- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
فشل جيش الاحتلال الاسرائيلي في استعداده للحروب
فشل جيش الاحتلال الاسرائيلي في استعداده للحروب
- 18 مارس 2021, 3:14:20 م
- 1144
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فوجِئَ الجيشُ الإسرائيليُّ مرارًا وتكرارًا خلال مواجهته فصائل المقاومة وبعض الجيوش العربية، وكانت المفاجأةُ بسبب الفرق بين المعرفة والفهم، وصعوبة استيعاب أهمِّيَّة التَّهديد، وعدم استعداده لذلك، العديد من الحالات التي فاجَأت الجيش الإسرائيلي على الرغم من معرفته بها، فخلال الحروب والمواجهات التي خاضها جيش الاحتلال منذ إنشائه حتى الآن صُدِم بعددٍ لا بأس به من المفاجآت مختلفة الأنواع، منها اندلاع الحرب بشكل مفاجئ كما حدث في حرب أكتوبر 73، ومنها ضرب صاروخ C-802 على البارجة البحريَّة في حرب لبنان الثانية 2006، وكذلك استخدام الأنفاق في حرب غزة 2014م، ويرى الإسرائيليّون أنَّ المفاجأة لا تحدث عن سهوٍ لدى المخابرات لديهم، فالكثير من حالات التَّحقيق بالتَّهديدات كانت معروفةً لدى استخبارات العدوِّ ولدى القادةِ الميدانيّين والقيادة السِّياسيَّةِ العليا.
من الواضح ان هناك فجوة كبيرة بين الاعتراف بالتهديد وفهمه واستيعابه أثناء القتال، وهناك فجوةٌ بين النَّظرة السّائدة والواقع في ميدان القتال، وهناك منافسةٌ بالتَّعلُّم، وتقدير الموقف، وأخذ العبر بين جيش العدو والمقاومة، وكجزءٍ من هذه المنافسَة يحاول الاحتلال تعديل عقيدته القتاليَّة على المستوى التَّكتيكيّ، ويتمُّ التغيير المنهجيُّ في هويَّة (العدوِّ) وطابعه العسكريّ، ويسعى لضبط تصوُّر الردّ على هذا التَّغيير.
هناك عدَّة أسبابٍ لفشل العدوِّ في التَّنبُّؤ بساحة المعركة المستقبليَّة والاستعداد لها: منها الإِخفاقات الاستخباراتيَّة، والفشل في اتّخاذ القرار، وإخفاقات الجندي نفسه، ويتمُّ التَّعبير عن إخفاقات الجنديّ في عدم فهمه للتَّعليمات وما يترتَّبُ على ذلكَ مِن تَرجمةٍ خاطئةٍ على أرضِ الميدان.
الفجوة لدى العدوِّ ليست موجودةً على المُستوى الاستراتيجيِّ فقط، ولكن أيضًا في العمليّات التَّكتيكيَّة، وعلى ذلك فإنَّه قد تكون هناك عمليات تكتيكية للمقاومة في الحروبِ التي تقع في الوقت الحالي، وقد تكون هناك أحداثٌ استراتيجيّةٌ هامة، وهذا ما كان في حالات الاختطاف والعمليات خلف خطوط العدو من خلال الانفاق في حرب العصف المأكول، فقد تحوَّل الأمرُ من تهديدٍ تكتيكيٍّ إلى مشكلةٍ استراتيجيَّةٍ في ساحة المعركة.
تحوِّلُ المفاجأة بالعملَ التكتيكيَّ إلى عملٍ ذي أهميَّةٍ استراتيجيَّةٍ في القتال، فالقتال بحدِّ ذاتهِ يشمل قدرًا كبيرًا من المعلومات حول العوامل المسبّبة للمفاجأة، حيث يتمُّ تضمينه الأسلحة المبتكرة والتقنيّات القتاليَّة،
يتبيَّن من التَّجربة أنَّهُ وعلى مرِّ التاريخ تفاجأ الجيش الإسرائيلي باستراتيجيات وتكتيكات عسكرية جديدة يستخدمها خصمه، وفي كثيرٍ من الحالات أدَّت المفاجأة التكتيكية والاستراتيجية إلى ضرورة إيجاد حُلول فوريَّة أثناء القتال وهذا ما عجز عنه الجيش الاسرائيلي بالميدان العملياتي.
يسعى الجيش الإسرائيليُّ في هذه المرحلة إلى دراسة المخاطر التي تهدده والاستعداد لها، والعمل على الحد من خطرها القادم، فهل يستطيع العدوُّ التَّغلب على العقول المبدعة لدى المقاومة والتي أثبتت في كلِّ المراحل قدرتَها على مفاجأتِه بإبداعاتها الجديدة، لعلَّ قادم الأيّام سينبِئُ بما قد يحدُث ويؤكد على إخفاقات الجيش المتكررة في عدم فهمه للتَّعليمات وما يترتَّبُ على ذلكَ مِن تَرجمةٍ خاطئةٍ على أرضِ الميدان.!