تكبير الخط تصغير الخط

تحول حلم الفلسطيني محسن مهدوي بالحصول على الجنسية الأمريكية إلى كابوس بعد أن تم اعتقاله من قبل سلطات الهجرة أثناء حضوره لمقابلة نهائية بشأن طلب تجنيسه، يوم الإثنين، في مكتب خدمات الجنسية والهجرة بمدينة كولشيستر بولاية فيرمونت.

مهدوي، الذي يحمل الإقامة الدائمة (الغرين كارد) منذ عام 2015، كان يتوقع إنهاء إجراءات حصوله على الجنسية، لكنه فوجئ باحتجازه من قبل عملاء إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، وفقاً لما أكده محاموه.

هوية سياسية سبب الاعتقال؟

محامو مهدوي وصفوا الاعتقال بأنه عمل انتقامي ناتج عن مواقفه السياسية وهويته الفلسطينية. وصرحت المحامية لونا دروبي في بيان عبر البريد الإلكتروني:

"تم اعتقال محسن مهدوي في إطار حملة انتقامية بسبب دفاعه عن الفلسطينيين وبسبب كونه فلسطينياً. هذا الاعتقال غير دستوري ومحاولة لإسكات من ينددون بجرائم غزة".

وقد تقدم فريق الدفاع عنه بدعوى في المحكمة الفيدرالية يطالبون فيها بمنع ترحيله من الولاية أو البلاد، في وقت لا تزال السلطات ترفض الإفصاح عن مكان احتجازه.

من مخيم لاجئين إلى كولومبيا.. رحلة طالب ناشط

وُلد محسن مهدوي في أحد مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية، وانتقل إلى الولايات المتحدة في عام 2014. درس في جامعة كولومبيا بنيويورك وكان من أبرز الوجوه الطلابية المعارضة للحرب الإسرائيلية على غزة، حيث نظم احتجاجات حتى مارس 2024.

وكان من المؤسسين لاتحاد الطلبة الفلسطينيين في كولومبيا إلى جانب زميله محمود خليل، الذي اُعتقل أيضاً مؤخراً. وكان من المقرر أن يتخرج في مايو المقبل ويبدأ دراسة الماجستير في الخريف.

الاعتقال في ظل حملة قمعية موسعة

تأتي عملية اعتقال مهدوي في سياق حملة واسعة أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب ضد الطلاب المؤيدين لفلسطين. يُذكر أن محمود خليل، زميل مهدوي، كان أول معتقل ضمن هذه الحملة، وقد صدر قرار من قاضٍ في لويزيانا بترحيله بدعوى "تهديد الأمن القومي".

لقطات الاعتقال وردود الفعل الغاضبة

صُور مشهد اعتقال مهدوي من قبل صديقه كريستوفر هلالي، الذي كان ينتظره خارج المكتب، حيث ظهر مهدوي يرفع علامة السلام بيديه أثناء اقتياده من قبل رجال أمن ملثمين إلى سيارة احتجاز.

هلالي وصف مهدوي بأنه "ناشط سلمي يسعى لنشر الحوار حول معاناة الفلسطينيين"، مؤكداً أنه كان على دراية بإمكانية اعتقاله لكنه أصر على الحضور لأنه "لم يرتكب أي مخالفة وكان مواطناً ملتزماً بالقانون".

وفد فيرمونت في الكونغرس: ما حدث غير إنساني

أصدر أعضاء الكونغرس عن ولاية فيرمونت، السيناتور بيرني ساندرز، والسيناتور بيتر ويلش، والنائبة بيكا بالينت، بياناً أدانوا فيه بشدة اعتقال مهدوي.

وجاء في البيان: "ما حدث غير أخلاقي، غير إنساني، وغير قانوني. محسن مهدوي، المقيم القانوني في الولايات المتحدة، يجب أن يحصل على كامل حقوقه القانونية ويُفرج عنه فوراً".

انتقادات متزايدة لحملة قمع الحريات

يتزايد الجدل في الأوساط الأمريكية والدولية حول استهداف النشطاء المؤيدين لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية، في ظل ما يُوصف بأنه تضييق على حرية التعبير ومصادرة لحقوق الإقامة بسبب المواقف السياسية.

قضية محسن مهدوي تسلط الضوء على التداخل بين السياسة والهجرة في الولايات المتحدة، خاصة في ظل تصاعد التضامن العالمي مع غزة في أعقاب الحرب التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 51,000 فلسطيني منذ أكتوبر 2023، معظمهم من النساء والأطفال.