مجدي الحداد يكتب: ما بين كسوفو وغزة

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 26 مايو 2024, 9:07:43 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أتذكر أن حلف الناتو ، ومنذ حوالي 25 عاما ، وتحديدا في 24 مارس /آذار عام 1995 قد قصف صربيا جويا ، ولمدة 11 اسبوع لإنهاء الحرب الدموية ضد سكان كوسوفو المدنيين لرغبتهم في الانفصال عن يوغسلافيا السابقة ــ شأنهم في ذلك شأن العديد من الجمهوريات اليوغسلافية الصغيرة السابقة ، والتي انفصلت عن يوغسلافيا ككرواتيا ، ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود و غيرهم .


والمفارقة هنا هو في ازدواج المعايير اللاإنسانية الظالمة ، والتفريق المغرض بين أحداث كوسوفو وما يحدث في غزة . علما بأن ما حدث ، ولا يزال يحدث بغزة ، يفوق ما حدث بكسوفو عشرات المرات ، من القتل الجماعي والمذابح الجماعية المتعمدة ، وفي أماكن قد حددها مسبقا الاحتلال الصهيوني للمدنيين بالنزوج إليها ، وحتى إذا ما انتقلوا إليها عاد وقصفهم مرة أخرى .
 

ولا يمكن أن تجرأ دولة الكيان بتحدي العالم كله ومنظماته الدولية لولا الغطاء الأمريكي العسكري والسياسي الظالم لقوات الاحتلال الصهيوني . الأمر الذي يستوجب هنا تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ، و التدخل الأممي العسكري لحماية المدنيين والمرضي من القصف الانتقامي الإستئصالي والمتعمد للمدنيين في غزة ، خاصة وبعد صدور قرارت إدانة من كل من محكمة العدل الدولية ومحكمة الجزاء الدولي .
 

لذا فإن الضمير العالمي والإنساني يستوجب الآن ، وبشتى السبل ، الدعوة إلى تدخلات عسكرية أممية و بموجب الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة ، وذلك أسوة بمواقف مشابهة ، وكانت حتى أقل دموية وكارثية ، و قد وقعت في مناطق محتلفة من العالم من قبل ، وكما حدث فضلا عن كسوفو ، في العراق وغيرها  .
غزة تستحق أكثر من هذا ، وأكثر من تطبيق الفصل السابع .

كلمات دليلية
التعليقات (0)