لا أفهم السر وراء إعجاب البعض بمشهد صفع الرئيس الفرنسي علانية من أحد مواطنيه ، وعلي الفور راح الكثيرون دون وعيّ يقارنون بين ماجري لهذا المواطن والتهمة الموجهة إليه قضائياً وبين ماكان يمكن أن يحدث له في بلادنا لو فعلها !!.

وانا أراه فعلاً همجياً متوحشاً وقحاً سافلاً لايمت للديمقراطية ولا للحرية ولا للمواطنة ولا للعلمانية ولا للملوخية بأدني صلة !!. 

إنها قلة ادب وسفالة قولاً واحداً !!. 

لماذا تصفع رئيسك وهو رئيس منتخب من الشعب ورمز للجمهورية الفرنسية وواجتها أمام العالم !!.

هل أنت معارض ، وهل علموك أن من ضمن المعارضة أن تصفع الرئيس ، هل أنت تمارس الحرية ، وهل قالوا لك أن الحرية هي لطم رئيس الدولة علي خده أمام الناس وكاميرات العالم تصور !!.

الصحفي العراقي منتصر الزيادي قذف الرئيس الأمريكي بوش بالحذاء في وجهه ، وصفقنا له ، لماذا ، كان عنده كل الحق ؛ لأن هذا رئيس دولة غازية لبلاده محتلة لها ، جاءت بجيوشها الجرارة لتبيد مليون عراقي وتصيب مثليهم ، وتستخدم أبشع الأسلحة المحرمة دوليا ضد شعب آمن ، ثم قبضت علي رئيسه وأعدمته صبيحة عيد الأضحى في مشهد إجرامي ، لهذا صفقنا لمنتصر الزيات حين قذف المجرم بوش بالحذاء ، وتمنينا لو أنه أصابه ليظل عاراً يلازمه !!.

لكن مواطناً يصفع رئيسه المنتخب من شعبه فتلك وقاحة وقلة حيا وانحطاط أخلاقي، من يصفق له أو يدعو لهذا أو يبرره أو يتحسر أنه لا يحدث مثيله عندنا  مريض نفسي بالشيزوفرينيا والبرانوبا ، ويحتاج إلى كونسلتو من أطباء علم النفس !!.

عارض كما شئت ، وانقد كما يحلو لك ، لكن أن تعتبر صفعك للرئيس بطولة ومعارضة فأنت جاهل ومهرج وعلي خطر عظيم !!.