- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
كمال يونس يكتب: دعوة منطقية لتسريح الجيوش العربية.. وبيع السلاح في أسواق الخردة!
كمال يونس يكتب: دعوة منطقية لتسريح الجيوش العربية.. وبيع السلاح في أسواق الخردة!
- 14 نوفمبر 2024, 11:30:01 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"تمخض الجبل فولد فأرا".. هذا المثل العربي هو ما يعبر عما أسفر عنه مؤتمر القمة العربية والإسلامية الذي عُقد مؤخرًا بالعاصمة السعودية، الرياض.
فهذا المؤتمر لا يختلف عن مؤتمرات القمة العربية السابقة؛ فلم يأتِ بجديد، ولم يحقق آمال وطموحات المواطن العربي.
لهذا السبب، لم يهتم المواطن العربي بالقرارات والتوصيات التي حفظها أصغر مواطن عربي وهي: "نشجب.. ندين.. نستنكر".
لكن يبقى السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل عربي: لماذا كل هذا الخنوع والخضوع من قبل الحكام العرب والمسلمين، وهم يملكون موقعًا مميزًا، واقتصادًا وفيرًا، وجيوشًا مجهزة بالعدد والعتاد من أسلحة بمختلف أنواعها؟ حسبما ذكرت اللجنة العربية لمساندة المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان منذ سنوات، فإن تعداد الأسلحة في الدول العربية مضافًا إليها إيران يفوق عدد الأسلحة في دولة الكيان الصهيوني بمراحل كثيرة.
حيث ذكر أن الدول العربية تمتلك أكثر من 3 ملايين مقاتل عسكري، إضافة إلى أكثر من 2 مليون قوات احتياط. كما أشار التقرير إلى أن الدول العربية تخصص أكثر من 40% من دخلها القومي للإنفاق على الجيوش وشراء الأسلحة والمعدات العسكرية.
وطبقًا للتقارير المعنية بالشأن العسكري، فإن العرب يمتلكون 2,344,830 جنديًا مقاتلًا، في حين يصل تعداد جيش الصهاينة إلى 175,500 جندي (بالطبع هذا العدد كان قبل معركة طوفان الأقصى، حيث فقد جيش العدو أكثر من 15 ألف جندي حسب تقديرات عسكرية).
وحسبما ذكرت مجلة الأهرام العربي في عددها رقم 213، فإن العرب يمتلكون 3,362 طائرة حربية مقاتلة، في حين يمتلك العدو الصهيوني 485 طائرة حربية مقاتلة.
ويبلغ عدد المصفحات لدى العرب 30,197 مصفحة، بينما لدى الصهاينة 3,600 مصفحة.
ويمتلك العرب 16,919 دبابة، بينما يمتلك الصهاينة 3,900 دبابة. ويمتلك العرب من المروحيات الهليكوبتر 653 طائرة، بينما لدى الصهاينة 133 طائرة. أما المدافع، فيمتلك العرب 12,452 مدفعًا، ويمتلك الصهاينة 1,534 مدفعًا.
كما أكد التقرير السنوي لوزارة الخارجية البلجيكية أن منطقة الشرق الأوسط احتلت المركز الأول في استيراد الأسلحة البلجيكية في العام الماضي، حيث بلغت قيمة الأسلحة المباعة 90 مليون دولار، وهو ما يمثل 48.6% من مجموع المبيعات (صحيفة الأنباء الكويتية، العدد 903).
وفي تقرير لمجلة الأهرام العربي، العدد 225، ذُكر أن حجم إنفاق منطقة الشرق الأوسط في السنوات العشر الأخيرة على التسليح بلغ 150 مليار دولار، مما يشكل 32% من إجمالي مبيعات السلاح في العالم.
وإذا عرضنا حجم الأسلحة الموجودة في كل دولة عربية، لرأينا كميات هائلة من الأسلحة في مخازن هذه الدول. فقد اشترت مصر أسلحة بمليارات الدولارات من ألمانيا وفرنسا وروسيا وأمريكا وغيرها.
كما وقع الرئيس الجزائري الراحل بوتفليقة خلال زيارته لروسيا عقود تسليح بحوالي 2,500 مليون دولار.
وحسبما ذكرت صحيفة القدس العربي في العدد رقم 3599، فإن العراق يمتلك عددًا من القذائف والقنابل المتفجرة وغير المتفجرة من مخلفات حرب الخليج (370 مفرقعًا) في مختلف مناطق العراق.
كما أشار تقرير صحيفة الأنباء الكويتية، العدد 9034، إلى أن اليمن قُدر فيها عدد الأسلحة التي بين أيدي المواطنين بنحو 60 مليون قطعة سلاح، أي بمعدل 3 قطع سلاح لكل مواطن يمني.
أما المملكة العربية السعودية، فتمتلك نحو 914 طائرة متنوعة ما بين حربية ومقاتلة، وتمتلك من الدبابات والمدرعات نحو 7,227 مدرعة، منها 3,500 مدرعة قادرة على تدمير الدروع.
وذكر موقع الدفاع العربي في 16 مايو 2024 أن السعودية تمتلك قوة حربية متطورة تعتبر من أكبر القوات في الخليج من حيث العدد والعتاد.
أما الإمارات، فتمتلك نحو 30 صاروخًا من نوع "أم آي أم/23 هوك" أمريكي الصنع، كما تمتلك 9 بطاريات باك 3 و3 بطاريات باك 2، إضافة إلى 818 صاروخًا باتريوت، وتمتلك أسطولًا جويًا مكونًا من طائرات أف-16 وطائرات ميراج 2000 الفرنسية كمقاتلات حربية وطائرات تدريب.
.. بعد كل هذا العرض، وبعد كل هذا الكم من الأسلحة والعتاد والجنود لدى الجيوش العربية، لماذا يحتفظ العرب بكل هذا؟ وهم الذين أسقط حكامهم فريضة الجهاد، وصارت هذه الفريضة غائبة عنهم وعن جيوشهم، إلا في مواجهة مواطنيهم أو ضد إخوانهم من العرب، كما حدث من نزاع وقتال بين العراق وإيران، وما يحدث بين العراق والجزائر، وما يحدث الآن من قتال بين أبناء الشعب الواحد في السودان، وفي الصومال، وفي سوريا.
ألم يكن من الأولى أن يُستخدم هذا السلاح لتحرير أرض فلسطين وتحرير القدس الشريف من أيدي الصهاينة؟!
ألم يكن من الأولى لهذه الجيوش أن تدافع عن شعب فلسطين الأعزل ضد عدو انتهك الحرمات وفعل كل أنواع الموبقات؟ أم متى سيُستخدم هذا السلاح؟!
ماذا تنتظرون يا حكام العرب والمسلمين؟ أتنتظرون حتى يُباع سلاحكم في أسواق الخردة؟ (ولله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم). صدق الله العظيم. (الآيتان 4-5).