كيف تحاول إسرائيل الاستفادة من أحداث أفغانستان ؟

profile
  • clock 20 أغسطس 2021, 12:06:18 م
  • eye 2993
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

رأى المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، أن إسرائيل وحكومتها ستتأثر "بالانطواء الأميركي"، وأن هذه القضية ستخيم على اللقاء بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، في البيت الأبيض، يوم الخميس المقبل.

واعتبر برنياع أن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة بين البحر المتوسط والخليج الفارسي التي بإمكان أميركا الاعتماد عليها"، بادعاء أن "إسرائيل لن تخون ولن تنهار، وإدارة بايدن تتعامل الآن بتشكك مع حلفاء قدامى مثل السعودية، قطر ومصر. ولديه انتقادات تجاه إسرائيل أيضا، لكن لا يوجد شريك له في المنطقة، قوي ومخلص، مثلها"، أي أن إسرائيل هي السوط الأميركي في المنطقة.

وتابع برنياع أن "إسرائيل هي كنز. والأمل في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية هو أن الأحداث في أفغانستان ستعزز مكانة إسرائيل في البيت الأبيض. وبينيت وحكومته هم ما تمناه بايدن بعد ترامب ونتنياهو. ولم يتبق لهم سوى معانقته، الحفاظ عليه، ومنحه دعما دوليا وأقصى حيز عمل للقتال ضد إيران. وإيران ليست شريكا لاتفاق، فوجهتها نحو القنبلة (النووية). وحكومة إسرائيل هي شريكتهم في الحرب ضد إيران".


وحسب برنياع، فإنه خلال المداولات التمهيدية لزيارة بينيت إلى واشنطن "جرى الحديث كثيرا عن قطر. فالمفاوضات بين إدارة ترامب وقادة طالبان بدأت بمبادرة قطر. كما أنها أدت دور الوسيط واستمرت في تأدية هذا الدور مقابل بايدن وإدارته أيضا".

وأضاف برنياع أن "القناعة في إسرائيل هي أن قطر ضللت الأميركيين. وحسب مسؤولين إسرائيليين، فإنها تلعب لعبة مشابهة مع إيران أيضا: لديها قاعدة  عسكرية أميركية في أراضيها، لكنها تمول في الخفاء عمليات الحرس الثوري الإيراني الإرهابية. وقطر تضخ المال إلى غزة، وهذه المساعدات المالية تنقذ غزة من الجوع لكنها تعزز قوة حماس، وتمول تعاظم قوة حماس وتمنح شرعية لقطر في المنظومة الدولية".


وأشار برنياع إلى أن لقاء بايدن وبينيت سيتناول القضية الفلسطينية، لكن "بينيت سيحاول أن يركز النقاش على حلول عملية: سيوضح أن الفترة الحالية ليست ناضجة، لا في الجانب الإسرائيلي ولا في الجانب الفلسطيني، لخطوات سياسية كبيرة. وبالإمكان تنفيذ الكثير من الخطوات الميدانية الصغيرة والمدروسة. وستكون الرسالة بين السطور لبايدن أنه إذا أردت استمرار ولاية حكومة التغيير (حكومة بينيت – لبيد)، لا تمارسوا ضغوطا علينا".

وتابع برنياع أنه "بإمكان بينيت، طبعا، أن يلقي الخطاب الذي كان سيلقيه لو بقي في المعارضة: ما حدث في أفغانستان ينبغي أن يوضح للعالم أنه يحظر على إسرائيل الموافقة أبدا على قيام دولة فلسطينية، ويحظر عليها إخلاء دونم واحد في الضفة. وبمجرد انسحاب إسرائيل، ستنهار السلطة الفلسطينية، وستختفي قواتها العسكرية، وستسيطر حماس، مع القوانين الإسلامية، ومع الإرهاب... لكن بايدن الذي تلقى ضربة معنوية ليست بسيطة في أفغانستان يتوقع بشائر جيدة وليس وعظا".

"أميركا لن تحرك ساكنا مقابل إيران"

اعتبر المحلل العسكري في القناة 13 التلفزيونية، ألون بن دافيد، في مقاله الأسبوعي في صحيفة "معاريف"، أن "الانهيار الفوري للسلطة الأفغانية مقابل طالبان ينبغي أن يكون درسا لجميع مؤيدي فكرة ’تدمير حكم حماس’ بيننا. وبإمكان الجيش الإسرائيلي أن يحتل غزة خلال بضعة أيام من دون صعوبة بالغة. وأن يديرها ويقيم فيها حكما يستند إلى حرابنا، لكن هذه ستكون مهمة مع أثمان شديدة وطويلة ومع احتمالات نجاح ضئيلة".

وفيما يتعلق بأفغانستان، أشار بن دافيد إلى أنه "يترددون في إسرائيل حول ما إذا كانت المشاهد من أفغانستان هي دليل آخر على أن الولايات المتحدة لن تحرك ساكنا مقابل إيران القريبة من سلاح نووي، أم أن المس بصورة أميركا ستجعلهم يظهرون حزما أكثر. وجدير أن نتبنى الفرضية الأولى: أن هذه الإدارة سترتدع عن ممارسة القوة العسكرية، وأننا سنقف أمام مصيرنا لوحدنا ضد إيران، التي تقترب يوميا من كونها دولة عتبة نووية

وأضاف بن دافيد أن "بينيت سيبذل الأسبوع المقبل جهدا آخر من أجل أن يحشد على الأقل القوة الاقتصادية العظمى الأميركية ضد إيران. وأحداث الأسبوع الأخير ينبغي أن تكون درسا للذين يبنون القوة العسكرية الإسرائيلية والذين يمارسونها: عدا المهمات الأمنية الجارية، يحتاج الجيش الإسرائيلي قوة برية تستطيع توجيه ضربة دقيقة، سريعة ومؤلمة، وبعدها الانسحاب فورا. ومن سينغرّ بإعادة احتلال منطقة سيكون حاله مثل الأميركيين".

بينيت سيحاول إدخال إيران لقائمة اهتمامات بايدن

مثل بن دافيد، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن الانطباع لدى مسؤولين إسرائيليين التقوا مؤخرا مع نظرائهم الأميركيين، هو أن إدارة بايدن تركز اهتمامها كله على ثلاث مهمات أساسية، توصف بـ "3C" (COVID, Climate and China) أي كورونا وتغيير المناخ والصين. "ولحظ أفغانستان السيء، التي تخلت عنها الولايات المتحدة، الأسبوع الحالي، أنها لا يظهر في هذه القائمة القصيرة. وستحاول إسرائيل، ولن تنجح على ما يبدو، إدخال مهمة واحدة إلى هذه القائمة، تبدأ بالحرف I، إيران".

وأضاف هرئيل أن "إيران شاهدت الدراما الأفغانية عن كثب. وسيعود في الأسابيع المقبلة البرنامج النووي الإيراني إلى مركز الأجندة الدولية، إثر المحاولات المتوقعة لاستئناف المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى، بعد صعود الرئيس الصقري، إبراهيم رئيسي، إلى الحكم".

وتابع أن "لقاء بايدن وبينيت سيتناول التهديد الإيراني بتوسع، رغم أن الأخير يعلم أن القرار الأميركي بشأن نوقيع اتفاق نووي جديد متعلق بالأساس باستعداد إيراني وليس بتحفظات إسرائيلية".



التعليقات (0)