قصة السيارة المصرية بين الملكية والجمهورية والإخوان

profile
طارق مهني كاتب صحفي
  • clock 20 مارس 2021, 10:06:20 م
  • eye 1499
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قصة السيارة المصرية .. 

بين الملكية والجمهورية والإخوان 

على عكس ما يظن البعض أن صناعة السيارات فى مصر بدأت فى ستينات القرن الماضى ..

بل سيكون مفاجئا للبعض أن مصر اتجهت لصناعة السيارات قبل ذلك بربع قرن وقبل أن تعرف كوريا الجنوبية صناعة السيارات .

فقد بدأت صناعة السيارات فى مصر فى أربعينات القرن الماضى فى آخر عصر الملك فاروق ..


ووفقا لما نجى من وثائق اخفيت من الانظمة اللاحقة عن هذه الفترة .

فإن الملك فاروق أشرف بنفسه على صناعة إتوبيس مصرى كامل الصنع بأيادى مصرية خالصة فى ورش رجل الأعمال حسين عبد الرحمن بالعباسية .

وعرضت فى المعرض الدولى للسيارات فى وقتها كأول سيارة اتوبيس مصرية كاملة .


هذا الإنتاج كان يعد الأول من نوعه فى الوطن العربي .. لكن توترات حرب 48 ثم انقلاب 52 قضت على هذا الحلم مبكرا ..

أي دولة فى العالم تتمنى أن يكوون لديها صناعة سيارات كونها تعطى وجاهة اقتصادية وتنموية تدل على استقرار النظام ونموه .

حتى أنه كان يقال أن أي دولة حين تستقل تسعى فورا الى إنشاء صناعة سيارات وطنية مستقلة


بدأت مصر فى إعادة تدشين صناعة السيارات مرة اخرى فى أواخر الخمسينات من القرن الماضى .

فى عام 1958 تقدم الشابان جورج حاوى وعصام أبو العلا بفكرة صناعة سيارة مصرية لوزير الصناعة وقتها عزيز صدقى .

تم اختيار إسم رمسيس لأول سيارة مصرية .. تقدمو بسيارة المانية من ماركة (إن إس يو) لتكون نموذجا أوليا للتصنيع

تم الاتفاق على البدئ فى تجميع وانتاج هذه السيارة ..

سيارة المانية بهيكل تم تجميعه فى مصر هكذا كانت السيارة رمسيس التى تم الترويج لها أنها أول سيارة مصرية على خلاف الواقع ..

لكن استخدام الإعلام لهذا العنوان دغدغ مشاعر المصريين و حقق لها رواجا كبيرا وقتها كدعم شعبي للصناعة المصرية .

الا أن الأمر إنكشف سريعا بعد توقف المصنع فى ألمانيا فتوقفت صناعة السيارة فى مصر بعد 3 سنوات من انتاج السيارة .

لكنها استمرت فى تجميع هياكل اتوبيسات وسيرات النقل الخفيف.


فى عام 1959 تاسست شركة النصر للسيارات لتجميع السيارات الالمانية في البداية ومن ثم تبدأ فى صناعة أول سيارة مصرية خالصة إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.

بعد عام واحد تقريبا من تاسيس الشركة صدر قرار بتأميم الشركة لتصبح ملكا للحكومة المصرية.

روج الإعلام للسيارة نصر انها مصرية خالصة لخدمة الأوضاع السياسية وقتها.. لكن فى الحقيقة كانت سيارة إيطالية جمعت بشكل معدل فى مصر التى ملكت حق تجميعها وتعديلها.

حازت بالفعل السياة نصر على ثقة المصريين تشجيعا للصناعة المصرية وكانت أكثر السيارات مبيعا في السوق المصرية..

ظلت شركة النصر للسيارات تنتج سيارتها المعروفة لدى جيل السبعينيات 128 حتى عام 2000 بالتعاون مع شركة يوجو الصربية، و تجميع سيارات شاهين التابعة لشركة توفاش التركية والتي لا زالت موجودة بكثرة في الشارع المصري .

كان من المتوقع أن تتجه مصر بعد كل هذه الخبرات اللى المسار الطبيعى لانتاج السيارة المصرية الخالصة كما فعلت كوريا الجنوبية التى بدأت مع مصر فى نفس التوقيت تقريبا لكنها انتهجت اسلوب المشاركة فى الصناعة وأوقفت الاستيراد من الخارج ثم بدأت فى تصنيع سيارتها لتصل الآن الى خامس منتج للسيارت فى العالم


أما فى مصر فدفع عصر الإنفتاح بلا ضوابط فى سبعينات القرن الماض العديد من رجال الأعمال للاكتفاء باستيراد السيارات كاملة من بلادها .. مثل شركات منصور وأبو الفتوح وغبور وغيرهم من الشركات .

سحبت السيارت المستوردة البساط من أقدام مصنع النصر للسيارات وانهارت معه الصناعة الى ان توقفت تماما عن الانتاج ..

فى عام 2009 تم عرض ارض الشركة واصولها للبيع ضمن مشروع خصخصة القطاع العام الذى انتهجه مبارك فى اخر عصره ..إلا أن ثورة يناير أحبطت مخطط بيعها.


فى عا م 2013 تقدم أحد رجال الأعمال التابعين للإخوان المسلمين بمشروع إنتاج أول سيارة نقل صناعة مصرية  ..

وتم تدشين خط الانتاج بنخبة من مهندسين الشركة المصريين وكادت السيارة أن ترى النور لتكون أول سيارة مصرية بالكامل فى التاريخ المصرى ..

لولا احداث عام 2013 ربما كان اكتمل المشروع .

فى هذه الأيام تطل علينا أخبار إنشاء خط إنتاج لتجميع السيارة الصينية الكهربائية فهل يمكن ان يتحقق حلم السيارة المصرية أم ستظل مصر تدور مرة اخرى فى فلك الخارج وينتهى أمل المصريون فى إنتاج سيارة مصرية خالصة.


كلمات دليلية
التعليقات (0)