لسان التمساح والقضاء علي خرافة أسرائيل

profile
  • clock 22 أبريل 2021, 3:21:54 ص
  • eye 1068
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في التاسع من شهر مارس 1969 كان المرحوم الفريق ( عبد المنعم رياض ) رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية يتفقد أبنائه في الخط الأمامي لجبهة القتال ، بعد القصف المدفعي المصري علي طول الجبهة الذي نفذته قوات المدفعية المصرية بالأمس 

وقد رصد استطلاع العدو الصهيوني دخول الفريق عبد المنعم إلي المواقع المتقدمة من الجبهة وكان في مواجهة موقعه علي الضفة الشرقية لقناة السويس موقع للصهاينة يسمى (لسان التمساح ) ، وكان هذا الموقع مشهور بتوجيه قذائفه الصاروخية وقذائف هاون إلى منازل مدينة الإسماعيلية مما أوقع الكثير من الضحايا من المدنيين.

أطلق الصهاينة قذائف الهاون والصواريخ على موقع الشهيد فأصيب الفريق عبد المنعم رياض واستشهد بين ضباطه وجنوده .

و كان لابد من الانتقام.

* وتم إسناد عملية الأخذ بالثأر للمجموعة 39 قتال .

((( عملية لسان التمساح الأولى))) :

اختار قادة المجموعة مقر إرشاد هيئة القناة بالإسماعيلية لمراقبة موقع لسان التمساح وأخذوا يستطلعون الموقع على مدار 24 ساعة ويدرسون كلما يدور به ( تسليحه – عدد أفراده – ثغراته – المنطقة المحيطة به – الأسلحة المعاونة.. الخ ) وكانت تختة الرمل منصوبة ليل نهار للتدارس عليها .

كان الموقع مكون من أربع دشم اثنتان في الأمام واثنتان في الخلف بينها أرض فضاء ( أرض طابور ) وخلف تلك الدشم كانت مخازن الذخيرة الخاصة بالموقع ومخازن التعيينات والوقود ، وكانت قوة العدو بالموقع تتألف من) : فصيلة مشاة - قوة لإدارة نيران موقع الصواريخ - عربة نصف جنزير ، ولورى -مخزن ذخيرة وصواريخ - نقطة ملاحظة ) .

قام سلاح المهندسين ببناء نموذج مطابق لموقع لسان التمساح بمنطقة صحراوية تشبه الأرض الموجود بها موقع لسان التمساح ، تدربت المجموعة لمدة شهر علي اقتحام المواقع حيث قسمهم قائدهم إبراهيم الرفاعى إلي أربع مجموعات ،

كل مجموعة مكلفة باقتحام إحدى الدشم الأربع، وكانت تحصينات الموقع توفر له الحماية من القصف الجوى بالقنابل حتى زنة 9 أطنان ، كما كان يوجد موقعان آخران حصينان فوق ربوتين تبعدان عن هذا الموقع حوالي كيلو متر يشكلان مع هذا الموقع مثلث رأسه لأسفل فى اتجاه البحيرة يكفلان له الحماية أيضاً ، ولسعة البحيرة كمانع مائي ، ووجود الموقع على حافة البحيرة مباشرة ، وقوة تحصيناته ، وشدة نيرانه مع الحماية التى يكفلها له الموقعان الخلفيان فلم يلجأ العدو لمزيد من وسائل الحماية ، ومن هنا جاء نجاح خطة الاقتراب والمبادأة وهما من أهم عوامل تحقيق المفاجأة والنجاح .

وفي التاسع عشر من شهر إبريل عام 1969 وفى ليلة الأربعين لاستشهاد الفريق عبد المنعم رياض تحركت المجموعة بقيادة المقدم إبراهيم الرفاعى ومعه قادة المجموعات ومعهم ضابط استطلاع وأبطال المجموعة من الصف والجنود، وعسكر الجميع في مبني الإرشاد بالإسماعيلية المواجه لموقع لسان التمساح.

بعد تناول طعام الغذاء تمت عملية التلقين النهائي لأفراد المجموعة .

تم تحديد أسلوب التحرك وخطة الاقتراب والحماية على أن تشكل المجموعات على هيئة رأس سهم وكانت كلمة سر الليل ( عصام )وكانت تشكيل المجموعات كالتالي :

- ( القيادة) المقدم إبراهيم الرفاعى ومعه 6 أفراد من الصاعقة البحرية . ومهمتها قيادة باقي المجموعات والسيطرة عليها ، وسترها و احتياطي لها .

- المجموعة الثانية : النقيب أحمد رجائي ومعه 12 فرداً من الصاعقة البحرية ومهمتها مهاجمة الدشمة رقم 1 .

