- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
كيف نفهم التقارب التركي مع مصر؟
كيف نفهم التقارب التركي مع مصر؟
- 20 مارس 2021, 12:37:25 م
- 1146
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تطرح أسئلة كثيرة حول التقارب التركي المصري الأخير، فهل هذا يعبر عن تغير في سياسة أردوغان؟ وهل نحن على أبواب مرحلة جديدة؟
الخطوات التي سمعنا عنها لا تمثل تغيرًا جوهريًا في العلاقات، فنحن نتكلم عن تصريحات إيجابية تركية وطلب تركي من قنوات المعارضة المصرية وقف البرامج السياسية، ولم نر خطوات للآن من جانب نظام السيسي.
ربما تتطور الأمور إلى توقيع تفاهمات حول الحدود البحرية أو مواضيع سياسية واقتصادية محدودة، أما استضافة أردوغان للإخوان، والاصطفاف بين المحور التركي القطري الإخواني ومحور الثورات المضادة (الإمارات السعودية مصر الأردن) فهذه علاقات استراتيجية لا تتغير بسهولة.
يبدو أن الإعلام هو الضحية الأولى في العلاقات بين المحور التركي القطري والثورات المضادة، ففي السابق فرضت قطر قيودًا على الجزيرة ومنعت ظهور شخصيات مثل القرضاوي وعزمي بشارة استجابة للضغوط السعودية، إلا أن الخطوة التركية لا تنطلق من ضعف بقدر ما هي محاولة لتوسيع النفوذ.
حيث يبدو أن أردوغان يريد استغلال الأجواء الجديدة بعد انتخاب بايدن من أجل مد جسور العلاقات مع أنظمة الثورات المضادة، فهذه سياسة أردوغان الحريص على نسج علاقات مع الجميع بما فيه خصومه إما من أجل حصاد مكاسب سياسية أو تحييد خطرهم.
تركيا تعاني من أزمة اقتصادية تعمقت مع وباء كورونا، واقتصادها يعتمد على الاستثمارات الخارجية، والعلاقات المتوترة مع أمريكا وحلفائها العرب والاتحاد الأوروبي أثرت سلبًا على الاقتصاد التركي، وربما يسعى أيضًا من أجل اختراق الحلف المعادي له من خلال نسج العلاقات مع مصر والسعودية.
ليس من الواضح درجة تجاوب النظام المصري مع هذه الخطوة، وقد تفرض دولة الاحتلال والإمارات فيتو على هذا التقارب.
وهنا يجب أن نفهم أردوغان بالشكل الصحيح، وإن كنت اتفق مع مؤيديه العرب في أن منطلقاته الفكرية وخلفيته الإسلامية لها دور في سياسته الخارجية، إلا أنه يجب الحذر من فخ الاعتقاد أنه يقدم الحلول السحرية لمشاكل الأمة الإسلامية.
السياسة الإقليمية والسياسة المحلية
من الخطأ النظر للأحداث في المنطقة على أنها فقط نتيجة السياسة الأقليمية وإرادة الدول الكبرى، فالسياسة المحلية لها دورها الهام.
للتوضيح: لو أن نظام السيسي كان على شفير الهاوية وهنالك انتفاضة في الشارع المصري، هل كان أردوغان سيقدم على التقارب معه؟ أم كان سيدعم المعارضة للتسريع بإسقاط السيسي ووصول حلفائه للحكم؟
مثال آخر: من القراءات السطحية لما يحصل في ليبيا وصف تطورات الأحداث بأنها فقط نتيجة التدخل التركي في مواجهة التدخل المصري والإماراتي، فالجزء الأكبر من المجهود العسكري والانتصارات يعود لقوات الوفاق الليبية أما الدور التركي فكان مجرد داعم.
لذا لا نحمل الدور التركي أكبر من حجمه، أما إخفاقات المعارضات العربية سواء في مصر أو تركيا فهذه نتيجة التطورات الميدانية الداخلية وليس "لتقاعس أردوغان عن نصرة هذه الميادين" (كما يفكر البعض).
أردوغان شخص برغامتي لدرجة كبيرة ومستعد لفعل أي شيء من أجل تحقيق أهدافه بعيدة المدى، بما فيه التعامل مع أعدائه وخصومه، قد يعتبر البعض ذلك انتهازية وآخرون يصفونها بالمرونة والذكاء وآخرون يقولون أن الغاية لا تبرر الوسيلة.
لذا على محبي أردوغان التخفيف من تعويلهم على تركيا وأن يعولوا أكثر على أنفسهم، فتركيا قد تقدم لك المساعدة في بعض النواحي لكن لن تحارب نيابة عنك ولن تكون دائمًا موجودة من أجلك، فإن لم يكن لك برنامج عمل خاص بك وخطة تسير وفقها فلن تستفيد أي شيء من أردوغان ولا تركيا.
في الختام ينتمي أردوغان لمدرسة برغماتية تهتم بالوصول إلى النتيجة بغض النظر عن الطريق لذا من المتوقع أن يتصرف بهذه الطريقة، ورغم ما يقدمه من مساعدات ودعم لحلفائه فمن الخطأ المبالغة بالتوقعات أو أن نترك مصيرنا بيده.
هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
أربعاء, 25 ديسمبر 2024
قنص جندي صهيوني شرق جباليا شمال قطاع غزة (فيديو) أربعاء, 25 ديسمبر 2024
الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابتان بشظايا رصاص قوات الاحتلال داخل مخيم طولكرم الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام اثنين, 21 يونيو 2021
كيف تحول نشطاء وسياسو الربيع العربي إلى موظفين بإسطنبول سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج وثائق وحكايات
اثنين, 04 نوفمبر 2024
في ذكرى مقتل إرهابي الهاجاناه.. من هو إسحق رابين صاحب نظرية تكسير العظام؟ سبت, 26 أكتوبر 2024
29 عاما على اغتياله.. الشهيد فتحي الشقاقي: أمة في رجل أحد, 06 أكتوبر 2024
بالفيديو.. لقطات جديدة من القتال في ٧ اكتوبر الماضي