- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
فورين بوليسي: تقارب الهند مع الخليج يستهدف مواجهة الصين
فورين بوليسي: تقارب الهند مع الخليج يستهدف مواجهة الصين
- 12 مايو 2023, 7:49:58 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"من الواضح أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تنظر إلى المشروع كوسيلة لموازنة القوة الصينية في المنطقة".. هكذا تحدث تحليل لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية حول طموح لربط الشرق الأوسط بالهند عبر الطرق والسكك الحديدية والموانئ البحرية.
المشروع الذي ناقشه مستشارو الأمن القومي من الهند والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، في الرياض الأسبوع الماضي، ظهرت فكرته خلال اجتماعات مجموعة (I2U2) التي تضم إسرائيل أيضًا، خلال العام الماضي.
وتشير المبادرة المقترحة إلى أن الهند والولايات المتحدة على استعداد لبذل جهودهما المشتركة لمواجهة الصين خارج منطقة المحيطين الهندي والهادئ والشرق الأوسط.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير سابق لموقع "أكسيوس" الأمريكي: "لم يقلها أحد بصوت عالٍ، لكن الأمر يتعلق بالصين منذ اليوم الأول".
ويُنظر إلى آلية (I2U2) على أنها إطار لمواجهة نفوذ الصين في المنطقة، وهو ما ذكره "أكسيوس"، حين قال إن "المشروع هو أحد المبادرات الرئيسية التي يريد البيت الأبيض الدفع بها في الشرق الأوسط، مع تنامي النفوذ الصيني في المنطقة، إذ يعد الشرق الأوسط جزءا رئيسيا من رؤية الحزام والطريق الصينية".
ووفق "فورين بوليسي"، فإن الأمر "مثير للدهشة بعض الشيء"، خاصة أن مجموعة (I2U2) وسيلة جديدة نسبيًا للتعاون بين الولايات المتحدة والهند في الشرق الأوسط، لافتة إلى أنه "لم يتم تصورها ككيان يركز على الصين، نظرًا للتعاون التجاري الوثيق الذي تتمتع به الإمارات وإسرائيل مع الصين".
وتأسس التحالف في أكتوبر/تشرين الأول 2021 للتعاون في مبادرات مشتركة في مجالات المياه والطاقة والنقل والفضاء والصحة والأمن الغذائي.
وخلال اجتماعات (I2U2) العام الماضي، طرحت إسرائيل الفكرة التي تهدف إلى استخدام خبرة الهند في مشاريع البنية التحتية الكبيرة، وفق مسؤول إسرائيلي شارك في المحادثات، وقامت إدارة بايدن، بتوسيع فكرة المشروع لتشمل السعودية.
والمبادرة تشمل ربط الدول العربية في بلاد الشام والخليج عبر شبكة من السكك الحديدية التي ستربط أيضا الهند عبر موانئ بحرية في الخليج.
ويضيف التحليل: "من السهل معرفة سبب رغبة الهند في المشاركة بجهد صغير جديد للرد على بصمة الصين المتنامية في الشرق الأوسط، مدفوعة باستثمارات مبادرة الحزام والطريق والاتفاق الاستراتيجي الأخير مع إيران، ووساطتها في اتفاق مصالحة بين طهران والرياض.
ويعتبر الشرق الأوسط مساحة متزايدة الأهمية للهند، نظرًا لمصالحها التجارية هناك وعدة ملايين من الهنود الذين يعملون في المنطقة، ويرسلون تحويلاتهم المالية إلى الوطن.
ويهدف المشروع المقترح إلى تعزيز قدرة الهند كمزود للبنية التحتية، ويتضمن سجلها الحافل بناء أكبر نظام سكك حديدية في العالم في آسيا ومساهمات في ترتيبات تقاسم الكهرباء عبر الحدود.
ومن خلال المشروع الجديد، يأمل المسؤولون الهنود في تطوير بصمة بنية تحتية أعمق في الشرق الأوسط لمواجهة مبادرة الحزام والطريق في الصين.
يذكر أن "الحزام والطريق" مبادرة صينية قامت على أنقاض طريق الحرير القديم، وتهدف إلى ربط الصين بالعالم عبر استثمار مليارات الدولارات في البنى التحتية على طول طريق الحرير الذي يربطها بالقارة الأوروبية، ليكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية، ويشمل ذلك بناء مرافئ وطرقات وسكك حديدية ومناطق صناعية ومشاريع للطاقة.
ومن المؤكد أن مبادرة الاتصال بين الشرق الأوسط والهند "لا تزال طموحة بحتة، لكن إمكاناتها هائلة"، حسب التحليل الذي يقول: "في أفضل السيناريوهات، قد تستفيد الهند في النهاية من طرق التجارة البرية والبحرية الممتدة من إسرائيل والإمارات وصولًا إلى ميناء بيريوس اليوناني وما بعده إلى أوروبا".
لم تقم السعودية بإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل، مما يعني أن الأخيرة ليست جزءًا رسميًا من المشروع، لكن عضويتها في (I2U2) تشير إلى أنه سيكون لها دور.
وزار وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين نيودلهي الثلاثاء الماضي، وعلى الرغم من أنه غادر مبكرًا بسبب أزمة مع غزة، إلا أنه خطط على الأرجح للقاء محاورين هنود حول المشروع.
وفي بيان صدر قبل الزيارة، قال كوهين إن الهند يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط.
وفي النهاية، يُظهر مشروع الاتصال مدى استفادة الهند من "اتفاقيات إبراهام"، وهي اتفاقية عقدت في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من جيرانها العرب.
وسمحت الصفقة بإنشاء مجموعة (I2U2)، وأدت المناقشات هناك إلى ظهور المبادرة الجديدة.
ويتابع التحليل: "الهند أيضا لديها الآن فرص لتوسيع نفوذها عبر التجارة والدبلوماسية خارج منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وكل ذلك في غضون عام أثناء توليها رئاسة مجموعة العشرين في محاولة للتفوق على الصين، باعتبارها أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان".