- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
! قالت لنا السفينة الجانحة
! قالت لنا السفينة الجانحة
- 29 مارس 2021, 7:43:34 م
- 899
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الحمد لله رب العالمين تم تعويم السفينة الجانحة وعادت حركة المرور في قناة السويس إلى الانتظام بعد تعطل دام ستة ايام، اختلت فيها حركة التجارة العالمية ، وارتفعت أسعار البترول ، وضجت شركات النقل، وقدر الخبراء خسائر تعطل المرور بـ 400 مليون دولار في الساعة، مايعني 9.6 مليار دولار في اليوم الواحد، وبحسبة بسيطة نكتشف أن التجارة العالمية خسرت 57.6مليار دولار في الأيام الستة فقط، وكل ما سبق وما حدث في هذه الأيام يخبرنا بلأشياء كثيرة بعضها معلوماً والآخر مجهولاً نوجزها فيما يلي :-
-العقلية العسكرية التي تحكم مصر كم هي عاجزة عن توفير صناديل عملاقة، أو قاطرات كبيرة مثل الهولندية والإيطالية التي تم استدعاؤها ، أو سفن إنقاذ متخصصة ذات طاقة وقدرات كبيرة مثل "نينه خاتون" التركية التي عرضت تأنقرة أن تعوم بها السفينة ... وقد كانت مصر تمتلك صندلاً عملاقاً " مرفق له صصورة بالألأبيض والأسود" عام 1920، وبعد مائة عام لم يعد لدينا مصل هذه المعدات العملاقة والمهمة والضروية بل والمصيرية .. فهل هذا عجز في التفكير أم خيانة للوطن أم فساد وإفساد متعمد لمصر .
-مخاطر هذه العقلية على العالم ، والتي بقصد أو بجهل يمكن أن تعيق حركة التجارة العالمية وتعرض الملاحة البحرية لخطر كبير ، مما دفع بالتفكير في بدائل عن القناة ، فاستغلت روسيا الفرصة وتهكمت على قناة السويس وعرضت الممر السيبيري في القطب الشمالي ليكون بديلاً عن قناة السويس ، متفاخرة بأنها تمتلك التجهيزات الفنية لتكسير الثلوج من مجرى سير السفن " بينما يعجز حكامنا من تجيزات للمياه العادية رغم توافره وسهولته قياساً بتكسير الثلوج"، وبدا في الأفق أيضاً تخمينات بأن يكون الأمر مدبر من قبل دولة الاحتلال الصهيوني ، للترويج لحتمية وجود بديل للقناة مثل قناة بن جريون التي يعدون العدة لها، والتي غالباً من أجلها تنازلت السلطة الحالية لمصر برئاسة السيسي عن تيران وصنافير للسعودية، لكي يكون ممر خليج العقبة ممراً دولياً لا سلطة لمصر عليه ... ويزيد من تلك الشكوك أن الناقلة حديثة تم تصنيعها قبل أقل من ثلاثة أعوام فقط وتحديداً عام 2018 ومجهزة لمواجهة كل الظروف ، وأيضاً تصريح رئيس هيئة القناة بوجود خطأ بشرين والمسار الغريب للناقلة قبل الجنوح .. كل ها يقوي نظرية المؤامرة .
-كذب السلطة العسكرية التي تحكم مصر حالياً على الشعب، وإخفاؤها الحقيقة ليوم كامل عن الشعب واضطرارها بعد ذلك للبوح بالكارثة، بعدما فضحتهم مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية، والادعاء بحلها بعد ساعات، والزعم بعودة الملاحة لقناة السويس بخلاف الحقيقة ...والاضطرار بعدها للاعتراف بتوقف الملاحة، بعدما فضحهم الإعلام العالمي والسوشيال ميديا مرة ثانية .
-الأهمية الرهيبة لقناة السويس، والدخول الرهيبة التي يمكن أن تحققها لمصر " فكما أن كل ساعة خسارة تكلفتها 400 مليون دولار فكذلك مكاسب كل ساعة 400 مليون دولار لو أن مصر تحصلت على نسبة ولو واحد في المائة منها، كرسم للعبور لكانت القناة كفيلة بتغيير الحياة على أرض مصر ...فمابالنا إذا تم إنشاء محور تنمية إقليم القناة وحولنا المجرى والمدن التي على جانبي القناة لمنطقة تبادل حاويات لتضاعف المبلغ عشرات او مئات المرات ، ولأصبحت مصر من أغنى دول العالم .
-البند السابق يفتح الباب للتفتيش عن الدخل الحقيقي للقناة ، وهل هو مابين 5- 6مليارات دولار في العام ..فهذا الرقم لا يصدقه طفل صغير .
