قبل يومين من موعد الانسحاب.. الاحتلال ينقض الاتفاق ويعيد انتشار قواته في الجنوب

profile
  • clock 24 يناير 2025, 4:20:44 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قبل يومين من موعد استكماله، أوعز الاحتلال الإسرائيلي إلى جيشه بعدم الانسحاب من جنوب لبنان، وسط تقارير عن مطالبة الحكومة بتمديد وجوده في المنطقة 30 يوما.

وعارض أقطاب المعارضة الإسرائيلية بشدة الانسحاب من جنوب لبنان، ما قد يزيد الضغط على الحكومة للتمسك بموقفها بعدم الانسحاب.

ونص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان في 27 نوفمبر الماضي، على إتمام الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في موعد أقصاه 60 يوما من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، الذي يصادف الأحد المقبل.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة: "ينص اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان على أن يتم تنفيذ الانسحاب التدريجي لقوات الجيش الإسرائيلي خلال 60 يوما".

وأوضح، في بيان، أنه "تمت صياغة القسم بهذه الطريقة مع فهم أن عملية الانسحاب قد تستغرق أكثر من 60 يوما".

وأضاف أن "عملية انسحاب الجيش الإسرائيلي مشروطة بانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وتطبيقه الكامل والفعال للاتفاق، في حين ينسحب حزب الله إلى ما وراء الليطاني".

وتابع: "بما أن اتفاق وقف إطلاق النار لم تنفذه الدولة اللبنانية بالكامل، فإن عملية الانسحاب التدريجي ستستمر بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة"، وفق قوله.

وأردف مكتب نتنياهو: "إسرائيل لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستصر على التنفيذ الكامل لهدف القتال في الشمال، العودة الآمنة للسكان (المستوطنين) إلى منازلهم (في المستوطنات المحاذية لحدود لبنان)".

إلا أن هيئة البث العبرية قالت، الجمعة: "أوعز المستوى السياسي (الحكومة) إلى الجيش بعدم الانسحاب من المنطقة الشرقية في الحدود مع لبنان، رغم انتهاء مدة الستين يوما لإكمال الانسحاب بعد غد الأحد".

وأضافت: "وفي الطرف الغربي، بدأ الجيش الإسرائيلي إعادة انتشاره وفقاً للاتفاق الذي تم توقيعه مع الحكومة اللبنانية".

وتابعت: "الرسالة التي تم نقلها إلى كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي من المستوى السياسي هي أن إسرائيل تجري محادثات مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة للحصول على وقت إضافي قبل الانسحاب الكامل من لبنان، وهي مدة زمنية تراوح بين أيام وأسابيع".

وأردفت: "يستعد الجيش الإسرائيلي لمحاولات حزب الله تقويض وقف إطلاق النار، نتيجة لبقائه في جنوب لبنان، وكذلك لمحاولات اللبنانيين العودة إلى قراهم" في الجنوب.

وحذر الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الماضية سكان عشرات القرى في جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم، دون تحديث على هذا التحذير.

ومساء الخميس، بحث المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" مسألة الانسحاب من جنوب لبنان، دون إصدار بيان بشأن الاجتماع.

وبهذا الخصوص، قالت هيئة البث: "انتهت بعد منتصف الليلة الماضية جلسة الكابينت السياسي والأمني، التي ناقشت قضية انسحاب الجيش من جنوب لبنان مع انتهاء سريان مفعول اتفاق وقف إطلاق النار الأحد المقبل".

وأضافت: "تطلب إسرائيل تمديد سريان الاتفاق شهرا، قبل سحب جميع قواتها من الجنوب اللبناني".

وصعدت المعارضة الإسرائيلية من ضغوطها على الحكومة الإسرائيلية لعدم الانسحاب من جنوب لبنان.

بدوره، قال الوزير السابق وزعيم حزب "معسكر الدولة" المعارض بيني غانتس، في منشور على منصة إكس، الجمعة: "لا يُسمح لقوات الجيش الإسرائيلي بمغادرة المنطقة العازلة في لبنان".

وأضاف: "يجب على الجيش الإسرائيلي أن يواصل تكثيف إجراءاته ضد أي انتهاك من جانب حزب الله، سواء كان بسيطا أو خطيرا، ويجب علينا الإصرار على تنفيذ الحكومة اللبنانية للاتفاق كاملا".

وفي إشارة إلى المستوطنين الإسرائيليين قرب حدود لبنان، قال غانتس "علينا أن نصر على أمن سكان الشمال وضمان عدم تجدد التهديد للمجتمعات الشمالية".

أما وزير الحرب الأسبق وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيغدور ليبرمان، فقال في منشور عبر منصة إكس، الجمعة: "لا يُسمح لقوات الجيش الإسرائيلي بمغادرة لبنان يوم الأحد".

وادعى أن "الجانب اللبناني انتهك الاتفاق، ولا يوجد انتشار حقيقي للجيش اللبناني على طول الحدود، وهو غير قادر على السيطرة على حزب الله أو نزع سلاحه"، وفق تعبيره.

واعتبر وزير الحرب الأسبق أن "التراجع في ظل هذه الظروف يعد خطأ فادحا يعرض سكان الشمال للخطر".

وفي وقت سابق الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "تواصل قوات اللواء 769 بقيادة الفرقة 91 عمليات التمشيط لتطهير المنطقة في جنوب لبنان من التهديدات".

وأضاف: "خلال نشاط القوات في منطقة وادي السلوقي، الأسبوع الماضي، تم كشف عدة مسارات أنفاق تحت الأرض تابعة لحزب الله، كانت مخصصة لمكوث عناصر الحزب، وتم تدمير هذه المسارات".

وتابع: "وفي نشاط آخر نفذه جنود لواء غولاني، تم العثور على شاحنات محملة بمنصات إطلاق قذائف صاروخية ثقيلة، بالإضافة إلى عدة مستودعات أسلحة كانت تحوي كميات كبيرة من القذائف الصاروخية، وقذائف الهاون، وصواريخ محمولة على الكتف، وعبوات ناسفة، ومعدات عسكرية، وتمت مصادرة جميع الأسلحة وتدمير المستودعات".

ولم تعلق الحكومة اللبنانية فورا على هذه التصريحات والمواقف والبيانات الإسرائيلية.

وأمس الخميس، أكد وزير الدفاع اللبناني موريس سليم، موقف بلاده الثابت بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب، وذلك قبل قرابة يومين على انتهاء مهلة الـ 60 يوما لإتمام الانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين تل أبيب و"حزب الله".

بدوره اعتبر "حزب الله"، الخميس، أن أي تأخير إسرائيلي بالانسحاب من جنوب لبنان سيُعدّ "تجاوزا فاضحا" لاتفاق وقف إطلاق النار، وطالب السلطات اللبنانية بالضغط على رعاة الاتفاق (الولايات المتحدة وفرنسا) من أجل تنفيذه بشكل كامل وشامل.

ومنذ 27 نوفمبر 2024، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر الفائت.

وبحسب الاتفاق، تنسحب إسرائيل تدريجيا خلال مهلة مدتها 60 يوما من المناطق التي احتلتها في لبنان أثناء تلك الحرب، على أن تنتشر قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و69 قتيلا و16 ألفا و670 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.

المصادر

الأناضول

التعليقات (0)