- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
فراس الحمداني يكتب: عيد الصحافة العراقية
فراس الحمداني يكتب: عيد الصحافة العراقية
- 14 يونيو 2024, 6:42:15 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الخامس عشر من حزيران .. هو ذلك اليوم الذي نرتجيه وننتظره في كل عام .. لنحتفل بأمالنا في حاضر افضل و غد اجمل ونستذكر بألم كبير من غادرونا من رفاق الدرب الذين قضوا نحبهم لأجل صاحبة الجلالة حتى صرنا ننظر بعمق كبير للآية الكريمة في قوله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً).
نحن ( الصحفيون .. الصحفيون ) نعم نحن بتوكيد لفظي جازم يفيد بأننا واثقي الخطى الذين يمشون ملوكا" بأيمانهم المطلق بالله سبحانه وتعالى اولا" وايمانهم بالمهنية ومبادئها ثانيا" .. لانزال نسير على طريق الحق ولا نستوحشه لقلة سالكيه بل نؤمن بأن سوانا .. (أكثرهم له كارهون) و لا ندبل تبديلا .. ففي كل عام نجدد العهد على ان نمضي قدما" في ما بدأنا به وكأننا بأول عام من المسيرة .. رغم اننا قد افنينا اعمارنا فيها ورغم اننا نحاول مجاهدين مكابرين مستأثرين ان نقنع انفسنا بأننا منعمين في مملكة صاحبة الجلالة ولسنا معذبين في مهنة المتاعب .. ولكن الحقيقة دائما" شاخصة بمقدراتها.
اليوم نستذكر بفخر ما حققناه سويا" كصحفيين عراقيين من دون ان نغادر ما فقدناه وما زلنا نفتقده .. حقوقنا الصحفية .. وبطليعتها حقوق شهداء وجرحى الصحافة العراقية التي لم ولا ولن نتنازل عنها .. ونطالب بتشريع واقرار القوانين الكفيلة بها .. ونذكر كل السلطات بأننا أبناء السلطة الرابعة ونحن قادرين على الكثير .. وان اردتم اعصبوها برأسي وقولوا انه تهديد وعن نفسي سأقر به فورا" وأقول نعم انه تهديد علني بعدم السكوت على الباطل وعدم السكوت عن الحقوق وعدم السكوت على الفساد الذي يسهم بضياعها.
على مدى عشرة اعوام كنت اكرر نشر مقالتي الموسومة ( وأخيرا" رئيس الوزراء يعلنها للصحفيين ) وكنت اتحدث فيها عن حلمي وحلم كل صحفي في بلاد الرافدين ولكنني في هذا العام أرتأيت ان لا انشرها .. ليس لاني قد يأست من ذلك الحلم .. بل لأنني صرت أرى بارقة أمل بدأت تتوهج لتحيي فينا ما قد كاد يوشك على الموت .. صرت انظر اكثر لنصف الكأس المملوء بأيجابية واتوق لان نحقق تحت خيمة نقابة الصحفيين العراقيين ما نطمح اليه جميعا" و اعلم ان الطريق طويل ولكن وكما يقال مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة .. ولمعرفة الجميع بصراحتي فأنا لازلت اتحفظ على بعض ما في خطوات ادارة نقابة الصحفيين العراقيين ولا زلت اتحفظ على صمت كل الجهات المعنية على بيع الباجات الصحفية ( دليفري ) من دكاكين الدخلاء .. ولازلت اطالب بنتظيف الوسط الصحفي والاعلامي من ذوات وذواي المحتوى الهابط الذين شوهوا صورة الاعلام العراقي .. وايضا لا انكر انني معجب بطموح ادارة النقابة في بغداد وفي كركوك ورغبتها بالنجاح وسعيها اليه وهو دون شك مطلبنا جميعا" .
وايضا وقبل ان اختتم مقالي هذا لن اغادر اهم ما في الدستور العراقي من مواد تمثلنا وهي ( المادة ٣٨ ) منه والتي تنص على ما مفاده ( تكفل الدولة وبما لايخل بالنظام العام والآداب:
اولاً: حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل .
ثانياً : حرية الصحافة والطباعة والاعلان والاعلام والنشر .
ثالثاً : حرية الاجتماع والتظاهر السلمي وتنظم بقانون . ) وهو ما لا نتنازل عنه ونظل نطالب به .. والى ان يتحقق .. وحتى ذلك الحين نظل نردد ونقول.. كتبنا على السحابة .. فلتسقط الرقابة .. فصادروا السماء .
(الخامس عشر من حزيران من كل عام هو عيد الصحافة العراقية باعتبار ان هذا التأريخ هو ولادة اقدم جريدة عراقية وهي جريدة الزوراء التي صدرت في مثل هذا التاريخ من عام 1869.)