-كم أن النظام الحالي ضعيف وهش، ويقزم مصر ، فتضطر لأن تطلب المعونة وتتبرع دول أخرى بعرض المساعدة ، وتتم الاستعانة بقاطرة هولندية " ولا نعلم إذا كانت الإيطالية وصلت وشاركت في التعويم أم لا" .. والأنكت أن لا ينجح التعويم إلا بفعل الرياح الشديدة، يعني لو حدث الشحوط في فصل الصيف أو في غياب تلك الرياح أو تناقص المد، لفشلت الجهود ولاحتجنا إلى مساعدات أكبر من دول أخرى.
-لماذا لم تسارع البحرية الأمريكية وهي موجودة في البحرين الأبيض والأحمر بتقديم الدعم والعون وحل المشكلة، ولماذا تركتها ستة أيام ، رغم مابين مصر وأمريكا من معاهدات للتعاون المشترك في المجال الأمن،ي ورغم أهمية القناة بالنسبة للولايات المتحدة، بل ورغم وجود نصوص صريحة بتسهيل عبور الأساطيل الأمريكية في القناة وإعطائها أولوية المرور " وهو ما يعيد الشكوك والظنون بوجود مؤامرة وافتعال الأزمة للترويج لقناة بن جوريون ".. ويقوي ذلك عدم الاهتمام الإماراتي إلا على خجل وبعد أيام من الحادثة ..فهل كان ذلك بأوامر أو تنسيق مع دولة الاحتلال .
-أين البحرية المصرية من الكارثة، وأين الاكاديمية البحرية التابعة لجامعة الدول العربية، واين جهودها وخبراؤها .
- عناد النظام الحاكم ولو على حساب مصلحة الشعب المصري ، وذلك بعدم المسارعة بتلقف العرض التركي بتعويم السفينة ، عن طريق سفينة الإنقاذ العملاقة نينه خاتون"، وتركيا قريبة من حيث الموقع الجغرافي، وألحت في العرض وكررته وسمت السفينة التي نجحت في إنقاذ 25 سفينة جانحة وشاحطة من قبل .
- ضرورة مراجعة عمليات التكريك وتطهير القناة وهل من الطبيبعي أن يكون العمق في المنتصف أكثر من 20 متراً" مابين 22 و25 متراً" في المجرى الملاحي بينما على الأجناب من 2.5 إلى 5أمتارفقط..أمن أنه لا يتم التكريك وتصرف الأموال لجيوب المسئولين الفاسدين ، ولا يتم شيء على أرض الواقع أو يتم ولكن ليس بالصورة الكافية .
-ضرورة مراجعة جدوى الأنفاق تحت مياه القناة، وهل تعيق غواطس الناقلات العملاقة أم لا، وهل يمكن الاستعاضة عنها ببدائل أخرى .
- الحاجة لتوسعة القناة كلها أو إنشاء ممر كامل بديل ، مع تطوير المحور كما سبق ذكره، وأن يتم ذلك عن طريق شركات عالمية وبطريقة البي أو تي ، أو أسلوب شبيه لها ، ولكن بشروط معقولة وليست مجحفة، كما يحدث الآن في عقود البترول والغاز، وذلك لكي لا تتكلف خزينة الدولة المصرية المثقلة شيئاً .
-الحديث الهزلي من قبل أبواق النظام ، والذباب الإلكتروني أن الحادث مدبر من قبل مصر لكي تُذكر العالم بأهمية قناة السويس لتجبرهم على حل كارثة سد النهضة " فهذا كذب مضحك ولكنه ضحك كالبكاء .. فكم ذا بمصر من مضحكات.. ولكنه ضحك كالبكاء" كما قال المتنبي ..لأن هذا الذباب الإلكتروني يسوق بطولات وهمية ويروج لإنجازات مكذوبة وغير حقيقية للنظام الحالي .
- الحمد والشكر لله أولاً الذي أرسل الرياح التي أعادت السفينة إلى منتصف المجرى المائي للقناة بعدما صرنا أضحوكة العالم لأسبوع كامل تقريباً، والذي ظل يضحك من صغر حجم الحفار الصغير الذي يزيح الرمال من جانب القناة قبل تدارك الأمر، بعد أن هزأ العالم كله بنا .. والشكر موضول لرجال قناة السويس وكل الخبراء والفنيين الذين بذلوا الجهود الجبارة لتعويم السفينة، ولا شكر ولا عزاء للسلطة التي يهدد وجدها أمن ومصالح مصر .