- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
فراس الياس يكتب: بوتين وأوكرانيا والصراع الوجودي (4)
فراس الياس يكتب: بوتين وأوكرانيا والصراع الوجودي (4)
- 4 مارس 2022, 8:18:50 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
على الرغم من التلكؤ الذي أصاب التقدم العسكري الروسي داخل الأراضي الأوكرانية في الأيام الماضية، إلا إنه أمس واليوم تمكنت القوات الروسية من حسم السيطرة / أو قرب السيطرة الكاملة على العديد من المدن الرئيسية شرق وجنوب أوكرانيا.والتي يأتي في مقدمتها مدن خاركييف وخيرسون وماريبول، فضلاً عن حسم السيطرة بنسبة كبيرة على عدة موانئ بحرية، وعزل اوكرانيا بالكامل عن البحر الأستحاول القوات الروسية الآن إنهاء الفراغات الأمنية التي أستطاعات القوات الأوكرانية إقامتها في الجبهة الشرقية والعاصمة كييف، من أجل تأمين القوات المتحشدة على حدود العاصمة من هجمات الجيش الأوكراني الذي إستطاع إستنزافها في الأيام الماضية، عبر جرها لحرب عصابات في أكثر من مناسبة. قام الجيش الأوكراني اليوم بفك شفرات الأحراف الموجودة على الدبابات والمدرعات الروسية التي توغلت داخل الأراضي الأوكرانية، من أجل تمييزها عن الآليات الأوكرانية التي تشببها إلى حد كبير، نظراً لتشابه السلاح المستخدم من قبل الجيشيين، وعلى النحو الآتي:
القوات الشرقية Z
5 التسلل البحري
10 الشيشان / قاديروف
| Z | قوات القرم
O قوات من بيلاروسيا
A الحرس الوطني
FSB العمليات الخاصة
بدأت اليوم الجولة الثانية من المحادثات الروسية الأوكرانية وناقشت أبرز القضايا الآتية؛ الوقف الفوري لإطلاق النار، الهدنة المؤقتة، إنشاء ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من القرى / المدن المدمرة أو التي تقصف باستمرار.ر أشارت تقارير أمريكية إلى أن سبب عدم فاعلية الجبهة الشمالية التي تتحشد فيها قوات روسية أن القافلة العسكرية الروسية التي يبلغ طولها 40 ميلاً من الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية بالقرب من كييف "معطلة" بنسبة كبيرة بعد ضربات تعرضت لها من قبل الطائرات المسيرة.
كما تواجه أوكرانيا أيضاً مشكلة كبيرة في إيصال الإمدادت التسليحية واللوجستية إلى مناطق الصراع، وتحديداً بعد إنتشار كثيف في من قبل الجيش الروسي في المناطق التي سيطر عليها، أو التي يحاصرها، في الشرق والجنوب.
من المحتمل أن تتغيير أهداف الحرب التي أعلنت عنها موسكو، كما يتضح من تغيير موقف المخططين الروس من السعي لتحقيق نصر سريع بثمن بخس، إلى وسيلة تسوية المدن الأوكرانية بالأرض، كما فعلوا مع غروزني وحلب، لزيادة الأكلاف على الغرب في حال لم يتحقق المطلوب، كرد إنتقامي على العقوبات. إذا كان الرئيس بوتين في البداية يحاول تغيير النظام ونزع سلاح أوكرانيا، أما اليوم فبدأ بالحديث عن كيان الدولة الاوكرانية ووحدتها السياسية، وهو ما يشير إلى تحدي واضح للغرب وحلف الناتو بالتحديد.رإن عدم شعبية هذه الحرب داخل روسيا (ناهيك عن الغضب الدولي العالمي) سوف يتضاعف بشكل كبير مع كل يوم قادم (جنبًا إلى جنب مع الخسائر)، وبالتالي سيحتاج بوتين إلى حل للحرب في الأسابيع القليلة المقبلة أو سيكون أمام مشاكل خطيرة له داخليًا. لا يستطيع بوتين أيضًا التراجع الآن دون حفظ ماء الوجه - بعد أن تحدث عن أوكرانيا (بأسلحتها النووية) باعتبارها تهديدًا وجوديًا لروسيا، والآن بعد أن تكبد بالفعل تكاليف العقوبات الاقتصادية الشديدة والعزلة الدبلوماسية، لا بد أن يكون هناك مقابل يرضي طموحه السياسي.
من المحتمل أن يكون الحد الأدنى لبوتين أمام أي حل تفاوضي الآن هو تنازل أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم ودونباس ولوغانسك والموانئ البحرية لروسيا، والاتفاق على عدم الانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وبعض أشكال نزع السلاح (كعدم وجود بنية تحتية لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا) مشكلته هي أنه من المستبعد جدًا أن يقبل زيلينسكي وبقية القيادة الأوكرانية هذه الشروط، لذا فإن هذا يعني بأننا أمام حرب يمكن أن يطول وقتها على أكثر تقدير.ر وكلما طال أمد هذه الحرب، سيصبح موقف بوتين أكثر خطورة على الصعيد الداخلي والخارجي، خصوصاً وإن هناك ملفات عديدة مرتبطة بنجاح أو فشل روسيا في هذه الحرب.