فـتــح عـيـنيـك : رحلة التحرر الوطني ونضال الشعوب ١

profile
د سامح غنيم باحث وسياسي
  • clock 28 مارس 2021, 7:09:22 م
  • eye 1200
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01


(١)

بعد نهاية فترات الإحتلال المقيم رحل المستعمر القديم بمختلف ألوانه والطامع للأبد بكل مقدراتنا عن بلاد العرب والبلدان المستضعفه تاركاً لنا ثمة أشباحاً من مناورات وفتن وأفكار وشخوص 'بكل الأسف' لنبقى رهن الخنوع والتبعيه والوهن لتحقيق أحلامه، تاركاً لنا أشباحاً للنيل من الكثير من موروثاتنا القيميه.. سواء مبادئ وعقائد وتقاليد متأصله بالوجدان أو كثيراً من همم النخوه ويقظة الضمير والحس الوطني الجمعي أو إختلال التقدير الواجب لقيمة العلم والبحث والعمل والتمسك بأمل وطموح الغد..

(٢)

 رحل المستعمر بمحطات تاريخيه متتالية متنوعة الأوجه بعد عديد التضحيات ونضالات الشعوب في سبيل تحررها وإستقلالها الوطني والزود عن حاضرها وبناء مؤسساتها لأجل التنميه وبناء المستقبل المنشود لأجيال من الأبناء والأحفاد..

(٣) 

رحل المستعمر بمكوناته ومعداته وجيوشه العسكريه وأسلحته الحربيه ولم يرحل بأطماعه وسياساته المستحدثه للسيطره على مقدرات الأمم جغرافياً وديموغرافياً والعبث حتى بحاضرها وحضارتها وأحلامها، فعمد بحكم وإحكام سلطاته لكل المؤسسات الدوليه الماليه والأمميه سعياً لفرض نفوذه ومخططاته المتتابعه ومجابهة ربما الواقع الجديد المحتمل في بناء وتحقيق آمال تلك الشعوب الواثبه لحياه كريمه..

(٤) 

لم تتوقف خطط المستعمر عند حد التمكين والسيطره بمراكز صنع وإدارة القرار الدولي وقيادة مؤسساتها المؤثره في تحريك مصائر الشعوب والأمم.. إنما دأب على إثارة القلاقل والحروب والفتن وصناعة الفرقه لكسر إرادتها في وضع وإدارة أية خطط قوميه أو إقليميه وإعاقتها عن تحقيق مشروعاتها التنمويه والوطنيه وحرمانها من أي كفاءات علميه فائقه ومتميزه وكذا كل عناصر وطنيه قادره على صنع الفارق .. 

فدأبت عناصره على محاولة إرباك كل مجالات الثقافه والفن والقوى الناعمه وجذب وإغراء العلماء والمفكرين وركائز العمل التنموي بكل الوسائل لإستقطابها أو إغتيالها إن هي شذت عن أمرها، وكذلك إذا تعلق الأمر حتى بوجود قيادات أو زعامات وطنيه عليا، إما إفشالاً أو أغتيالاً سواء معنوياً أو جسدياً.

 في يوليو القادم 2021 يحتفل نادي الصحفيين القومي الأمريكي بمرور خمس سنوات على رحيل أول امرأة تتولى منصب رئيس النادي مرور ثماني سنوات على وفاتهاو مائه و واحد سنه على مولدها

.. هي أقدم مراسلي البيت الأبيض ومرافقة أهم رؤساء أمريكا على مر التاريخ وأجرأ صحافيه في تاريخ الولايات المتحده الأمريكيه إنها "هيلين توماس"..

ففي حين قامت بتغطية أهم نشاطات الرئيس نيكسون رفضت أن ترافق جورج بوش الابن، وأعلنت رفضها لقولته:” إنه يحارب في العراق من أجل الله والصليب” وقالت:” بل إنها حرب الشيطان وليست حرب الله“. وفضحت الولايات المتحده الأمريكيه وعلاقتها بداعش وتم منع كلامها من النشر حتى" رحلت " قائله:

 

 "المنطقه العربيه ستزول بالكامل" واليهود يسيطرون على إعلامنا وصحافتنا وعلى البيت الابيض “. ولن أغير قناعاتي .. الإسرائيليون يحتلون فلسطين وهي ليست بلادهم عليهم العوده لبلادهم .. و فلسطين لأهلها.