- المجموعة الثالثة : النقيب محى نوح ومعه 12 فرداً من الصاعقة ، ومهمتها مهاجمة الدشمة رقم 2 .

- المجموعة الرابعة : الملازم أول وئام سالم ومعه 11 فرداً من الصاعقة ومهمتها مهاجمة الدشمة رقم 3 .

- المجموعة الخامسة : الملازم محسن طه ومعه 11 فرداً من الصاعقة ومهمتها تدمير الدشمة رقم 4 ، وبث ألغام مضادة للدبابات على المدقات المؤدية للموقع .

- المجموعة السادسة : الرائد طبيب عالى نصر، ومعه نقيب بحري إسلام توفيق ، والملازم أول بحري وسام حافظ ، و3 من أفراد الصاعقة البحرية ومهمتها تأمين منطقة النزول ، وستر قوة الهجوم بمنع العدو من تطويقها من الخلف ، وتأمين زوارق العملية.

- مجموعة على الضفة الغربية بقيادة العميد مصطفى كمال بمرافقة ضابط مخابرات يجيد اللغة العبرية ومعه جهاز تصنت لاسلكي للتصنت على الموقع .

عداد أفراد المجموعة يتراوح بين 60 و 65 فرداً وكان التسليح عبارة عن بدله الغطس ورشاشات وبنادق آلية و وأر بي جي وقنابل يدوية وقنابل غاز .

مع أخر ضوء للنهار قامت المدفعية المصرية بقصف الضفة الشرقية للقناة لضمان دخول أفراد العدو للمخابئ ، وأثناء القصف بدأت المجموع العبور وقد رافقهم حتى حافة القناة من الضفة الغربية الأب الروحي للمجموعة العميد مصطفى كمال الذي قام بالتنسيق مع العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة قائد المدفعية في الجيش الثاني وقتها ، وبدأ عبر الرفاعى وإبطال المجموعة إلى الضفة الشرقية في عدد ستة قوارب زودياك وبعد هبوطهم على الضفة الشرقية اتجهوا مباشرة لموقع لسان التمساح .

أتصل الرفاعى العميد مصطفى كمال وطلب منه إيقاف القصف المدفعي وبدئوا الهجوم على الموقع قبل أن يفيق العدو أو يخرج أفراده من مخابئهم التي احتموا بها من القصف المدفعي المصري .

وبدأ الهجوم بإلقاء القنابل اليدوية والقنابل الحارقة من فتحات التهوية بالدشم وقطع أسلاك التليفونات وقام الأفراد بحرق العربات الموجودة بالموقع وإسقاط العلم الإسرائيلي وتدمير المدافع وتدمير الموقع بالكامل .

خرج أفراد العدو من الدشم هاربين كالفئران لتحصدهم طلقات أفراد المجموعات وبذلك تمكنت المجموعة من القضاء علي الموقع بالكامل وكانت محصلة العملية قتل 44 فردا هم كل قوة الموقع.

وبعد الاستيلاء علي الموقع بالكامل تم نسف مخازن الذخيرة ومخازن الوقود إضافة إلى نسف مدرعة ودبابتين وقتل طاقمهما.نتيجة لغم تم زرعه بجوار الموقع ، إضافة إلى الاستحواذ على أريال جهاز لاسلكي، وتم إنزال العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري وانتهت هذه العملية الساعة التاسعة مساءً وانتظرت المجموعة بالموقع ساعتين كاملتين قبل العودة .

وفى التاسعة وخمس دقائق أصدر القائد أمره بالعودة إلى نقطة النزول ، وبعد خمس دقائق أدارت الزوارق مواتيرها لتعود فى اتجاه الضفة الغربية تحت ستر قصف المدفعية المصرية ، وخلال 15 دقيقة وصل الأبطال إلى الضفة الغربية ، وتم نقل الجرحى إلى المستشفيات العسكرية وهم النقيب محى نوح الذى أصابته شظايا مخزن ذخيرة للعدو قام هو بتفجيره ، والمقاتل حسن البولاقى

عاد أفراد المجموعة سالمين بعد أن أذاقوا العدو مرارة الهزيمة ،وبعد هذه العملية أطلق موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي على إبراهيم الرفاعى ورجاله أسم (أشباح الليل لأنهم لا يتركون خلفهم أي أثر بعد تنفيذ عملياتهم. ( كما أطلق عليهم البعض أسم ( رأس النمر ) وقد كرم الزعيم جمال عبد الناصر أفراد المجموعة وزار من جرح منهم بالمستشفيات .

وتعتبر عملية لسان التمساح المواجهة الحقيقية الأولى بين الجندي المصري والجندي الإسرائيلي منذ حرب 1948، وفيها تم القضاء علي خرافة أسطورة الجندي الاسرائيلي.

التعليقات (0)