- ℃ 11 تركيا
- 24 ديسمبر 2024
مترجم| محلل مختص بالطيران الإسرائيلي: صواريخ حزب الله..إلى أي حد هي خطرة حقاً؟
انتقل من التحليل إلى التخيل
مترجم| محلل مختص بالطيران الإسرائيلي: صواريخ حزب الله..إلى أي حد هي خطرة حقاً؟
- 26 نوفمبر 2023, 6:38:39 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال الصحفي الإسرائيلي المختص بأخبار التكنولوجيا والحروب الجوية، نيتسان سادان، إن الترسانة الصاروخية التابعة لحزب الله تمثل سرّ قوته، فقدرته على إطلاق رشقات نارية مكثفة من خلال قاذفات مخفية هي أمر شديد الخطورة، وما من شك في أنها تثير قلق كثيرين من الإسرائيليين.
وقدم "سادان" في مقال له بموقع "كالكاليست" العبري، أمس السبت، لمحة معمقة بشأن ترسانة صواريخ حزب الله، ونظرة في مزاياها، وعيوبها، وقيودها الطبيعية،كويف يمكن لجيش الاحتلال الإسرائيلي التعامل مع هذا التهديد.
وأوضح "سادان" أن التقديرات تفيد بامتلاك حزب الله أكثر من 150 ألف مقذوفاً وصاروخ أرض - أرض. منوها أن الرقم يُعتبر كبيراً بكل المقاييس؛ إذ لا يوجد كثير من الدول في العالم تملك صواريخ أكثر في مخازنها.
وتساءل الصحفي الإسرائيلي: "كيف وصل هذا العدد الكبير من الصواريخ إلى التنظيم؟" قبل أن يجيب: "لا يعاني التنظيم جرّاء نقص في وسائل إدخال الوسائل القتالية إلى لبنان: سواء عبر البر من إيران، مروراً بسورية، أو بواسطة السفن، عبر موانئ لبنان، وفي أكثر من مرة، تمكّن التنظيم من إجراء عمليات نقل شديدة السرية للسلاح، عندما حاول جلب وسائل قتالية خطِرة، على غرار بطاريات متنقلة مضادة للطائرات".
وعلى الرغم من أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، لا ينفي، ولا يؤكد شيئاً بهذا الخصوص، يزعم "سادان" بأن شحنات حزب الله السرية كانت تميل إلى الانفجار بصورة عشوائية في الطريق، وهو ما يفسره ساخرا بصفته حوادث إعجازية.
أبرز صواريخ حزب الله
وأشار "سادات" إلى أنه بعد حرب لبنان الثانية في سنة 2006، قام حزب الله بتجميع صواريخه، صواريخ من كل نوع ممكن، ترسلها إيران، أو يمكنها وضع يدها عليها، أو إنتاجها، أو يمكن للمال الإيراني شراؤها.
ويستعرض الحفي الإسرائيلي أبرز هذه الصواريخ، لافتا إلى ان أكثر من نصف الترسانة الصاروخية في الجنوب اللبناني مكونة من صواريخ غراد وما يشاكلها: صواريخ 122 ملم لمدى يتراوح ما بين 20 و40 كيلومتراً. إن دقة هذه الصواريخ منخفضة جداً، لكن هذا لا يزعج حزب الله؛ إذ إن الفكرة الكامنة وراء رشقات مدفعية كبيرة هي إثارة الخوف، لا الإصابة المحققة للهدف، وفق تعبيره.
وأوضح "سادان" أن المستوى الثاني من الصواريخ، هو الصواريخ الثقيلة؛ هنا أيضاً صواريخ تعرفها إسرائيل، وتعرف كيف تعترضها جيداً: فجر 5 الإيراني، الذي تقوم فصائل القماومة الفلسطينية في قطاع غزة بإطلاقها إلى آماد تصل إلى 75 كيلومتراً، إلى جانب صواريخ خيبر 1 التي يستخدمها حزب الله، والتي يصل مداها إلى 100 كم.
يضاف إلى هذه الصواريخ، سلاح أكثر قدرةً على التدمير: إنها صواريخ يُطلق عليها اسم زلزال 1 وزلزال 2، التي يصل مداها إلى 210 كيلومتراً. يمكن لهذين الصاروخين حمْل رؤوس متفجرة تبلغ 600 كيلوغرام، لكن مبنى ومسار طيران هذه الصواريخ لا يمكن أن يكون معقداً في عملية اعتراضه، بصورة تتجاوز تعقيد اعتراض صاروخ عادي، وفق قول "سادان".
