- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
فلسطين عربيه.. جمهورية أوبلاست " السوفيتيه" أرض اليهود التاريخيه
فلسطين عربيه.. جمهورية أوبلاست " السوفيتيه" أرض اليهود التاريخيه
- 1 أبريل 2021, 6:43:14 م
- 1130
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
(1)
في أواخر القرن التاسع عشر نشأت الفكره الخبيثه بإغتصاب أرضنا العربيه في فلسطين على يد عصابات الصهيونيه العنصريه الإستعماريه و أعوانهم تحت مزاعم مختلفه و متنوعه على مدار الأزمنه المتعاقبه كان خلاصتها " ضرورة تأسيس وطني قومي للشعب اليهودي " حيث تزايد اهتمام يهود الغرب بأرض فلسطين الغنية بالخيرات عندما بدأ البارون الألماني موريس دي هيرش بتأسيس جمعية الاستعمار اليهوديه في 1891 في لندن لمساعدة الاستيطان اليهودي في فلسطين والتي كانت نواة الحركه الصهيونيه العنصريه التي دعا إليها الصحفي والكاتب اليهودي النمساوي تيودور هرتزل الذي قام بعد ذلك بنشر كتاب عنوانه «الدوله اليهوديه» عام 1896، يدعو فيه لإنشاء دولة يهوديه في فلسطين أقرت الحركه الصهيونيه تأسيس الصندوق القومي اليهودي، وهدفه الرئيس شراء الأراضي في فلسطين لتصبح وقفاً لكل «الشعب اليهودي» وتوظيف يهود فقط في هذه الاستثمارات الصهيونية. خلال مؤتمرها السابع في أغسطس 1903، أقّرت منظمة الهستدروت الصهيونية العالمية دستور الصندوق القومي اليهودي ليكون من أجل شراء أراضٍ في فلسطين، وإيجارها لليهود فقط، والامتناع عن بيعها.
سيطرت بريطانيا على فلسطين بعد طرد العثمانيين، وفي ظل إعلانها الوصايه عليها أصدرت وعد من خلال آرثر چيمس بلفور وزير خارجيتها آنذاك عرف بإسمه "وعد بلفور" دعمت من خلاله "تأسيس وطني قومي للشعب اليهودي ونص على "إن الحكومه تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغايه، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنيه والدينيه التي تتمتع بها الطوائف غير اليهوديه المقيمه في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
وبدأ تدفق موجات من المهاجرين اليهود الصهاينة إلى فلسطين وفي أول إحصاء سكاني بريطاني لفلسطين عام 1922 في ظل الوصايه البريطانيه تبين أن عدد سكان البلاد قد بلغ 757182 نسمة، كانت نسبة العرب المسلمين منهم 78%، ونسبة العرب المسيحيين 11%، ونسبة اليهود 9.6% فقط، حيث كان الصهاينة يروجون آنذاك أن أرض فلسطين فارغة من السكان، وأنها كانت تنتظر رجوع اليهود إليها منذ 2000 عام.
يوم 7 يوليو من عام 1937، أوصت اللجنة الملكية البريطانية بتقسيم أرض فلسطين إلى دولتين.. دوله يهودية تضم 33% من البلاد، بما في ذلك حيفا والجليل والسهل الساحلي شمال اسدود، والدولة العربية في بقية البلاد، لتصبح جزءاً من شرق الأردن، على أن تبقى القدس تحت الانتداب البريطاني.
(2)
وفي أعقاب ما عرف ب "الهولوكوست" أو محرقة اليهود التي نفذها النازيون بعد الحرب العالميه الثانيه تصاعدت الضغوط الدولية من أجل اعتراف دولي بدولة يهوديه تزامناً مع نهاية الإنتداب البريطاني لفلسطين
يوم 10 مارس 1948، صوت مجلس العموم البريطاني على إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، حيث تم في تل أبيب في الساعة الرابعة مساء يوم 14 مايو 1948، إعلان دولة إسرائيل وتم تعيين دافيد بن غوريون كأول رئيس وزراء لها، واعترف الرئيس الأميركي ترومان بدولة إسرائيل في اليوم نفسه. وفي اليوم التالي أعلنت بريطانيا انتهاء انتدابها لفلسطين، ودخل قيام دولة إسرائيل حيز التنفيذ.
في 14مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن جوريون قيام دولة إسرائيل ومما قاله بن غوريون آنذاك:
"لم يفقد الشعب اليهودي الأمل مطلقاً ولم تنقطع صلواته للحريه وللعوده إلى وطنه واليوم عاد اليهود إلى وطنهم الأصلي وصار لهم دوله خاصه بهم".
وتم تهجير نحو 700.000 فلسطيني بعد إجبارهم على مغادرة مساكنهم واراضيهم على اثر حرب 1948 التي هبت فيها الجيوش العربيه لنصرة اللجنه العربيه العليا في فلسطين في حين خسرت إسرائيل نحو 1 بالمائه فقط من سكانها في القتال الذي إنتهى بسلسله من أتفاقات الهدنه الهشه والتي كانت بدايه للصراع العربي الإسرائيلي أو ما يعرف ب " صراع الشرق الأوسط " الذي لم يتم حله حتى بعد مرور أكثر من 70 عاماً من الصراعات و الحروب و حركات المقاومه على كثير من الجبهات العربيه و لاسيما الجبهات المصريه و السوريه و اللبنانيه و الأنحاء الفلسطينيه.