فتلك نذر حرب عالميه جديده أُعدت في تل أبيب ووكالة الاستخبارات الأمريكيه، وبدايتها هي ظهور تنظيم داعش بدعم أمريكي ولا تصدقوا أنهم يحاربون الإرهاب لأنها مجرد دميه صنعتها أيديهم. 

يكذبون عليكم والإعلام يسوق أكاذيبهم لأن من يمتلكه هم يهود إسرائيل.

وبريطانيا سوف تستعيد روح” مارك سايكس” وفرنسا سوف تستعيد روح” فرانسوا بيكو” وواشنطن تمهد الأرض لتقسيم الدول العربيه بين الثلاثه ~ ثم تأتي روسيا لتحصل على ما تبقى منهم.- إنتهى تصريح هيلين

 

بالطبع واجهت هيلين بعدها عاصفه هجوم من اللوبي الصهيوني وطالب نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني بمحاكمتها بتهمة معاداة الساميه لكنها "رحلت" بعد أن قالت الصدق و تلقف كلماتها المخرج العالمي” مايكل مور” و أرخه في فيلم تسجيلي فضح بوش الإبن وعصابة عناصر اليمين الأمريكي مثل ديك تشيني وكوندليزا رايس و هم من أصحاب شركات السلاح.

.. "فيلم فهرنهايت -September 11 " 

 والذي حصد العديد من الجوائز.

 

المراقب بإمعان لكل الأحداث الدمويه بالعالم يتأكد بلا شك أنّ داعش لا يمكن لها أن تنفذ حوادث العنف تلك من دون مساعدة ودعم بل شيطنة وتخطيط أجهزة المخابرات تلك لدفع الأمم إلى جحيم لا ينطفئ حتى الفناء وتسليم المنطقه للقوى التي خططت لذلك.

وسبق لچيمس ولسي رئيس الاستخبارات الأمريكية الأسبق أن صرح و قال:

” المنطقة العربية لن تعود كما كانت سوف تزول دول وتتغير حدود أخرى “.

(٥) 

وعملت تلك المخططات منذ بدايتها على تقييد وتعويق كل حركات التحرر الناشئه بالعالم والقائمين عليها وبحثت الجماعه الإستعماريه كذلك لنفسها عن موضع قدم بل مواضع في التدخل بإدارة الشئون الداخليه للأمم ذاتها في محاولات وقحه ومقيته لوضع بصماتها بإنتاج عناقيدها الچينيه التابعه والعميله من الداخل لتولي السلطه والسلطان والمال والأعمال لحكم تلك البلاد وإدارة مواردها وأحوالها..

ومن المؤكد أن أولئك المرتزقه الخونه من عناقيد صناعة أعداء الأمم هم أكثر من أعداء الأمم ذاتهم حقاره وخسه ونداله وطمعاً وسواد قلب وعقل وضمير.

- وليس ببعيد عنا تلك المغامره الدنسه المحكمه التي صنعتها إسرائيل- بسوريا - في العام 1962 حين حاولت زرع أحد عملائها اليهود "إلياهو بن شاؤول كوهين" أو " إيلي كوهين" تحت إسم مستعار " كامل أمين ثابت" سعياً للوصول لسدة الحكم وكادت تنجح تماماً في تحقيق ذلك ولكن كيف مضت تلك المغامره؟ وإلى ماذا وصلت؟ 

- سوف نستعرض تلك القصه بالتفصيل مع عناصر الجزء الثاني من موضوعنا في الحلقه القادمه وحين نتطرق فيه كذلك لتحليل وتفصيل عناصر هذا الجزء السالف أيضاً من (الجزء الأول).. 

و لكن تبقى ذات الأسئله تفرض نفسها اليوم وعلى اتساع نطاق المنطقه العربيه طولاً و عرضاً والعالم المستضعف والمستهدف!!

- هل من الممكن أن يكون بيننا اليوم إيلي كوهين آخر جديد أو أكثر؟ وأين؟ وكيف؟ وماذا أنتم فاعون؟ ...!!

- هل تتحقق نبوءة” هيلين توماس” 

- هل يتم التخطيط لإشعال المنطقه وإعادة تقسيم مقدراتها؟ ..  أجيبوا يا شعب العرب لعل بينكم من يستطيع حمل الرايه وقيادة لواء الحلم .. الحلم ليس مستحيل .. 

فقط فتح عينيك

  



هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)