ويشرح "سادان": "عليكم الانتباه إلى أنه كلما كان الصاروخ أكبر، فإن منصة إطلاقه ستحتوي على فوهات إطلاق أقل، وهذا ما سيدفع العدو إلى تشغيل عدد أكبر من الآليات من أجل إطلاق رشقة كبيرة. يعرف حزب الله أن الجيش الإسرائيلي قادر على تحديد أي نقطة إطلاق للصواريخ في لحظة إطلاقها، وتسديد قنبلة، أو صاروخ، أو قذيفة إليها. وهكذا، فكلما قام العدو بإطلاق الصواريخ، كلما قلّ عدد منصات الإطلاق التي يملكها".
وأضاف: "في رأس الهرم المدفعي الإيراني، توجد صواريخ بالستية يُطلق عليها اسم الفاتح 110، ويصل مداها إلى 250 كيلومتراً وأكثر، وهي في الواقع، نسخ موجهة من صاروخ زلزال، تستخدم نظام تحديد الموقع من أجل تصويب مسارها وتوجيه نفسها نحو الهدف، لكنها غير قادرة على المناورة وإحداث المفاجأة. هذا السلاح أكثر دقة من غيره، ويمكنه، نظرياً، أن يضرب مبنى محدداً. أما ميدانياً، فهناك كثير من التشويش والعوائق، وبذا، فإن هامش خطأ هذا الصاروخ يبلغ مئات الأمتار".
وتابع: "عليكم أن تأخذوا أيضاً في الحسبان أن المواطن البسيط الذي يعيش في العمق الإسرائيلي ليس لديه ما يقلق بشأنه من هذه الصواريخ الدقيقة؛ إن الفكرة الكامنة وراء وجود سلاح دقيق الإصابة، تتمثل في إصابة هدف محدد: مثلاً: قاعدة عسكرية؛ محطة تحويلات؛ جسر؛ محوّل اتصالات خليوية؛ وغيرها". هؤلاء "المخربون" لن يسعوا لتبديد سلاحهم الأكثر دقة لكي يدمروا المبنى الذي تقطن فيه في "بيتاح تكفا"، وفق تعبيره.
واستدرك "سادان" قائلا إنه مع ذلك، فإن ضربة ناجحة من صاروخ كهذا، تصيب هدفها، يمكن أن تتسبب بانقطاع الكهرباء، أو التشويش على الشبكة الخليوية. "ضعوا في اعتباركم أن مثل هذا الأمر يمكن أن يحدث، فلا تهلعوا؛ إن البنى التحتية، كالمستشفيات، لديها مولدات كهرباء، والجهات العاملة في الجبهة الداخلية جاهزة لمثل هذه السيناريوهات، وستقوم بإصلاح كل ما يجب إصلاحه بأسرع وقت ممكن. توصياتنا هي التالية: عليكم تزويد ملاجئكم بمصابيح يدوية، ولعبة مونوبولي" على حد وصفه.
آلية عمل صواريخ حزب الله
وردا على سؤال: كيف يمكن لحزب الله إطلاق كل هذه الصواريخ؟ يجيب "سادان": "بعض صواريخه سيتم إطلاقها من منصات إطلاق مدفونة على هيئة آبار، وكثير غيرها سيتم إطلاقها من تشكيلة من المنصات المتنقلة. بعضها مركّب على شاحنات ثقيلة قياسية خاصة بمنظومات غراد، وكثير غيرها، مركّب على شاحنات أصغر، وأكثر قدرة على المناورة. بعض منصات الإطلاق النقالة يتم إخفاؤه، ويعمل على هيئة شاحنات مدنية، مع وجود مواسير صواريخ غراد داخل الصندوق الخلفي، أو من خلال غلاف علوي للصندوق، يضمن ظهور الشاحنة، كأنها مجرد شاحنة توصيل عادية".