(3)
السيده ميشيل رينوف الباحثه السياسيه البريطانيه والتي تحمل لقباً شرفياً ببريطانيا هو " لقب ليدي"
هو أمر جدير بالذكر والمتابعه فقد أسست تلك السيده منظمه للترويج بقوه لإمكانية وجود حل منطقي وعادل لإنهاء الصراع العربي الصهيوني بعيداً عن فلسطين العربيه والمنطقه وتحمل تلك المنظمه إسم "منظمة جمهورية اليهود".. ولا تتوانى وبشكل دائم ومركز ومتكرر متمسكه بكل فرصه لنشر الفكرة المخفيه إعلامياً وبشكل سياسي متعمد من قِبل الصهاينه.
ومن ضمن المحافل التي صرحت فيها غير الإعلام والصحافه كانت من خلال كثيراً من المحاضرات بما فيها ما كان تحت قبة البرلمان البريطاني ذاته وكذلك من خلال كلمه ألقتها بإيران وقت ولاية رئيسها أحمدي نجاد وفي حضوره مع آلاف الحضور بل وطلبت منه تبني الفكره.
تقوم الفكره والحل على إعطاء الشعب الفلسطيني أرضه التاريخية كاملة، وإعطاء الشعب اليهودي جمهوريته التاريخية كدوله شرعيه ₋ هذه الدولة ليست فلسطين، ولا أي أرض عربية.. ويتمثل في عودة اليهود الى وطنهم الأول في مكان لا يريد الصهاينة وحلفائهم الاستعماريين والعنصريين أي ذكر أو الحديث عنها أو الإشاره لها. وبالطبع فإن هناك العديد من المنظمات والأطراف الصهيونيه يتهمون السيده بإنكار الهولوكوست ومعاداة الساميه.
(4)
هي.. " جمهورية اليهود بإيروبيدجان "Birobidzhan_
وتقع في جنوب شرق روسيا ولا تعلم بأمرها الأغلبيه من العالم وإسرائيل لا يسرها ذكر ذلك بطبيعة الحال، وبالفعل أن هذه الجمهورية تمثل الوطن الأول لليهود في العالم، وقد ظلت كذلك إلى أن ظهرت الفكرة الصهيونية بتوطين اليهود في فلسطين، ونجح الصهاينة في غض النظر عن جمهورية اليهود الأولى، التي تأسست بطريقة سلمية ودون حاجة لاغتصاب أراضي الفلسطينيين السكان الأصليين.
والحل باختصار كما تراه رينوف يتمثل في عودة آمنة لليهود المقيمين في فلسطين إلى جمهورية اليهود، واسمها (أوبلاست) ولكنها معروفة أكثر باسم عاصمتها "بإيروبيدجان "Birobidzhan_
حيث يمكنهم العيش بأمان وسلام، ودون أي معاداة للسامية، وأن ينعموا بأجواء الثقافة اليهودية السائدة بقوة هناك حيث أن الثقافة السائدة في بايروبيدجان تسمح بهذا الحل العادل وإنهاء مأساة العرب الفلسطينيين المشردين بالعالم، ويصر الصهاينه اليهود على الترويج أنها مجرد مقاطعه رغم أن مساحتها تعادل مساحة سويسرا وحيث الكثافة السكانيه فيها ١٤ نسمة/ميل مربع
وفي حين يصر الصهاينه على الترويج أن تلك الجمهورية تعتبر رمزاً من رموز العهد الستاليني الذي اتسم باللاساميه في حين تؤكد منظمة رينوف "منظمة جمهورية اليهود" أن ستالين عمد إلى منح كل "عرق" داخل الاتحاد السوڨيتي حينئذٍ جمهورية خاصه بهم، ولَم يقتصر الامر على اليهود فقط، الأمر الذي تنتفي معه اتهامات اللاساميه
كما تؤكد منظمة رينوف "منظمة جمهورية اليهود" أن تلك الجمهورية شكلت ملاذاً آمناً لليهود، لذلك هاجر إليها وقتها الكثير من اليهود بالعالم لما وجدوا فيها أمنهم وأمانهم وكان من الممكن أن يستمر الأمر كذلك لولا ظهور العنصريه الصهيونيه الغاصبه، للاستحواذ على الأراضي الفلسطينيه.
(5)
تأسست أوبلاست _ بايروبيدجان لليهود فعلياً عام ١٩٢٨ بدعم وزخم من يهود أمريكا ذاتهم ضمن هيئه ضمت في عضويتها عالم يهودي هو أينشتاين والكاتب الأمريكي اليهودي جولدبرج، في حين يذكر موقع ويكيبيديا أن جمهورية اليهود تلك تأسست عام ١٩٣٤، وأن فيها أكبر جاليه يهوديه، فيما لايزال الصهاينه يصرون على تجاهل وإنكار المسأله.
وفي حين كان خيار الجمهوريه اليهوديه متاحاً أمامهم لكنهم كذبوا كعادتهم وقتما زعموا حاجتهم لوطن يجمعهم من الشتات والإضطهاد، ولكنهم طمعوا بفلسطين.
ومع تفكك الاتحاد السوڨيتي أعلنت كل جمهوريه استقلالها عدا بايروبيدجان والتي تسبب حساسيه لإسرائيل، ويقلقها إحتمال لفت الوعي العالمي لوجودها كأول جمهوريه لليهود…
وصرحت رينوف مؤخراً: بأنها مستعده أن تسخر ما تبقى من حياتيها لتوعية العالم بالأمر تماماً، وحل الصراع استناداً لهذه الحقيقة حيث بإمكان الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تدعم هذا الحل بلا خوف من أية إتهامات بمعاداة الساميه، حيث أن سكان جمهورية اليهود لا يزالوا يعيشون بالفعل في أمان وإطمئنان.