- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
محللون يضعون أجندة خيارات نتنياهو ومستقبله السياسي بعد استقالة جانتس
محللون يضعون أجندة خيارات نتنياهو ومستقبله السياسي بعد استقالة جانتس
- 10 يونيو 2024, 2:13:37 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يرى محللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيستمر في مسلسل القتل الدموي والمتطرف في تعامله مع أزمة استقالة وزير الدفاع جانتس ورئيس الأركان أيزنكوت.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي بأن غانتس وأيزنكوت دخلا مجلس الحرب وهما على خلافات مع نتنياهو، وتحت شعار الوحدة خلال الحرب، وطوال الثمانية أشهر شعرا بأنه يخدعهما ويكذب عليهما ويخفي المعلومات ويراوغ.
وتابع عنبتاوي : "خلال تلك الفترة تأكد غانتس وأيزنكوت أنهما خسرا ولم يندمجا أو يشكلا حالة معارضة، فخسرا من شعبيتهما ومن عدم انضمامهما للشارع.
وبحسب عنبتاوي فان ما حصل مؤخرا من استقالات وتطورات من شأنه ان يؤسس لتقوية المعارضة الشعبية لنتنياهو وازدياد الحكومة تطرفا وعنفا ، في غزة والضفة وازدياد حدة المواجهات مع جنوب لبنان وفي هذه الحالة ستكون خسائر أكبر للاحتلال.
كما وتوقع عنبتاوي ازدياد الشروخ الأفقية والعامودية لدى الاحتلال نتيجة التطورات الداخلية الأخيرة، بالإضافة إلى ضيق أكثر في خيارات نتنياهو وانصياعه أكثر لطلبات بن غفير وسموتريتش، وزيادة عزلة الاحتلال وقدرة أمريكا على المفاضلة بين حمايته، والدفاع عن مصالحها وضعف المنعة الداخلية للمجتمع والجيش أكثر.
وأعاد عنبتاوي تأكيده بأن الاحتلال في هذه الفترة يتفكك ويتخبط في الخيارات وابتلاع الهزيمة وعدم تحقيق أي هدف، وتزامنا مع ذلك العالم سيزداد رفضا لسياسة الاحتلال وستتعزز العزلة وفرض العقوبات وسحب الاستثمارات وتفعيل المؤسسات والمحاكم الدولية وتبني السردية الفلسطينية .
ولفت إلى أن استقالة غانتس لا تعني أنه مسالم، بل على العكس فهو "متعمق في الصهيونية وهو المسؤول عن حرب 2014 على غزة".
من جانب آخر أكد فريد أبو الظهير الصحفي والكاتب السياسي بأن خيارات نتنياهو بعد الاستقالات ستبقى كما هي وفي مقدمتها: البقاء في الحكم، والاستمرار في نفس السياسة، والسعي لتحقيق أهداف ملموسة، كإطلاق سراح أسرى آخرين، أو اغتيال شخصيات رفيعة المستوى من المقاومة.
وشدد أبو ظهير بان هذا الخيار أيضا سيكون مكلف جدا؛ لأن الضغط يزداد يوما بعد يوم، خاصة مع انسحاب غانتس من الحكومة وتابع :" الآن نتنياهو يشعر بالوحدة مع فريق يمثل الليكود والمتدينين المتطرفين. فقد كان وجود غانتس في الحكومة يعطيه غطاء وقوة لتنفيذ ما يريد.
وعن الخيارات الأخرى قال أبو ظهير :" سيكون الخيار الآخر لنتنياهو هو الذهاب إلى انتخابات، وهذا هو أسوأ سيناريو بالنسبة له، لأن محاكمته على الفساد والفشل في السابع من أكتوبر سيلاحقه مباشرة بعد حل الحكومة. وبالتأكيد، فإن هذا الخيار سيخدم خصومه الذي ازدادت شعبيتهم خلال فترة الحرب، خاصة وأنهم عزفوا على وتر تحرير الأسرى.
وختم :" سيحاول نتنياهو جهده للتمسك بالخيار الأول رغم صعوبته، ولن يترك منصبه إلا مكرهاً، وإلا تحت ضغوط محلية ودولية كبيرة.
ومساء أمس أعلن عضوا مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وغادي آيزنكوت استقالتهما من حكومة الطوارئ الإسرائيلية.
ودعا غانتس في خطاب استقالته رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن.
وقال غانتس: "نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، وقرار الخروج من الحكومة، معقد ومؤلم". وأضاف: "نتنياهو يحول دون تحقيق نصر حقيقي. الاعتبارات السياسية في حكومة نتنياهو تعرقل القرارات الاستراتيجية في حرب غزة".
ودعا قادة الأحزاب إلى الوقوف بجانبه من أجل إجراء انتخابات لتشكيل "حكومة وحدة وطنية صهيونية قومية".
