- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
لعبة التاريخ أم لعبة القدر
لعبة التاريخ أم لعبة القدر
- 4 مايو 2021, 1:18:45 م
- 957
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نحن أمام والدتين لحاكمين شكلا كل منهما ، أو بالأحرى كان شاهدتين على منعطفا خطيرا ونقطة فارقة ، و إلى الأبد في مصير البلد الذي كان يحكمه كل من نجليهما .
ونجليهما يتشابهان ، وإلى حد كبير ، في وضع خاتمة غير سارة للبد الذي كان يحكمه كل منهما .
ولكن أم الحاكم الأول قد خلدها التاريخ ، لأن التاريخ أخذ منها مباشرة ما تلفظت به وخاطبت به أبنها ، وليس العكس .
لذا فقد احترمها وقدرها كما خلدها وحفظ أقوالها التاريخ بينما أخرج وخصص مذبلته!لابنها ..
أما الحاكم الثاني فقد ذكر أقوال أو نصائح نصحتها به أمه . لكننا نجهل في الحقيقة ، أو بالأحرى لم نتثبت من حقيقة وصحة تلك الأقوال ،
كما لم نر يوما أو نسمع أي حديث مسجل وموثق عن أمه ، كما لن نر أو نسمع يوما شيئا عن أمه أصلا ؛ سواء قبل أن يكون حاكما ، أو بعد أن صار حاكما ، اللهم إلا ما ذكره هو عن أمه وليس العكس ..! نفسه
الحاكم الأول يمكن أن يقال فيه كل شيء ، وقد اختصرت ولخصت كما اختزلت أمه حقيقته في بضع كلمات - قد خلدها ، وكما أسلفنا التاريخ ..!
لكنه مع ذلك ، وعلى الرغم من تخاذله وخيانته ، وتحالفه مع أعداءه من أجل أن يحكم ، إلا إنه لم يعرف عنه ولم يذكر التاريخ إنه كذب يوما على أحد ، سواء كان من حاشيته أو خاصته ، أو حتى من العامة ممن كان يحكمهم .
إذن فعلى الرغم من ضعفه وهوانه وتخاذله فإنه لم يكن كذوبا أو كاذبا حتى بعد سقوط الأندلس قطعة قطعة ولم يبق سوى غرناطة ،
والتى كان أخر ملوكها ؛ والتي كانت أخر قطعة أرض باقية كان يحكمها أخر الطوائف من الأندلس ..! ملوك
بينما الحاكم الثاني سنكتفى فقط بأنه قال عن نفسه : " صادق قوي إن شاء الله ..." ،
وربما صدق وطابق ذلك ما وعد به بشأن قناة السويس الجديدة بأنها سوف تدر علينا عشرات المليارات من الدولارات ، وإذ به يخرج علينا بعدها ،
وقبل مرور عام واحد من إنشائها ، أو شقها ، ليعلن لنا ، و بنفسه فشلها ..! - وبقية القصة معروفة ؛ والتي كانت على سبيل المثال لا الحصر طبعا ..!
إذن فكانت عائشة الحرة هي أم أخر ملوك غرناطة ، والمكنى بأبى عبد الله الصغير ،
والذي صار يبكي ملكه بعد أن سلمها للملك فرناندو والملكة إيزابيلا ؛ فقالت له أمه عندئذ : " أبك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال " ..!
أما الحاكم الثاني فقد بدأ مسلسل التفريط في التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير ،
ثم إعادة ترسيم الحدود البحرية لتضيع علينا ثروات تقدر بالمليارات من حقول غاز - صار يصدر إلينا الآن وبشروط مجحفة ..! - لصالح كل من إسرائيل وقبرص واليونان - وحيث اكتسبت الأخيرة جزيرة مصرية مع أعادة الترسيم معها .
ولعل ثالثة الأثافي - كما يقولون - توقيعه على اتفاقية المبادىء مع أثيوبيا ، والتي سمحت لها بالاقتراض الخارجي واستكمال بناء سد النهضة ،
وحرمت مصر في ذات الوقت من حقوقها التاريخية الثابثة عبر ألاف السنين من مياه النيل المتدفق إليها كهبة ربانية من الله الخالق سبحانه و تعال .
أما الثاني فسمعنا منه هو - لا من أمه مباشرة - وذلك في معرض تبريره عن تفريطه في تيران وصنافير ، وحيث حكمت الإدارية والإدارية العليا ،
في حكمين منفصلين بمصريتهما ، واعترضت الحكومة على الحكم واستأنفته أمام دائرة أخرى - وقيل انها غير مختصه - فسمعنا منه إذن أن والدته قالت له : " اوعى تبص للى في أيدي الناس ولا تاخده ..." ، راح مدي تيران وصنافير للسعودية ..!
إذن فبعد التفريط في النيل فأخشى أن تكون مصر مقبلة على أندلس جديدة ، ولكن في ظل غياب عائشة الحرة هذه المرة ..!