وأوضح "سادان" أنه نظراً إلى أن هذه المنصات قابلة لإعادة الاستخدام، فسيهدف التنظيم إلى حمايتها وإخفائها في المستودعات، والمرائب، والسقائف الكبيرة، ليعيد ركنها بعد إطلاق النار. بهذه الطريقة، مضيفا: "سيكون العدو قادراً أيضاً على المحافظة على مرونته التشغيلية، وإطلاق النار من أي مكان يريده، من دون أن يقلق الحزب من أن بعض التنظيمات المنافِسة ستعتريها الشجاعة، وتقوم بالاستيلاء على منصة إطلاق مدفونة".
وأكد الصحفي الذي اشتهر بعموده الخاص بالطيران "الكابتن" والذي ينشره كل أسبوع على موقع كالكاليست، أن هذا الرقم، أي 150 ألف صاروخ، هو رقم مخيف للغاية، داعيا إلى إخضاع هذا الرقم لبعض الاختبارات الميدانية، ونرى كيف يمكن أن يتجلى في الحرب الحالية.
وأضاف: «بادئ ذي بدء، على المرء أن يعلم بأن الصواريخ ليست جميعها موجودة كلها في مغاليق الإطلاق الآن، بانتظار قيام نصر الله بسحب يد رافعة كبيرة، وإطلاق "ضحكة شريرة"، ليطلق جميع ما في ترسانته نحو إسرائيل».
أماكن تواجد الصواريخ
يعود "سادان" للإجابة على سؤال: هل تعرفون أين توجد أغلبية هذه الصواريخ الـ150 ألفاً؟ قائلا: "إنها موضوعة في المستودعات، وفي المكامن الحصينة، وفي الأنفاق، أو على سيارات يتم تخزينها في نقاط خفية. لا يمكن تجهيز جميع هذه الصواريخ من دون أن تنكشف، ولا يوجد مخزن سلاح واحد بعيد عن التعرض للضربات الجوية. هذا هو السبب الأساسي وراء قيام حزب الله، على مدار السنوات الماضية، باستثمار كثير من مقدّراته في وسائل متطورة مضادة للطائرات، فمن الواضح للحزب أن سلاح الجو الإسرائيلي قادر على شل جزء كبير من تفوّقه الصاروخي".
وأشار "سادان" إلى أنه في بعض القطاعات، سيتم إطلاق الصواريخ عبر مرافق عسكرية تم تجهيزها في القرى والبلدات، من أجل خلق مصاعب العمل ضدها أمام الجيش الإسرائيلي".
ولفت إلى أنه مع ظهور الصور الأولى لغزة المهشمة، نهض آلاف القرويين وفروا إلى الشمال، زاعما أنه سيكون من الأسهل على جيش الاحتلال التفريق بين مَن يقوم بزراعة الزيتون، وبين مَن يقوم بزراعة الصواريخ، كما أن إسرائيل "تصرفت بحكمة"، وقامت بإخلاء كثير من البلدات الواقعة على الخط الحدودي الشمالي. وهذا يعني أن عدداً كبيراً من منصات الإطلاق المدفونة فقدت صلتها بالمعركة تماماً، في حين أن المنصات المتحركة تستوجب نقلها إلى مخابئ في قطاعات أُخرى، وهذا ما يجعلها مكشوفة، وفق زعمه.
خطورة صواريخ حزب الله
وقال "سادان" إن هنالك مشكلة أُخرى متعلقة بلوجستية الصواريخ، إذ أنه ليس من السهل التعامل مع هذا العدد الكبير من الصواريخ، وهذا العدد الكبير من منصات الإطلاق، الموزعة على امتداد منطقة كبيرة، تبلغ مساحتها خمسة أضعاف قطاع غزة.
وأكد أن هناك موثوقية شديدة الضعف في مجال إدارة المنظومة الصاروخية، في اليوم الثامن والأربعين من الحرب، قام حزب الله بإطلاق رشقة صاروخية، تتمثل في 48 صاروخ غراد، رداً على تصفية أحد قادة قوة الرضوان، وابن مسؤول آخر في التنظيم. لقد سقط عشرون صاروخاً من هذه الصواريخ وانفجر في الأراضي اللبنانية، على حد قوله.
ونوّه "سادان" إلى أنه بعيداً عن آماد مدفعية حزب الله، هناك عامل آخر، كثيراً ما يميل إلى الإسرائيليون نسيانه، وهو ذو أثر كبير في هذا التهديد، ألا وهو دوافع حزب الله إلى تشغيل هذا السلاح بالصورة التي تخشاها إسرائيل جداً.
