- ℃ 11 تركيا
- 13 نوفمبر 2024
لابيد أمام الكنيست: وضعنا أسس انضمام السعودية لاتفاقيات التطبيع
لابيد أمام الكنيست: وضعنا أسس انضمام السعودية لاتفاقيات التطبيع
- 29 ديسمبر 2022, 1:06:17 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته "يائير لابيد"، أن حكومته وضعت الأسس لانضمام السعودية إلى اتفاقيات إبراهيم "اتفاقيات التطبيع"، متوقعا أن يتم ذلك خلال وقت قصير.
وقال "لابيد" في خطابه الوداعي أمام الكنيست الإسرائيلي، الخميس: "وضعنا الأسس لانضمام السعودية إلى اتفاقيات إبراهيم وسيتم تسليم التفاصيل السرية لرئيس الوزراء المقبل".
وأضاف: "إذا أكملت الحكومة الجديدة المسار الذي رسمناه فيمكن تطبيع العلاقات مع السعوديين خلال وقت قصير".
الأمر ذاته ذكره رئيس الحكومة الجديد "بنيامين نتنياهو" في كلمته أمام الكنسيت مؤكدا: "سنعمل على توسيع اتفاقيات إبراهيم مع الدول العربية"، قبل أن يعلن تعيين وزير الاستخبارات السابق "إيلي كوهين" وزيراً للخارجية.
وكان "كوهين" قد لعب دورًا مهمًا في الاتفاقيات التي توصّلت إليها تل أبيب مع عدد من الدول العربية.
ووقع "نتنياهو" اتفاقات "إبراهيم" مع البحرين والإمارات في سبتمبر/أيلول 2020، قبل أن ينضم المغرب والسودان إلى الاتفاقات في وقت لاحق.
ومنذ توقيع اتفاقات "إبراهيم"، يبذل "نتنياهو" جهودًا للتوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، أن أعضاء الكنيست ووزراء اليمين المتطرف في الحكومة الجديدة، لن يعرقلوا جهود "نتنياهو" لتطبيع العلاقات مع السعودية.
واعترف المسؤولون الإسرائيليون بوجود علاقات سرية بين إسرائيل والسعودية، وقد زار "نتنياهو" نفسه المملكة خلال فترة ولايته السابقة، والتقى ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، حسب تقارير إعلامية.
وذكرت القناة "12" العبرية"، أن "نتنياهو" متفائل للتوصل إلى اتفاق مع السعودية، مشيرًا إلى أن شركائه السياسيين من اليمين المتطرف يفهمون ذلك.
وذكرت القناة التلفزيونية الإسرائيلية، أنه كان هناك تفاهم بينه وبين نائبي اليمين المتطرف "إيتمار بن غفير" و"بتسلئيل سموتريتش"، على عدم تخريب جهود الاقتراب من السعودية.
في وقت سابق من هذا الشهر، قال "داني دانون" عضو الكنيست عن حزب "ليكود" في منتدى دولي لاتفاقات "إبراهيم" إنه يتوقع "رؤية اتفاق بين إسرائيل والسعودية في العام المقبل".
ونقل عن "نتنياهو" قوله إن أيا من دول الخليج لم تكن لتوافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون موافقة السعودية، لذلك كان متفائلاً بأن العلاقات السرية مع أكبر دولة خليجية ستطفو على السطح قريبًا.
ولا تعترف السعودية بإسرائيل ولا توجد علاقات دبلوماسية أو تجارية "رسمية" بينهما، كما لم تنضم المملكة لاتفاقيات "إبراهيم"، على الرغم من أنه يُعتقد أن لديهما روابط أمنية ودفاعية تستند إلى مخاوفهما المشتركة بشأن طموحات إيران الإقليمية.
ومؤخرا، تزايدت التقارير والمؤشرات حول استعداد السعودية للدخول إلى حظيرة التطبيع مع دولة الاحتلال، بعد الزيارة التي أجراها الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى المملكة منتصف العام الجاري، والتقى خلالها ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، الذي أشارت تقارير أخرى سابقة إلى أنه لا يمانع من التطبيع مع دولة الاحتلال، لكن وجود والده الملك "سلمان بن عبدالعزيز" هو العقبة الأبرز في هذا الطريق.
ويرى مراقبون أن خطوة السعودية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ستمنح بشكل فعال معظم الدول العربية والإسلامية الأخرى الضوء الأخضر لتحذو حذوها.
في المقابل، صدرت عن المملكة إشارات واضحة عن انفتاحها على التقارب مع إسرائيل، ففي مارس/آذار الماضي، قال "بن سلمان"، خلال مقابلة مع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، إن المملكة لا تنظر إلى إسرائيل كـ"عدو"، وأنما كـ"حليف محتمل" في العديد من المصالح المشتركة.
وعلى مدى سنوات، أقامت السعودية وإسرائيل علاقات اقتصادية عبر أطراف أخرى لنقل المنتجات الزراعية والتكنولوجية الإسرائيلية إلى سوق المملكة عبر الضفة الغربية والأردن وقبرص.
بالتوازي، شهدت المناهج الدراسية السعودية تغييرات واسعة شملت إزالة محتويات دينية اعتبرت أنه "لا تتماشى مع دعوات الوئام والمودة حيال أتباع الأديان المخالفة للإسلام بخاصة اليهود".
ولا تبدو الرياض على عجلة من أمرها للتطبيع مع إسرائيل، وإن كانت لا تجد إحراجا في الانفتاح عليها، فكلما أثير هذا الموضوع يردد السعوديون أن هذا الحديث سابق لأوانه وأن التطبيع مرتبط بشرط التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
ويعزى هذا الموقف لكون السعودية دولة رائدة في العالم الإسلامي تدافع عن القضية الفلسطينية، وبالتالي تخشى من أن يؤدي أي تقارب رسمي وعلني مع إسرائيل دون حل القضية إلى ردود فعل وانتقادات من الرأي العام العربي والإسلامي المناهض لاسرائيل، بما في ذلك الداخل السعودي.
وتحافظ المملكة على موقف معلن مفاده أن حلًا للقضية الفلسطينية شرط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، طبقًا لمبادرة السلام العربية التي طرحتها الرياض سابقًا وتم إقرارها بالإجماع خلال قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في بيروت عام 2002.
كما تتنافس السعودية على النفوذ في العالم الإسلامي مع تركيا وإيران، وتعتقد أن اتفاق سلام مع إسرائيل سيضعف نفوذها من هذا المنظور.