- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
ما أبرز توجهات مستشارة الرئيس الأمريكي الجديدة لشؤون السياسة الداخلية؟
ما أبرز توجهات مستشارة الرئيس الأمريكي الجديدة لشؤون السياسة الداخلية؟
- 11 مايو 2023, 5:19:13 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعد أقل من أسبوعين على إعلان الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، في بيان له في 24 أبريل 2023، عن استقالة كبيرة مستشاريه لمجلس السياسة الداخلية بالبيت الأبيض “سوزان رايس”؛ أعلن “بايدن” في 5 مايو 2023، تعيين سكرتيرة الموظفين في البيت الأبيض “نيرا تاندين” مستشارة له بشأن “السياسة الداخلية”، لتكون أول أمريكية من أصول آسيوية تقود هذا المجلس، ومن المقرر أن تتسلم مهامها بعد آخر يوم عمل لـ”رايس” المقرر في 26 مايو، بينما سيحل “ستيف فيلدمان” محل “تاندين” في منصب سكرتير الموظفين.
ويأتي قرار تعيين “تاندين” مستشارة للرئيس الأمريكي بالتزامن مع استعداد الأخير لحملة إعادة انتخابه لخوض سباق الرئاسة لعام 2024، وهو ما سيتطلب منه تحقيق جملة من الإنجازات، خاصة على الصعيد المحلي، خاصة بالرعاية الصحية وأيضاً البنية التحتية وغيرهما. وعليه، فإن ذلك سيكون من خلال مجلس السياسة الداخلية برئاسة “تاندين” التي من المفترض أن تضع استراتيجية تسهم في التنفيذ الفعال لهذه الإنجازات المحلية، وهو ما أكده الرئيس “بايدن” قائلاً في تصريحات صحفية: “إن نيرا تاندين ستواصل صياغة وتنفيذ سياستي المحلية، من الحراك الاقتصادي والمساواة العرقية إلى الرعاية الصحية والهجرة والتعليم”.
خبرات واسعة
يمكن تناول السيرة الذاتية لمستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون السياسة الداخلية “نيرا تاندين”؛ وذلك على النحو التالي:
1- الانتماء إلى أسرة مهاجرة تعود أصولها إلى الهند: وُلدت “تاندين” في بيدفورد بولاية ماساتشوستس الأمريكية في 10 سبتمبر 1970، لأبوين مهاجرين من الهند، وحصلت على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA)، ثم شهادة في القانون من جامعة ييل الأمريكية أثناء دراستها في جامعة كاليفورنيا.
2- علاقات وثيقة بعائلة الرئيس الأسبق “بيل كلينتون”: تصفها وسائل الإعلام الأمريكية بـ”الصديقة المقربة لعائلة كلينتون”، وهو ما أكدته حينما عملت مستشارة غير رسمية لحملة “هيلاري كلينتون” الرئاسية عام 2016، وقدم مركزها “التقدم الأمريكي” الدعم الفكري لحملة “هيلاري”، قائلة في أكتوبر 2016: “سأفعل كل ما تحتاجه هيلاري دائماً. أنا مدينة لها بالكثير. وأنا جندية مخلصة”.
3- المساعدة في إعادة انتخاب “بيل كلينتون” عام 1996: لعبت “تاندين” دوراً في حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي السابق “بيل كلينتون” عام 1996؛ ولذلك تم تعيينها مساعدة لـ”كلينتون” في البيت الأبيض، وأصبحت من كبار موظفي مكتب زوجته “هيلاري كلينتون” في مجلس الشيوخ الأمريكي، وفي عام 2000، عينت مديرة لمكتب “هيلاري”.
4- إدارة الحملات الانتخابية لهيلاري كلينتون و”أوباما”: تولت “تاندين” إدارة الحملة الرئاسية لـمرشحة الحزب الديمقراطي “هيلاري كلينتون” في 2008، وبعد انسحاب الأخيرة من السباق الرئاسي أمام مرشح الحزب الديمقراطي “باراك أوباما”، عملت “تاندين” مديرة للسياسة الداخلية لحملة الرئيس الأمريكي الأسبق “أوباما”.
5– دور كبير في هندسة قانون الرعاية الصحية “أوباما كير”: عينت “تاندين” مستشارة أولية لـ”كاثلين سيبيليوس” وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية في عهد “أوباما”، وقالت وسائل الإعلام الأمريكية إن “تاندين” المهندسة الرئيسية” لـقانون الرعاية الصحية الشاملة المعروف باسم “أوباما كير”، الذي تم تفعيله في مارس 2010.
6– ترؤس إدارة “مركز التقدم الأمريكي” لفترة طويلة: تركت “تاندين” إدارة الرئيس “أوباما” في نوفمبر 2011، وعملت حتى عام 2021، رئيسة ومديرة تنفيذية لمركز الفكر الليبرالي المعروف باسم “مركز التقدم الأمريكي “CAP” (Center for American Progress)، قائلةً وقتها إن “هدفنا الدائم هو التقدم الشامل لأمريكا”.
7– اعتبارها واحدة من “النساء الأكثر تأثيراً في واشنطن”: اختيرت “تاندين” في 2012، واحدة من “النساء الأكثر تأثيراً في واشنطن” من قبل مجلة “ناشيونال جورنال” الأمريكية، وفي عام 2011، حصلت على جائزة “إنديا أبرود” الهندية للناشر المتميز، وفي عام 2013، اختيرت واحدة من “أقوى النساء في السياسة” من قبل مجلة فورتشن الأمريكية Fortune.