وأضاف: "أنا أعلم بأن كلمة "ردع" قد تكون اليوم من أكثر الكلمات العبرية بذاءةً في هذه الأيام، لكن نصر الله ليس "أحمقاً"، وهو يعرف جيداً مدى حساسية تنظيمه. أنتم تدركون: حين نقوم بتحليل جيش ما، يجب أن نضع المؤشر على مقياس الحجم والقوة النارية، مقارنةً بخفة الحركة في الميدان. إن قوة عسكرية صغيرة تعمل في منطقة صغيرة، يمكنها أن تعمل كشبح: فهي ستحتاج إلى بنى تحتية أقل لكي تعمل، ويسهل على أفرادها التواصل فيما بينهم، وكذلك التنقل، وضرب العدو، ثم الانغماس في السكان. أما إذا اختل أمر ما في المعركة، أو كان هناك حاجة إلى تعزيزات، أو سقوط جرحى، أو وجود ثغرات استخباراتية، أو نارية، فإن هذه المجموعة ستسقط، صحيح أن القوة العسكرية الصغيرة تمتلك مرونة كبيرة، لكنها تملك خيارات أقل إذا حدث خلل ما".
وتابع أن "جيش كبير سيتمتع بطول النفَس في المعركة، إذ يحصل على التعزيزات إذا ما احتاج إليها، إلى جانب المعدات المناسبة، فضلاً عن قدرته على الضرب بقدرات نارية متنوعة، والتخطيط لعمليات خداع إبداعي، ونشرها على مساحات كبرى. بطبيعة الحال، سيأتي جيش مثل هذا إلى الميدان مع قوة نارية أكبر، وعدد أكبر من الوسائل. سيترتب على هذا أنه لن يكون قادراً على الارتجال بسرعة، وأنه سيتحرك بصورة أبطأ، بحسب قدراته اللوجستية".
فما علاقة هذا كله بحزب الله؟ يجيب "سادان" أن حزب الله في الجهة الأكثر اعوجاجاً في القصة كلها: فهو ليس كبيرا بما يكفي للاستفادة من مزايا القوة في الميدان، وهو ميدان بحد ذاته واسع النطاق ومعقد. ومع ذلك، لا يزال الأمر مرتبطاً بالمنظومات الثابتة، والقيود اللوجستية، ونقاط الضعف الكامنة فيها. إن جيش حزب الله هذا تضخّم بسرعة، ولم يعد صغيراً لكي يتمكن من المناورة، ويتمتع بالقدرة على المراوغة، وخفة الحركة، وفق تعبير "سادان".
وأردف: "يتمثل الحل الذي نملكه لصواريخ حزب الله على الجبهة، في اعتراضها بواسطة منظومة الصواريخ المضادة للصواريخ التي نملكها، وهي المنظومة الأنجع في التاريخ العسكري: هذا، مع العلم بأن منسوب دقة صواريخ ومقذوفات حزب الله منخفض، وأن جزءاً صغيراً منها فقط في كل رشقة، سيشكل تهديداً حقيقياً للأماكن السكنية".
وشرح "سادان" أن لكل نظام دفاعي نقطة ضعف ناجمة عن مراكمة الجهد، وليس من المستحيل أن تنجح بضعة صواريخ في إصابة هدفها.
وتابع: "يتمثل حلّنا، في الجبهة الداخلية، في توفير الملاجئ والغرف الحصينة، القادرة على الوقوف في وجه الصواريخ المدفعية: فهذه المقذوفات تستند إلى قدرة التشظي، ولم تُصنَّع أصلاً لاختراق الجدران الحصينة. إن حلّنا لمواجهة منظومات وقيود حزب الله، يتمثل في مطر دقيق الإصابة، وفاتك الإبادة، يتمثل في القنابل المسقطة، التي ستقوم بتحطيم ما يجب تحطيمه فعلاً، والتي ستضرب في الأماكن التي توجع حقاً، مع استغلال نقاط الضعف اللوجستية، والنقاط الحساسة الفريدة الخاصة بهذه المنظمة الإرهابية".
