تبعات تدمير البنية التحتية في غزة ولبنان وقتل القادة في حماس وحزب الله وقتل العلماء في إيران وقصف المنشآت الحيوية والنفط والكهرباء في صنعاء والحديدة؟ مع العلم محور المقاومة كان يعتز ويفاخر بدلك ولم يمن ذلك على أهل غزة وفلسطين.

هل بعد كل هذا نقول محور المقاومة كان يتفرج ولم يتحمل تبعات طوفان الأقصى.. ما لكم كيف تحكمون؟!

ثم لماذا نسلم بقضية تهجيير أهل غزة من فلسطين وكأن الأمر قد حدث ونتسابق في رمي التهمه والجرم -التي لم تحدث حتى الآن- على القسام ومحور المقاومة؟

هل عندما يعجز العدو الصهيوني وأربابه الأمريكي عن تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في تهجير مليونين و300 ألف غزاوي بقوة الحديد والنار من غزة فيقوم بفرض تهجير أهل غزة على من طبعوا معه -وهم الثلاثي- يصبح ثقلا وتبعات تتحملها هذه الدول؟

هل هذه الفرضية لغة منطقية وعقلية لها أرضية صلبة في الواقع أم الصواب والمنطق أن يكون فشل صهيوني أمريكي ذريع ويريدون يرمون فشلهم وأخفاقهم على من طبعوا معهم بعدها يأتي من طبع مع الأمريكي والصهيوني يتهم من دافع وقاتل وصمد في وجه مخططات التهجير عن أرضه أنهم رموا العبء والثقل على من كان ضد 7 أكتوبر ولم يشعل الحرب؟

أما قضية صمت المقاومة ومحورها عن الابتزاز الصهيوني الأمريكي للسعودية والأردن ومصر لم يصمتوا بل صدرت بيانات وردات فعل من إيران التي رفضت ابتزاز السعودية واعتبرت التهجير جرما غير مقبول ورفض المساس بسيادة السعودية ووحدة أراضيها.

وكذلك مواقف حماس الشديد والحازم رفض مس سيادة المملكة وأحقية أهل فلسطين في العيش في أرضهم والتحذير من غطرسة ترامب وكذلك أنصار الله في اليمن استنكروا الأمر ودعوا إلى استغلال الفرصة الأنسب للوحدة بين العرب والمسلمين ضد مخططات وأطماع الأعداء.

فأين هو الصمت والسكوت وعدم الاهتمام من المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة؟

يطرح المدعو كولومبس نقطة غياب المظاهرات التي تصدح كل جمعة من مختلف البلدان خلال طوفان الأقصى ويتساءل مستنكرا غياب المظاهرات بعد طوفان الأقصى وطرح نقطة التهجير!

ونحن نقول له كيف تتساءل عن حاجة غير مقتنعين بها، بل كان هناك سخرية وتهكم على هذع المظاهرات فكيف تتساءل عنها الآن؟

إذا حدثت مظاهرات سخرتم منها وسلطتم عليها سهام الانهزامية والتقليل منها عبر الماكينات الإعلامية، وإذا توقفت المظاهرات ربطتموها بموقف التهجيير، فضلا عن مواقف محور المقاومة من التهجيير مرفوض وطرحنا الأمثلة في الأعلى فهذه الحجة باطلة داحضة منسوفة من الأساس.

يتساءل المدعو كولومبس عن اختفاء الجميع بعد حديث ترامب عن تهجيير أهل غزة في الدول الثلاث ويرفع من صيت السعودية أنها وقفت بحزم لتتصدى له أمام العالم، متهما المظاهرات التي خرجت لطوفان الأقصى أنها فعلة فاعل وليس عفوية حماسة للمسلمين.

الرد:

أما حديثك عن اختفاء الجميع حول حديث ترامب عن التهجيير فهو كمن يرى الشمس تشرق من الشرق، ويقول مكذبا عينه وعقله وضميره ويقول: "لا، الشمس تشرق من الغرب وتغرب من الشرق".. أو كمن يرى لون الليل أسود فيكذب بصره وعقله ويقول: "لا، لون الليل أبيض ناصع البياض".

فحقيقة الأمر يا كولومبس أنك اغلقت عينيك وأذنيك عن 3 بيانات أصدرتها حماس تستنكر على ترامب فعل التهجير.

كما أغلقت بصرك وسمعك عن تصريحات وزير الخارجية الإيراني الذي سخر من ترامب واقترح له نقل الصهاينة إلى جزيرة جرينلاند تهكما وسخرية حول اقتراح ترامب تهجيير أهل غزة.

كما أن قلبك وبصرك أغفل عن سماع عبدالملك الحوثي حينما أهان ترامب ووصفه بالأحمق والغبي والأرعن وأنه يفكر أهل غزة سلعة تجارية للمزايدة، مؤكدا عدم هجرتهم وخروجهم من أرض فلسطين مهما كانت المغريات.

أما قولك حول السعودية وقفت أمام العالم وتصدت لترامب، فهو كحال الشخص الذي يثق بصديقه يعطيه أسراره الخاصة بعدها يغدر به الصديق ويكشف أسراره أمام العالم فكيف ستكون ردة فعله!

رغم ذلك، تستطيع السعودية أن تلوح بأوراق كثيرة منها قطع الاستثمار مع الأمريكي الذي نمشي مع التسمية جدلا وهو 600 مليار دولار، أليس بمقدور المملكة فعل ذلك بعدما أخذ الحليف يتعمد استفزاز وابتزاز المملكة فيما يخص تهجيير أهل فلسطين ونقلهم في أراضي المملكة؟!

أما فيما يخص أحداث ثورات الربيع العربي وربط ذلك أجندات دولية في عمل خطط وأهداف منها طوفان الأقصى لحرق الدول العربية ودخول حرب استنزاف، كما تقول.

اختصر عليك الكلام حتى لا تخرج عن الموضوع الأصلي وأحيلك إلى قول الأمريكي ديفيد وارمرز (المستشار والمسؤول عن قسم الشرق الأوسط في فريق ديك تشيني (نائب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش):

"من ضمن خطتنا في المنطقة لابد أن ننتبه للإعلام.. الإعلاميون العرب كلهم أعداء وكلهم ضد السامية وكلهم يمكن أن يشكلوا معسكر الخصم لكن لابد أن نجد إسطبلا من الإعلاميين العرب يشبه سفينة نوح، الأحصنة في هذا الإسطبل وظيفتهم أن يقولوا دائما إن سوريا وإيران هما المشكلة أما الحمير فهم من يصدقوننا بأننا نريد الديمقراطية أما حظيرة الخنازير الذين يقتاتون على فضلاتنا فمهمتهم كلما أعددنا مؤامرة أن يقولوا أين هي المؤامرة".