بدوره رأى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية د.مصطفى البرغوثي أن "خطاب استقالة غانتس أكد أن نتنياهو هو الذي يعيق الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى وانهاء الحرب وليس الجانب الفلسطيني".
وأضاف "الاستقالة وجهت ضربة جديدة لنتنياهو الذي يريد مواصلة المجازر والإبادة الجماعية، ونرى فيها إقرار مسبقا بهزيمة آلة الحرب الاجرامية في قطاع غزة".
من ناحيته، ربط الكاتب محمد القيق بين الاستقالات والموقف الأمريكي من نتنياهو، قائلا "الأمريكي يحتاج لحرب واسعة، ولكن في الوقت نفسه يريد لنتنياهو وحده خوضها، وقرار استقالة الثلاثي وخاصة "غانتس" و"آيزنكوت" ليس مستقلا؛ فمن أسس مجلس الحرب هي أمريكا ومن يسمح بتفكيكه هي أمريكا أيضا.
وأوضح القيق أن "هزيمة الجيش في غزة ساحقة، ولو لمس الأمريكي بصيص انتصار فيها لأبقى غانتس في المجلس، وفي الوقت ذاته فالمشهد غير ذاهب للهدوء، وهنا تلتقي مصلحة أمريكا بحرب واسعة يقودها نتنياهو ونتيجة الفشل ستكون ضده، ونتيجة النجاح "المستبعد" تسمى انتصارا لـ"إسرائيل" والذي ضمنا حدده غانتس أنه داعم للحرب بعمومية ألفاظ دبلوماسية".
وشدد على أن الاستقالات على الصعيد الميداني ستنعكس سلبا على معنويات الجيش، "وهذا سيقود لاستقالات كبيرة وتراجع لروح القتال أكثر، وذلك بالتزامن مع إحباط يتراكم ببدء المعارضة اللعب في الميدان على وتر فشل وشيطنة نتنياهو، ما يعني المردود الاستراتيجي الخطير على الوجود للدولة التي عانت أصلا قبل 7 أكتوبر من انقسام، واليوم انقسام وهزيمة وترهل وضياع للردع وعزلة دولية وتهديد وجودي حقيقي".
من جهته، أوضح المستشار القانوني نعمان عابد أن "استقالة غانتس التي كانت متوقعه بعدما بات وجوده في حكومة العدوان وعدمه سيان، إثر تجاهل نتنياهو مؤخرا لكل من بني غانتس وايزنكوت، هذه الاستقالة لن تؤثر على وجود الحكومه التي لا زالت تحظى بالأغلبية المطلوبة في الكنيست، ولكن الاستقالة تؤكد على وجود تصدع داخل قيادة دولة الاحتلال خاصه فيما يتعلق باستمرارية العدوان واهدافه، وفيما يتعلق بالفشل العسكري الميداني وكذلك في عدم الاتفاق على ما يسمى باليوم التالي لانتهاء العدوان ومصير قطاع غزة".
وأضاف "بعدما شعر غانتس ان نتنياهو يستغل وجوده لتبرير ما يقوم به التي جزء منها يتعلق بالأهداف الشخصية له في اطالة امد العدوان وادارته لصالحه وليس لصالح دولة الاحتلال، وهذا أدى إلى انخفاض شعبية غانتس وحزبه بشكل ملحوظ وتخفيض الفارق بين الليكود ومعسكر الدولة".
ولفت إلى أن نتنياهو بين خيارين احلاهما مر، إما الاستمرار في حكومة اليمين وهذا سيؤدي إلى المزيد من تكبيل يديه من بن غفير وسموتريتش ومن الخلافات مع الادارة الأمريكية وغيرها، او الدعوه إلى انتخابات جديده في دولة الاحتلال ضمن مؤشرات تفيد خسارة إتلافه للحكم".
وكان الوزير في حكومة الحرب "الإسرائيلية"، بيني غانتس، أعلن مساء الأحد، استقالته من الحكومة بعد "مشاورات سياسية".
وقال غانتس في كلمة له: "نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، ومن المناسب أن نذهب في الخريف إلى الانتخابات".
وأضاف أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "يعرقل قرارات استراتيجية مهمة لاعتبارات سياسية".
وأردف: "أدعو نتنياهو للتوجه إلى إجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن وتشكيل لجنة تحقيق وطنية"، مستدركا أنه "لابد من انتخابات تأتي بحكومة وحدة حقيقية صهيونية وطنية".
وأوضح أنه انسحب من الحكومة لأن "نتنياهو يمنعهم من التقدم نحو تحقيق النصر الحقيقي".
وقال غانتس لعائلات الأسرى: "فعلنا الكثير لكننا فشلنا في إعادتهم إلى بيوتهم، إنني أقف وراء الخطوط العريضة التي أقرتها حكومة الحرب وأطالب نتنياهو بالشجاعة للمضي قدما فيها".
وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 37 ألفا و84 شهيدا، وإصابة 84 ألفا و494 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
قدس برس