عين إسرائيلية على فتنة لبنانية
وزعم الصحفي الإسرائيلي أن جميع من وصفهم بـ"المخربين" في لبنان يكرهون حزب الله، بعد سنوات من الخصومة التي يتراوح مردّها بين العقيدة السياسية والمعتقد الديني، وهذه النزاعات وصلت في أكثر من مناسبة إلى قتل متبادل. هناك مناطق يفضّل عناصر حزب الله عدم المرور بها، حتى لا يتسببوا، ببساطة، بفوضى غير ضرورية، على حد زعمه.
وواصل مزاعمه: "لا بد من أن جميع هذه التنظيمات تجلس وتنتظر بحماسة الآن: فإذا ما قام حزب الله بجرّ الجيش الإسرائيلي إلى حرب لبنان الثالثة، فإنه سيفقد جزءاً كبيراً من قوته، ومن عناصره، ومن شبكاته، ومن تأثيره، وهذه ستكون فرصتهم المناسبة، وهي الفرصة التي ينتظرها بعضهم منذ ثلاثين عاماً".
وكرر "سادان" الادعاءات التي يرددها أعداء حزب الله، قائلا: «الأمر لا يتعلق بالسلاح فقط، فحزب الله لديه "بيزنس" ضخم جداً، من "الاتجار بالمخدرات والإلكترونيات"، ومؤسسات مالية، "وخلايا جادة تفرض الأتاوات"».
وادعى الصحفي الإسرائيلي أنه من الصعب تخيُّل الفرحة التي ستُفعم قلوب خصوم حزب الله المهزوم، التي ستقول له حين يجد الجدّ: هات ما عندك من صواريخ ومال، قبل أن تستثار أعصابي. "وهذه ليست القصة الكاملة. أنتم تتذكرون من هم مالكو حزب الله، أليس كذلك؟" على حد قوله.
من التحليل إلى التخيل
وأشار "سادان" إلى أن إيران استثمرت كثيراً من الجهد والمال في بناء فرعها اللبناني، وقد بلغ حجم الاستثمارات مليارات الدولارات، وكثيراً من السنوات، وقامت بتحويل هذه المنظمة من مجموعة من المقاتلين المرتبكين والمتفائلين، إلى ذراع عسكرية قادرة على الضرب بالإنابة عنها. "هذا الأمر، إلى جانب محاولة نشر النفوذ الشيعي واستعمال التنظيم في إعاقة عمل إسرائيل، للتهديد بأنه إذا أدت أي ضربة يوجهها الجيش الإسرائيلي إلى إيران إلى تشغيل ترسانة حزب الله من أجل تشويش الجهد الحربي الإسرائيلي. دعونا نتذكر أن إيران لم تقم ببناء حزب الله لكي ينتحر في حرب ليست حربه" على حد تعبير الكاتب الإسرائيلي.
ويذهب "سادان" في تحليله بعيدا، لدرجة أنه يتصور الوضع بعد تدمير حزب الله، قائلا إنه إذا حاولت إيران استبدال حزب الله، ورفع شأن ميليشيات محلية أُخرى [بعد القضاء على الحزب]، فسيتعين عليها دفع ما هو أكثر بكثير، إذ إن السكان المحليين "يكرهون الفرس بشدة". وحتى لو عثرت إيران على مرشّح، فإن تعاظُم هذا المرشح العسكري سيستغرق أعواماً؛ في هذه الأثناء، ستظل إيران عرضة لخطر أي إجراءات عسكرية يتخذها الغرب، قبل أن تستكمل مشروعها النووي، والاختباء خلف الردع النووي. باختصار، إن نشوب حرب لبنانية ثالثة هي أمر سيئ جداً، من ناحية الشيعة، وفق تصوره.
واختتم "سادان" تحليله بالتذكير بأن حزب الله هو عدو خطِر، ويمتلك الإرادة، وهو يعلم جيداً حدود قدراته، ويعرف تماماً أنه من المفيد له أكثر أن يهدد إسرائيل بمئة وخمسين ألف صاروخ، بدلاً من أن يطلق هذه الصواريخ عليها.
ويزعم أنه على الرغم من كل ما يصفها بـ"جوقات التبجح الشيعية"، فمن الواضح أن الحزب لا يعتزم الانتحار في هذه الحرب. مضيفا: "مع ذلك، فإن هناك صواريخ تتطاير من لبنان إلى إسرائيل، ومن المهم أن ننتبه إلى صافرات الإنذار والتحذيرات، واعتنوا بأنفسكم، وكونوا يقظين".