مناكفة الجمهوريين
تتبنى “نيرا تاندين” توجهات معارضة قوية للحزب الجمهوري والرئيس السابق “ترامب”، وهو ما ظهر في العديد من القضايا والمواقف؛ وذلك على النحو التالي:
1- معارضة شديدة للحزب الجمهوري والرئيس السابق “ترامب“: تُعرف “نيرا تاندين” بمعارضتها الشديدة للجمهوريين وللرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”؛ إذ أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية أن “تاندين” خصصت جزءاً كبيراً من موارد “مركز التقدم الأمريكي” بعد نجاح “ترامب” مرشحاً للجمهوريين في انتخابات 2016، لمقاومة “ترامب”.
2- رفض “جدار ترامب” ومحاولات الجمهوريين إلغاء “أوباما كير“: عارضت “تاندين” عدداً كبيراً من قرارات إدارة الرئيس “ترامب”، منها مقترحات الإدارة لبناء حاجز على الحدود المكسيكية الأمريكية المعروف بـ”جدار ترامب” في يناير 2017. وفي يونيو 2020، عارضت بشدة محاولات الجمهوريين إلغاء “أوباما كير”.
3– تعثر عملية ترشحها لقيادة مكتب الإدارة والميزانية بعد انتقادات الجمهوريين: في نوفمبر 2020، رشحها الرئيس “بايدن” لتولي إدارة مكتب الإدارة والميزانية (OMB)، ولكن في جلسة لتأكيد ترشحها من أعضاء مجلس الشيوخ في 9 فبراير 2021، استجوبها الجمهوريون ووجهوا إليها انتقادات عدة لتصريحات سابقة لها تنتقدهم فيها على حساباتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، حينما كانت مديرة CAP؛ ما دفعها في مارس 2021 إلى سحب ترشحيها من هذا المنصب، قائلةً: “لسوء الحظ، يبدو الآن واضحاً أنه لا طريق للمضي قدماً للحصول على التأكيد”.
4– قلق الجمهوريين بعد تعيينها سكرتيرة لموظفي البيت الأبيض في أكتوبر 2021: بعد عدة أشهر من تعثر عملية ترشحها لإدارة (OMB)، عينها الرئيس “بايدن” في أكتوبر 2021، سكرتيرة لموظفي البيت الأبيض، ومستشارة أولى للرئيس، (وهذا المنصب يخول لها إدارة عدد متنوع من قضايا الإدارة الأمريكية والمشاركة في عملية صنع القرار، وهو ما أقلق الجمهوريين).
5– تخوف جمهوري من تولي “تاندين” مجلس السياسة الداخلية: كشفت بعض الصحف الأمريكية عن تخوف الجمهوريين وبعض الديمقراطيين (الذين كانت تنتقدهم تاندين على حسابها الرسمي بموقع “تويتر”) من توليها إدارة مجلس السياسة الداخلية، وهو المنصب الذي لا يشترط لتوليه تأكيد مجلس الشيوخ على عكس مكتب الإدارة والميزانية (OMB).
توجهات صدامية
يمكن تناول أبرز توجهات “نيرا تاندين” تجاه قضايا السياسة الداخلية والخارجية؛ وذلك على النحو التالي:
1- تشجيع “أوباما” على تبني سياسات ليبرالية بشأن الهجرة والطاقة والبيئة: كشفت وسائل الإعلام الأمريكية أن “تاندين” كانت سبباً في تشجيع “أوباما” على تنفيذ سياسات ليبرالية مختلفة بشأن الهجرة والطاقة والبيئة وغيرها، وهو ما أكدته في تصريح سابق لها، مديرة لمركز التقدم، قائلة: “الرئيس أوباما فعل معظم ما طلبناه”.
2– تأكيدها باستمرار دعم أوكرانيا ضد “الغزو الروسي“: تعرف “تاندين” نفسها على حسابها الرسمي بموقع “تويتر”، بأنها ليبرالية، ونسوية، وأمريكية هندية محظورة من قبل روسيا وتفخر بذلك، كما أنها تُعرب دائماً عن دعمها لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، وتنتقد بشدة ما تطلق عليه “الغزو الروسي لكييف”.
3– دعم الإطاحة بنظام “العقيد القذافي” في ليبيا: في أكتوبر 2011، دعمت “تاندين” انتفاضة الشعب الليبي ضد نظام الرئيس “معمر القذافي”، التي أدت إلى سقوطه بعد تدخل قوات حلف شمال الأطلنطي “الناتو”.
4– اتهام حكومة “ناريندرا مودي” بتقويض الديمقراطية: في سبتمبر 2013، عارضت “تاندين” في تغريدة على حسابها بموقع “تويتر”، نشر جنود أمريكيين في سوريا، وفي عام 2016، انتقدت حكومة رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي”، مبينة أن السبب أعمالها المناهضة للديمقراطية والعنف ضد المسلمين في الهند.
وختاماً، تؤكد “تاندين” أن الهدف من سياساتها مساعدة الحكومة الأمريكية في تشكيل الميزانيات والبرامج لمواصلة رفع مستوى الأمريكيين وخدمة كل الشعب الأمريكي؛ جمهوريين وديمقراطيين ومستقلين، على السواء.